غزة تدفن «شهداء السفارة» ودول تستدعي سفراء إسرائيل

• مسيرات في القطاع وتظاهرات وإضراب بالضفة الغربية في الذكرى الـ 70 لـ «النكبة»
• رفض أميركي وتأييد دولي لطلب الكويت إجراء تحقيق مستقل وإدانات لتل أبيب في مجلس الأمن

نشر في 16-05-2018
آخر تحديث 16-05-2018 | 00:05
أحيا الفلسطينيون الذكرى السنوية الـ70 للنكبة، على وقع شلال الدم، الذي أراقته إسرائيل في قطاع غزة، بقتلها أكثر من 60 فلسطينياً وجرحها آلافاً آخرين.
وبينما شيّع الفلسطينيون ضحاياهم في غزة، لاقت دعوة الكويت إجراء تحقيق مستقل حول أحداث غزة الدامية صدى إيجابياً من دول عدة.
شيّع الفلسطينيون في غزة أمس، جنازات عشرات القتلى الذين سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية في اليوم السابق، في حين انتشرت القوات الإسرائيلية على امتداد الحدود مع القطاع وأخذت مواقعها للتعامل مع اليوم الأخير من الاحتجاجات الفلسطينية.

وكان العنف، الذي وقع أمس الأول، حصد 61 قتيلاً وأكثر من 2200 جريح إما بالرصاص أو من جراء الغاز المسيل للدموع.

ووسط إضراب عام في مختلف الأراضي الفلسطينية وإعلان الحداد ثلاثة أيام، نظمت تظاهرات جديدة أمس، في اليوم المصادف لذكرى «النكبة»، وتم تعبئة جديدة قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

وتوفيت رضيعة فلسطينية تدعى ليلى الغندور (8 أشهر) إثر تنشقها غازاً مسيلاً للدموع قرب الحدود الاثنين.

وحمل عبد الله الأفرنجي، مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤولية أعمال العنف. وقال: «قيصر روما الجديد ترامب مسؤول عن القتلى والاضطرابات وتدمير عملية السلام».

تأييد للكويت

وفي نيويورك، عقد مجلس الامن، أمس، جلسة طارئة بطلب من الكويت، بعد ساعات على منع واشنطن تبني بيان للمجلس يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف الدموية على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.

لكن دعوة الكويت لاقت تأييداً من دول عدة، إذ أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اليستير برت أن «المملكة المتحدة تؤيد تحقيقاً مستقلاً في شأن ما حصل».

ووجه الوزير البريطاني انتقاداً إلى حركة «حماس»، متهما إياها بممارسة «ضغط» على السكان لتحقيق أغراضها.

بدورها، طلبت الحكومة الأيرلندية «تحقيقاً دولياً مستقلاً

(...) تجريه الأمم المتحدة»، واستدعت السفير الإسرائيلي لدى دبلن لإبلاغه «ذهولها واستياءها حيال عدد القتلى والجرحى».

كما أعلنت الحكومة الألمانية تأييدها إجراء تحقيق مستقل حول الأحداث في قطاع غزة، لكنها حملت «حماس» مسؤولية المواجهات الدامية.

جلسة مجلس الأمن

وفي جلسة لمجلس الأمن دعت إليها الكويت، وشهدت إدانات بالجملة للمجزرة الإسرائيلية في غزة، باستثناء مندوبة أميركا التي أشادت بضبط النفس الإسرائيلي، أكد سفير الكويت منصور العتيبي، أن الكويت ستطرح قضية الحماية الدولية للفلسطينيين على الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذا لم يتخذ مجلس الأمن قراراً حازماً بهذا الشأن.

وشهدت الجلسة اجماعاً دولياً على مضمون البيان، الذي اقترحته الكويت ودعت فيه إلى تحقيق نزيه ومستقل في أحداث غزة، وأحبطت واشنطن إصداره.

السعودية

وأعلنت المملكة العربية السعودية أمس، رفضها قيام الإدارة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس، محذرة من العواقب «الخطيرة» لهذه الخطوة لما تشكله من استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم.

وقال وزير الثقافة والإعلام عواد بن صالح العواد، في بيان عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إن المجلس «أعرب عن إدانة المملكة الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي»، مشدداً «على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق.

وفي عمان، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رفض المملكة لـ«الاعتداءات الإسرائيلية السافرة بحق الفلسطينيين».

وحذر في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأكد ماكرون أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس ستكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين.

بدوره، دان الرئيس الفرنسي «أعمال العنف التي قامت بها القوات الإسرائيلية المسلحة ضد المتظاهرين»، وأكد «رفض فرنسا قرار الولايات المتحدة فتح سفارة في القدس».

واعتبرت ماليزيا أن افتتاح الولايات المتحدة سفارتها في القدس سيقوض الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية فلسطينية إسرائيلية، في حين دعت الصين إلى ضبط النفس «خصوصاً» من جانب إسرائيل.

أنقرة

في السياق، طردت أنقرة السفير الإسرائيلي لديها معتبرة أنه شخص غير مرغوب فيه، وذلك بعدما حضّت تركيا الدول الإسلامية التي تربطها علاقات باسرائيل على «إعادة النظر فيها».

ودعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، أمس، الى «قمة طارئة» لمنظمة التعاون الاسلامي التي تضم 57 عضواً الجمعة في تركيا.

أما إيران، فطالبت أمس، بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين على انهم «مجرمو حرب» لارتكابهم «مجازر وحشية لا مثيل لها».

البيت الأبيض

وفي أول تعليق للبيت الابيض على المواجهات الدامية، حمل البيت الابيض حركة «حماس» مسؤولية مقتل الفلسطينيين.

وقال مساعد الناطق باسم البيت الابيض راج شاه، ‘ن «مسؤولية هذه الوفيات المأسوية تقع بالكامل على حماس التي تعمدت في شكل خبيث أن تتسبب بهذا الرد» الاسرائيلي، لافتاً إلى ان الحركة هي «منظمة تمارس أنشطة خبيثة أدت إلى سقوط هؤلاء القتلى». وتابع أن «الحكومة الاسرائيلية تحاول منذ اسابيع التعامل مع هذا الأمر من دون عنف».

وفي موسكو، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن «موسكو عبرت منذ البداية عن القلق إزاء أعمال الولايات المتحدة التي يمكن أن تؤدي إلى إثارة التوتر في الشرق الأوسط». وتابع «مع الاسف هذا ما تسببت به».

وفي بروكسيل، اعتبر وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز أن الاشتباكات غير مقبولة وأن مقتل أكثر من 60 فلسطينياً خلالها استفزاز افتعلته «حماس».

أضاف: «كانت تصرفات حماس عديمة المسؤولية كليا، عندما أرسلت الناس إلى تظاهرة لمناسبة افتتاح السفارة الأميركية في القدس. حماس استهدفت من خلال ذلك التحريض والاستفزاز».

وأشار ريندرز رغم ذلك إلى أن «إسرائيل استخدمت القوة بشكل مفرط» وذكر أن أفضل رد فعل على ذلك، هو إجراء تحقيق دولي.

وفي جوهانسبرغ,، أعلنت وزارة الخارجية في بيان أنه «بسبب الطابع الخطير والاعمى للهجوم الاسرائيلي الاخير، قررت حكومة جنوب افريقيا استدعاء سفيرها سيسا غومباني في شكل فوري».

كما استدعت ايرلندا السفير الإسرائيلي في دبلن للاحتجاج.

وفي خطوة نادرة، تظاهر حوالي ثلاثة آلاف لاجئ فلسطيني قدموا من مخيمات عدة في قلعة الشقيف بقرية أرنون الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان.

وتمنع القوى الأمنية اللبنانية الفلسطينيين من الوصول الى المنطقة الحدودية إلا بتصريح امني خاص.

ووسط انتشار أمني كثيف للقوى الأمنية اللبنانية وعناصر من انضباط حزب الله والفصائل الفلسطينية للتنظيمات، تجمع هؤلاء على تلة مرتفعة يهتفون للقدس وغزة.

وكان شبان يتدافعون في محاولة لاختراق الحشود والقوى الأمنية من أجل الوصول إلى طرف التلة لرؤية الجليل من الجهة الثانية للحدود.

ورفع بعض الفلسطينيين علما لحزب الله، في حين شارك النائب عن الحزب محمد رعد في التجمع.

السعودية تحذّر من عواقب نقل السفارة الأميركية إلى القدس
back to top