فتاوى عصرية: لا مانع شرعاً من استخدام الصور التعبيرية في «الشات»

نشر في 19-05-2018
آخر تحديث 19-05-2018 | 00:00
No Image Caption
السؤال: ما حكم استخدام الصور التعبيرية المنتشرة في المحادثات الموجودة على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية؟

المفتي: مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام.

الفتوى: "الوجوه التعبيرية" عبارة عن رموز وصور مرسومة يتم استخدامها في المحادثات بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وبرامج المحادثة الإلكترونية، ولها أشكالٌ متعدِّدة ومتجددة، منها: الوجوه الضاحكة، أو العابسة، أو المُعبِّرة عن الحزن، أو الغضب، أو الترحيب، أو الحب، أو الإعجاب بشيء، أو رفضه، وما شابه ذلك من التعبيرات الإنسانية.

وتقوم تلك الوجوه التعبيرية مقامَ الألفاظ والجُمل عند استعمالها في التخاطب، وقد تُستعمل لتجسيد الأمور المعنوية بأمور حسية لتأكيد المعاني، أو زيادة توضيحها.

وهذه الوجوه التعبيرية لا تدخل في أحاديث النهي عن التصوير، كحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: "مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ اللهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا" متفق عليه، وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إن أشد الناس عَذَابا عندَ اللهِ يوم القيامة المصورون". متفق عليه.

فالمنهي عنه في الأحاديث هو تكوين صورة ذات جسد، أو ذات ظل، يعني التي لها حجم: طول وعرض وعمق، وتكون أجزاؤها نافرة يمكن تمييزها باللمس، فضلًا عن تمييزها بالنظر، وذلك غير متحقق في الرموز والرسوم التعبيرية، فإنها صور غير مجسمة ليس لها ظل، بل هي مسطحة يمكن تمييز أجزائها بالنظر فقط دون اللمس، شأنها شأن الصور المرسومة على الورق، أو القماش، أو السطوح الملساء، أو الشاشات الإلكترونية، فهذا النوع من الصور لا يدخل في النهي والوعيد المذكور في الأحاديث الواردة.

ولا حرج فيها ما دامت الصور لا تشتمل على ما لا يجوز عرضه أو رسمه، كعُرْيٍ، أو فعل غير لائق، أو تحريض على مخالفة أوامر الشرع، أو الخروج عن طاعة أولي الأمر (القانون أو الحاكم أو الدولة)، فإن اشتملت على ذلك حَرُمَتْ هذه الصور لا لمجرد كونها صورة، ولكن لأمر خارج عن حقيقتها، وهو ما تضمنه موضوعها من المحظورات.

وبناءً على ما سبق: فإن ما يقوم به رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثات الإلكترونية من استخدام صور الوجوه والرسومات التعبيرية في المحادثات لا مانع منه شرعا، بشرط ألا يُخل بآداب الحوار، أو احترام المخاطب، أو الضوابط الشرعية العامة للكلام المشروع، التي تقتضي خلو الكلام من آفات اللسان، كالكذب، والغيبة، والنميمة، والسب، والسخرية، والفحش، والرفث، والبذاءة، وإفشاء السر، والوعد الكاذب، والخوض في الباطل، والمراء في الدين، والجدل الذي يوغر الصدور ويجلب العداوات.

back to top