الصدر يتجه إلى حكومة تكنوقراط والعبادي يُفشل سليماني

• اتصال بين البارزاني والعامري
• واشنطن ترفض التعليق على مصير وجودها العسكري

نشر في 17-05-2018
آخر تحديث 17-05-2018 | 00:05
عراقيون يحملون صور الصدر في بغداد (أ ف ب)
عراقيون يحملون صور الصدر في بغداد (أ ف ب)
ألمح مقتدى الصدر الرجل الأول في العراق بعد الانتخابات العراقية إلى نية التفاوض مع أحزاب لتشكيل حكومة تكنوقراط، بينما واصل رئيس الحكومة حيدر العبادي الابتعاد بحذر عن محاولة إيران رسم صورة للتحالفات السياسية المقبلة.
تتواصل المشاورات في بغداد لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت الأسبوع الماضي، مع سعي إيران إلى تعزيز نفوذها والحد من دور تحالف الزعيم الديني مقتدى الصدر.

ويحتمل أن يكون الصدر من سيشكل الحكومة العراقية المقبلة، بعدما أظهرت النتائج الرسمية الأولية فوز تحالفه، متقدما على "قائمة الفتح" التي تضم فصائل الحشد الشعبي، و"ائتلاف النصر" بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وعلى خط الحسابات، بدأت اللوائح الأخرى الفائزة في الانتخابات، خلف تحالف "سائرون" الذي شكله الصدر مع الحزب الشيوعي وبعض التكنوقراط، العمل كل بما يراه مناسبا، على تنظيم اجتماعات تفاوضية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل تكتل يضمن لها دورا فعالا على الأقل، إذا لم يكن منصب رئاسة الحكومة.

الصدر

وبعد أن أوحى انه سيشكل حكومة ائتلافية مع عدة أحزاب، عاد الصدر الذي اتبع طريقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في استخدام "تويتر"، ليكتب أنه "لن تكون هناك خلطة عطار، مقبلون على تشكيل حكومة تكنوقراط تكون بابا لرزق الشعب، ولا تكون منالا لسرقة الأحزاب".

يذكر أن تحالف "سائرون"، يضم عدة أحزاب منها "الاستقامة" بزعامة حسن العاقولي، و"الحزب الشيوعي العراقي" بزعامة رائد فهمي، و"التجمع الجمهوري" بزعامة سعد عاصم الجنابي، وحزب "الدولة العادلة" بزعامة قحطان الجبوري.

الى ذلك، صرح زعيم ائتلاف النصر رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي بأن "هناك من يريد تشكيل كتلة شيعية أو كتلة سنية، ونحن رفضنا هذا التوجه، لأنهم يريدون أن يستمروا بفسادهم ويتحدثوا باسم المكون او الطائفة".

وأضاف العبادي: "حوارنا الآن هو مع جميع الكتل السياسية، ونحتاج الى تفاهمات مع الجميع، وأهمها المبادئ، ونرحب بما سمعناه من تحالف سائرون بترحيبهم بمنهج ائتلاف النصر".

وتابع: "تحدثنا مع جميع زعماء الكتل وضمنهم سماحة السيد مقتدى الصدر ورؤيتنا هي ألا نبني من الآن جماعة ضد جماعة، وكذلك عدم وجود المحاصصة، والحكومة القادمة يجب ان تكون قوية وتحارب الفساد بشدة ولا تقع تحت تأثير المحاصصة الحزبية او الفئوية، ونحن نستوعب جميع أبناء شعبنا".

ورأى مراقبون أن العبادي كان يلمح بطريقة غير مباشرة إلى محاولة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، تشكيل تحالف يضمه إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة سلفه نوري المالكي، وائتلاف الفتح بزعامة هادي العامري، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني حزب الرئيس الراحل جلال الطالباني.

وكانت مصادر قالت إن العبادي، تغيب عن اجتماع مع سليماني الذي زار بغداد بعد نتائج الانتخابات خصص لمحاولة احتواء تداعيات الاقتراع.

«الكردستاني»

في السياق، أكد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ورئيس ائتلاف الفتح هادي العامري، ضرورة الإسراع في "تحقيق مطالب الجماهير".

وقال مكتب العامري، في بيان، إن الاخير تلقى اتصالاً هاتفياً من البارزاني، مضيفا، أن "الجانبين تحدثا حول نجاح الانتخابات، وضرورة الإسراع في تحقيق مطالب الجماهير التي تنتظر من جميع الكتل الالتزام بتعهداتها".

وهنأ البارزاني، ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بحصول تحالف "سائرون" على المركز الأول في الانتخابات البرلمانية.

في السياق، قال نيجرفان البارزاني أمس، إنه سيتوجه وفد موحد الى بغداد لعقد اجتماعات مع الكتل الأخرى هناك، مشددا على أن "ما يهمنا هو العودة إلى بغداد موحدين".

أميركا

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس مساء أمس الأول، أنه يحترم نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في العراق، على الرغم من فوز الزعيم الديني الشعبي مقتدى الصدر الذي قاتل القوات الأميركية خلال الحرب.

وقال ماتيس لصحافيين في وزارة الدفاع الأميركية: "الشعب العراقي أجرى انتخابات، إنها عملية ديمقراطية في الوقت الذي شكّك فيه أشخاص كثيرون في أن العراق يمكنه تولي مسؤولية نفسه"، مضيفا: "سننتظر النتائج، النتائج النهائية للانتخابات، ونحن نحترم قرارات الشعب العراقي".

من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، أن الولايات المتحدة تعتقد أن بإمكانها "الاستمرار" في إقامة "علاقات جيدة" مع الحكومة العراقية المستقبلية.

وأضافت ناورت: "اننا نعرف جيدا من هو مقتدى الصدر، نعرف ماضيه ومواقفه، لكننا نثق بالحكومة العراقية"، مبينة، أن "كثيرا من الناس في العراق ودول أخرى لديهم مخاوف حيال نفوذ إيران في دول عدة مختلفة، وهذا دائما مصدر قلق بالنسبة إلينا".

وقالت وزارة الدفاع الأميركية، إنه من السابق لأوانه معرفة ما يمكن أن تعنيه نتائج الانتخابات بالنسبة إلى وجود القوات الأميركية.

وصرح المتحدث باسم الوزارة إريك باهون: "نحن لا نؤيد أي حزب أو مرشح معين، نحن ندعم عملية عادلة وشفافة"، مضيفا: "نحن مستعدون للعمل مع أي شخص منتخب بشفافية من جانب الشعب العراقي".

back to top