السكرتير و«سالفة» كل سنة

نشر في 17-05-2018
آخر تحديث 17-05-2018 | 00:08
لا حاجة بنا إلى وزير إعلام طالما كان دوره مقتصرا على تنفيذ أوامر نواب الجهل، أما في شأن الصيام فإنني غير مقتنع بما نسميه المجاهرة بالإفطار والعقوبات القانونية المترتبة عليه والقاضية بالحبس لمدة لا تزيد على شهر في حال المجاهرة بالإفطار في رمضان، وهو القانون الذي يسري على كل من يقطن الكويت.
 علي محمود خاجه لا أذكر متى كان في الكويت وزير إعلام فعلي لآخر مرة، فذاكرتي باتت مليئة بأشخاص يرتدون البشت تحت مسمى وزير الإعلام، يظهرون في نشرات الأخبار وصفحات الصحف ليرددوا ما يصل إليهم من العاملين الفعليين في الوزارة، وأحيانا كثيرة دون أن يفهموا محتوى ما يرددون.

وإن اجتهدوا قليلا فإنهم يطلبون من العاملين في الوزارة أن يجمعوا سعاد وحياة في مسلسل أو رويشد ونبيل في جلسة والسلام عليكم.

وزارة يفترض أن تكون من أهم وزارات الدولة، وتضم عدداً هائلاً من الموظفين دون وزير ذي رؤية أو فهم لأهمية الإعلام في هذا الوقت، أو على الأقل سبب وجود الوزارة والجهاز الإعلامي، والدور المنوط بها أو الغاية من وجودها... أين يحدث مثل هذا؟

لقد تحول كل الوزراء المتعاقبين منذ مدة إلى سكرتارية لبعض نواب مجلس الأمة ممن لا يشاهدون ما يبثه الإعلام الكويتي أصلا، بل يتنامى إلى مسامعهم بالمصادفة حدث هنا وآخر هناك، فيعلقون عليه ويستجيب الوزير لتعليقاتهم السيئة في العادة، والمرتكزة على المنع والإيقاف والتحقيق بشكل أساسي.

لا حاجة بنا إلى وزير إعلام طالما كان دوره مقتصرا على تنفيذ أوامر نواب الجهل، وليتم اختيار الوزراء بالقرعة أو يعين أي وزير للاستفادة من المقاعد الوزارية المحدودة في وزارة أخرى أكثر أهمية.

ها قد عاد رمضان وكل عام وأنتم بخير، نعم سأكرر الموضوع نفسه في كل رمضان إلى أن يتغير الوضع القائم أو أن أقتنع بأن ما هو قائم سليم وجيد ومقبول، وأعني هنا ما نسميه المجاهرة بالإفطار والعقوبات القانونية المترتبة عليه والقاضية بالحبس لمدة لا تزيد على شهر في حال المجاهرة بالإفطار في رمضان، وهو القانون الذي يسري على كل من يقطن الكويت.

إلى اليوم لم أجد مبررا منطقيا من المؤيدين لهذا القانون، فكل الحجج تدور في فلك أنه أمر جبلوا عليه ولا يتقبلون تغييره، وهو أكثر مبرراتهم صلابة وانغلاقا في الوقت نفسه.

أما بقية الحجج فتتحدث عن مراعاة مشاعر الصائمين ممن قد يتأثر صيامهم أو يجرح حين مشاهدتهم شخصا يشرب الماء أو يأكل أثناء فترة الصيام، وهي حجة قد تصلح قبل 70 عاماً وليس اليوم بحكم أنه في ذلك الزمن لم يكن هناك شاشات تلفاز وبرامج ومسلسلات مليئة بالطعام والشراب وتعرض طوال فترة الصيام، فإن كان التأثر بمشاهدة شخص يأكل أو يشرب في الشارع فهو التأثر ذاته عند مشاهدة أي شخص يأكل ويشرب عبر القنوات التلفزيونية، وهو ما يعني زوال حجة تأثر مشاعر الصائمين بمشاهدة غير الصائمين وهم يأكلون ويشربون أثناء فترة الصوم.

يجب ألا نتمسك بما تأسسنا عليه لمجرد أننا تأسسنا عليه، فما لا نجده منطقيا أو مبنيا على أسس سليمة فلنتراجع عنه.

ضمن نطاق التغطية:

هل توجد أي عقوبة تتعلق بالمجاهرة بالإفطار في صدر الإسلام؟

back to top