التهاب المفاصل... هل يتصدّى له العلاج بالخلايا الجذعية؟

نشر في 07-05-2018
آخر تحديث 07-05-2018 | 00:00
No Image Caption
ما أحدث المعلومات عن استعمال الخلايا الجذعية لعلاج كتف مصابة بالتهاب المفاصل تسبب ألماً حاداً؟
ربما تؤدي الجهود الأخيرة في طب التجديد، بما فيه العلاج بالخلايا الجذعية، إلى تأثير كبير في جراحة العظام خلال السنوات المقبلة. ونعلّق أكبر جزء من هذا الأمل على استخدام الخلايا الجذعية في علاج حالات تنكسية كالتهاب المفاصل في الكتف. صحيح أن هذا التقدم يبدو واعداً، إلا أن علاج التهاب المفاصل بالخلايا الجذعية لم يصبح بعد متوافراً للجميع، بما أنه لا يزال في مرحلة الدراسة والبحث.

تشكّل الخلايا الجذعية كتل البناء الأساسية للأنسجة البشرية كافة. ويعود إمكان استعمال هذه الخلايا في العلاج في جزء منه إلى واقع أنها تنقل معلومات قيمة عن نمو الأنسجة وشفائها إلى خلايا أخرى في الجسم.

يشمل التهاب المفاصل تنكس مفصل بسبب خسارة الغضروف الذي يبطن العظم. وبدأ الباحثون أخيراً يدرسون إمكان استعمال الخلايا الجذعية في علاج حالات عظمية، مثل التهاب المفاصل في الكتف.

حقق استعمال الخلايا الجذعية في علاج التهاب المفاصل تقدماً كبيراً حتى اليوم، علماً بأن هدف هذا العلاج الأكبر استخدام الخلايا الجذعية لدفع الغضروف إلى النمو مجدداً.

عند مناقشة العلاج بالخلايا الجذعية، من الضروري أن ندرك أن الشكل الصافي من الأخيرة لا يتوافر راهناً للمرضى في الولايات المتحدة خارج إطار الأبحاث والدراسات السريرية. وتُجرى اليوم تجارب بحثية سريرية قليلة تخضع لإشراف إدارة الأغذية والأدوية الأميركية، وتهدف إلى دراسة علاج التهاب المفاصل بالخلايا الجذعية. واللافت أن النتائج الأولى التي توصلت إليها التجارب تبدو مشجعة.

نقص الأدلة

في المقابل، دفعت الحماسة المحيطة بالعلاج بالخلايا الجذعية بعض المرضى والأطباء للأسف إلى التغاضي عن نقص الأدلة العلمية التي تدعم استعماله في الوقت الراهن. لكن علاجات الخلايا الجذعية التي تُطبق اليوم خارج إطار الدراسات السريرية لا تحتوي على خلايا جذعية صافية. بدلاً من ذلك، تضم خليطاً من أنواع عدة من الخلايا نسبة صغيرة منها من خلايا جذعية. نتيجة لذلك، من الممكن ألا يحتوي كثير من هذه العلاجات على المقدار الكافي من الخلايا الجذعية ليحقق النتيجة المرجوة.

من المهم أن تعرف أيضاً أن كثيراً من علاجات الخلايا الجذعية التي تسوَّق اليوم للمريض مباشرةً تُطبَّق من دون ترخيص علوم الأحياء الضروري الذي تصدره إدارة الأغذية والأدوية الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، لا يحتوي بعض أشكال العلاجات المصنفة خطأ علاجات بالخلايا الجذعية على خلايا جذعية حية. وتُعتبر علاجات مماثلة مصدر قلق لأنها تضلل المرضى والناس وتؤخر التقدم العلمي الضروري لتحويل العلاجات بالخلايا الجذعية إلى علاج شافٍ.

تُظهر الأبحاث التي تتناول الخلايا الجذعية والتهاب المفاصل أن من الممكن استعمال العلاج بالخلايا الجذعية كحقنة تُعطى للمريض وحدها أو تترافق مع جراحات عظمية. أدت العلاجات بالخلايا الجذعية الناجحة حتى اليوم إلى التخفيف من الألم وتحسين نوعية حياة المريض وقدرته على العمل. في المقابل، لم تحقق سوى قلة من الدراسات الأولوية المحدودة تقدماً في إمكان تشكّل غضروف أو عظم جديد بغية شفاء التهاب المفاصل. وما زلنا نجهل حتى اليوم كيفية نمو هذا الغضروف مجدداً ونجاحه في التخفيف من الألم. ويعني هذا أنك إذا خضعت لعلاج بالخلايا الجذعية، عالجت أعراض التهاب المفاصل فحسب، بما أننا لا نملك بعد القدرة على شفاء هذا المرض بالكامل.

لم تتناول أية دراسة كبيرة استخدام علاج الخلايا الجذعية لمداواة التهاب المفاصل في الكتف. ويأتي أكبر جزء مما نعرفه عن دور الخلايا الجذعية في معالجة التهاب المفاصل من أبحاث أُجريت على تنكس الركبة. لذلك لا نعلم ما إذا كانت العلاجات الناجحة، التي استُعملت لمداواة الركبة المصابة بالتهاب المفاصل، تحقق النتائج عينها عند تطبيقها على الكتف. نتيجة لذلك، تقتصر العلاجات الموصى بها اليوم لمداواة التهاب المفاصل في الكتف على تناول مسكنات الألم الخفيفة بحكمة، والتمرن، واللجوء من حين إلى آخر إلى حقن الستيرويد. أما في الحالات الحادة، فتقدّم جراحة استبدال مفصل الكتف للمريض راحة من الألم طويلة الأمد.

بعد التأكد من أمان العلاج بالخلايا الجذعية وتزايد الأدلة على فاعليته في علاج بعض الحالات العظمية، قد نتمكن من مداواة الأمراض العظمية كافة تقريباً بهذا العلاج في المستقبل. ولكن على الأطباء والمرضى اليوم الانتظار إلى أن تتمكّن الأدلة العلمية من دعم الحماسة المحيطة بهذا الخيار الواعد.

لمداواة التهاب المفاصل في الكتف ينصح الأطباء بتناول مسكنات الألم والتمرن واللجوء إلى حقن الستيرويد
back to top