مكملات الفيتامين D لا تحول دون الإصابة بالمرض

نشر في 11-05-2018
آخر تحديث 11-05-2018 | 00:00
No Image Caption
يؤكّد البروفسور المساعد مارك بولاند وزملاؤه في جامعة أوكلاند بنيوزيلندا وجامعة أبردين الاسكتلندية أن من الضروري نصح مَن يُعتبرون أكثر عرضة للإصابة بنقص الفيتامين D بالتعرض لمقدار كافٍ من أشعة الشمس واتباع نظام غذائي صحي، فضلاً عن تناول مكملات منخفضة الجرعة. أما سائر الناس، فعليهم أن يركزوا على تناول نظام غذائي صحي غني بأطعمة تحتوي على الفيتامين D، فضلاً عن التعرض بانتظام لأشعة الشمس.
تُنتج البشرة الفيتامين D عندما تتفاعل مع أشعة الشمس، فيساهم في الحفاظ على معدلات الكالسيوم طبيعية في الجسم، ما يعزّز بالتالي صحة العظم، والأسنان، والعضلات. في المقابل، يؤدي النقص في هذا الفيتامين إلى تشوهات في العظم، مثل الكساح بين الأولاد وألم العظام وليونتها بسبب حالة تُدعى تلين العظام بين البالغين.

خلال فصلَي الربيع والصيف، يحصل معظم الناس على مقدار كافٍ من الفيتامين D من نظامهم الغذائي وتعرض بشرتهم لأشعة الشمس. ولكن في الخريف والشتاء، يتراجع تعرضنا لأشعة الشمس. لذلك يبقى مصدر هذا الفيتامين الوحيد مجموعة محدودة من الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، وصفار البيض، واللحم الأحمر، والكبد، وحبوب الفطور المدعمة، والمنتجات الدهنية التي تُطلى (كالزبدة).

نتيجة لذلك، تنصح وزارة الصحة البريطانية مثلاً بتناول مكمل غذائي يومي يحتوي على 10 ميكروغرامات من الفيتامين D خلال الفصلين المذكورين.

استناداً إلى بحث شامل تناول الأدلة المنشورة، برهن البروفسور المساعد بولاند وزملاؤه أن التجارب السريرية المعَدّة تُظهر أن مكملات الفيتامين D الغذائية لا تحسّن صحة العظام والعضلات، خصوصاً عند التعرض لسقطة أو كسر.

كذلك ذكر هؤلاء الباحثون أن لا أدلة جيدة تشير إلى أن مكملات الفيتامين D تعود بالفائدة على حالات أخرى مثل مرض القلب، أو السكتة الدماغية، أو بعض أنواع السرطان، فضلاً عن أن نتائج التجارب الراهنة لن تبدّل على الأرجح هذه الخلاصة.

وإن كانت لمكملات الفيتامين D فوائد، فإنها تقتصر على الأرجح على حالة مَن يعانون نقصاً حاداً في هذا الفيتامين، حسبما كتبوا.

حيرة ونصائح

نظراً إلى هذه الحيرة المحيطة بمكملات الفيتامين D، يوصي الباحثون بضرورة تزويد مَن يواجهون خطراً كبيراً في هذا المجال بنصائح بشأن التعرض لأشعة الشمس والنظام الغذائي. أما المكملات الغذائية التي تحتوي على جرعة منخفضة من الفيتامين D، فتوصف لكل حالة على حدة. أضاف الباحثون: {استخلصنا أن الأدلة الراهنة لا تدعم اللجوء إلى مكملات الفيتامين D لتفادي المرض}.

ناقش مقال شمل مناظرة بين خبيرين السؤال عما إذا كان على الأشخاص الأصحاء تناول مكملات الفيتامين D خلال أشهر الشتاء. أكّد الدكتور لويس ليفي، رئيس قسم العلوم الغذائية في وزارة الصحة البريطانية، أن المراجعة التي أجرتها اللجنة الاستشارية العلمية بشأن الغذاء للأدلة عن الفوائد التي تجنيها العظام والعضلات تدعم النصيحة بتناول مكملات الفيتامين D.

تابع موضحاً: {استخلص بولاند وزملاؤه أن مصل 25-هيدروكسيفيتامين D يجب ألا ينخفض إلى ما دون 25 نانومولراً/ ليتر، تماماً كما استنتجت اللجنة الاستشارية العلمية بشأن الغذاء في مطلع هذه السنة. لتحقيق هذا الهدف، تشمل نصائح وزارة الصحة البريطانية تمضية فترات قصيرة في الشمس واتباع نظام غذائي متوازن حتى في الربيع والصيف. ولكن في الأيام الأقصر الأكثر ظلمة، حين يكون التعرض للشمس محدوداً، من الأفضل أن يتناول الناس مكملات غذائية يومية تحتوي على 10 ميكروغرامات من الفيتامين D، لما كان من الصعب الحصول على كمية كافية من هذا الفيتامين من خلال الغذاء وحده}.

شدد الدكتور ليفي أيضاً على أن تناول 10 ميكروغرامات من الفيتامين D يومياً بهدف تفادي العلل العظمية والعضلية {من المستبعد أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفيتامين إلى نسب مؤذية}. وأضاف أن الحصول على كمية كافية من الفيتامين D أمر بالغ الأهمية لأن {ضعف صحة العظام والعضلات يُعتبر أحد الأسباب العشرة الرئيسة للعجز، بعد أخذ السن في الاعتبار}.

في المقابل، يسأل تيم سبيكتور، بروفسور متخصص في علم الأوبئة الجيني في كلية لندن الملكية، عما إذا كانت هذه النصيحة تستند إلى أدلة، مشيراً إلى {غياب الأدلة الحاسمة بشأن دور الفيتامين D الواضح} رغم كثرة الدراسات التي أجراها العلماء في هذا المجال.

صحيح أن العلاج بالفيتامين D يؤدي دوراً في حالة مَن يعانون نقصاً فيه أو مَن يواجهون خطراً عالياً في هذا المجال، {إلا أن على سائر الناس تفادي اتباع علاج لهذا المرض الزائف، والحد من النفقات الطبية، والتركيز على اتباع نمط حياة صحي، يشمل التعرض لمقدار كافٍ من نور الشمس، والتمتع بتنوّع حقيقي من الأطعمة المغذية}.

back to top