Overboard يغرق في منطقة مثيرة للجدل

نشر في 14-05-2018
آخر تحديث 14-05-2018 | 00:00
آنا فاريس وديربيز
آنا فاريس وديربيز
الدرس الذي نتعلمه من إعادة تصوير الفيلم الفكاهي الرومانسي لعام 1987 Overboard بسيط: لماذا؟ يشكّل هذا العمل برمته محاولة لتحقيق أهداف كثيرة (العودة إلى عمل مميز لاقى رواجاً كبيراً، وتعزيز نجومية الممثل المكسيكي يوجينيو ديربيز، وإنعاش مسيرة آنا فاريس المهنية)، إلا أنه يخفق في أن يكون فيلماً جيداً.
يقوم الميل السائد في هوليوود اليوم على أخذ الأعمال الفكاهية الأكثر إثارة للجدل في ثمانينيات القرن الماضي وتبديل جنس أبطالها بغية عكس تفاعلاتها البارزة. صائدات أشباح؟ لمَ لا؟ فهذا تبديل سهل. لكن محاولة تغيير جنس الأبطال في قصة تتشابك فيها محاور الحياة الأسرية، والطبقات الاجتماعية، والعمل، والسلب، والتلاعب، ولا ننسى الخطف تشكّل بالتأكيد مهمة بالغة التعقيد، وقد أخفق كاتبَا Overboard ومخرجاه بوب فيشر وروبرت غرينبرغ في تنفيذها بدقة ومهارة.

ربما تكون المسألة الوحيدة، التي نجحت فيها هذه النسخة الجديدة، تشبيه قصة فقدان الذاكرة الغريبة هذه بالأعمال التلفزيونية الميلودرامية القصيرة التي تُشاهَد باستمرار في مطبخ متجر البيتزا حيث توصل كايت (فاريس)، وهي أم تربي وحدها ثلاث بنات، البيتزا إلى المنازل. في وظيفتها الثانية، تنظف كايت السجاد. وهكذا تلتقي الشاب التافه الثري الذي يهوى الحفلات ليوناردو (ديربيز). كان ابن ثالث أغنى رجل في العالم هذا يمضي وقتاً ممتعاً على متن يخته قبالة ساحل أوريغون، حيث ينشب جدال بينه وبين كايت، فتُرمى في البحر مع مكنستها البخارية، ما يولّد لديها دافعاً قوياً للانتقام عندما يلفظ البحر ليوناردو على الشاطئ بعدما فقد ذاكرته ونسي مَن يكون.

تقرر هذه الأم العزباء المنهكة التوجه إلى جناح الأمراض النفسية والحصول على مساعدة أسرية، مخبرةً الأطباء أن ليوناردو زوجها. وهكذا ترغمه على العمل في الطهو، والتنظيف، والقيام بأعمال البناء، فيما تمضي وقتها هي في الدرس استعداداً لامتحان التمريض. نعرف كلنا القصة من الفيلم الأصلي: مع قليل من العمل المضني إنما المثمر والانهماك بالاعتناء بالأولاد، يمكن إصلاح الشبان الأثرياء المدللين وتحويلهم إلى مواطنين محترمين من الطبقة الوسطى.

فكاهة تقليدية

لكن فكرة قلب أدوار الجنسين والحد من بعض التفاعلات الغريبة في الفيلم الأصلي (حيث يخطف بطلنا المفتول العضلات امرأة تعرضت لإصابة في الرأس ويرغمها على الاضطلاع بمهام الزوجة) تخفق لأن النسخة الجديدة تحتفظ بكثير من الفكاهة التقليدية القائمة على التمييز بين الجنسين. ولكن ما الغاية من الاحتفاظ بهذا التحيز الجنسي؟ لا يرتبط كل ما يُعتبر ناجحاً في Overboard بالجنس بقدر ارتباطه بالعرق، بما أن غالبية الشخصيات من أصول لاتينية، فضلاً عن الاختلاف بين الطبقات والخلفيات. ولا شك في أن مناقشة تجارب شخصيات مماثلة في مطاردتها الحلم الأميركي أو إحجامها عن ذلك تحفل بالفرص التي تتيح لنا تقديم تعليقات ثقافية حقيقية.

سوء اختيار الممثلَين

تكمن المشكلة الرئيسة في سوء اختيار الممثلَين اللذين يؤديان الدورين الرئيسين. لا شك في أن ديربيز مذهل وينجح في أداء دور الولد الثري التافه المدلل. ولكن من المؤسف أنه أكبر سناً من أن يضطلع بدور مماثل. كذلك لا نلاحظ أي انسجام بينه وبين فاريس. فيبدوان أقرب إلى جارين منهما إلى حبيبين. أما اعترافهما بحبهما الكبير في نهاية الفيلم، فيبدو زائفاً ومصطنعاً.

ربما كان ديربيز سيحقق نجاحاً أكبر لو أنه أدى هذا الدور إزاء ممثلة رئيسة أقوى. أما فاريس، فكان يلزم أن تجسد شخصية غولدي هاون على الأرجح إلى جانب زوجها السابق الرجل المشاغب الغريب الأطوار كريس بات في دور راسل.

افتقار إلى الحب

عندما نتأمل النسخة الأصلية من Overboard اليوم، نلاحظ أنه مبالغ فيه بعض الشيء. لكن جزءاً من المرح فيه يكمن في مشاهدة هاون وراسل، اللذين تجمعهما اليوم علاقة طويلة، يقعان في الحب في ذلك العمل. إلا أن النسخة الجديدة تفتقر إلى حب مماثل وإلى كل ما يستحق المشاهدة في الواقع.

back to top