القراءة وسرد القصص لأطفالك... تعزيز المهارات والروابط

نشر في 07-05-2018
آخر تحديث 07-05-2018 | 00:02
No Image Caption
تشكّل القراءة بصوت مرتفع مع الأولاد طريقة ممتازة لتمضية وقت مشترك ثمين. كذلك يساهم سرد القصص لهم في تسهيل تعلّم اللغة والقراءة والكتابة وتعزيز نمو الدماغ.
يساهم تقاسم القصص والتكلم والغناء كل يوم في تعزيز نمو طفلك. ستساعدينه بهذه الطريقة كي يتعرّف إلى الأصوات والكلمات واللغة وقيمة الكتب. تجتمع هذه العوامل كلها لتحسين مهاراته الأولى على مستوى القراءة والكتابة، ما يسمح له بمتابعة القراءة بفاعلية في مراحل لاحقة من حياته.

تسمح قراءة القصص بتنشيط مخيّلة الطفل وتحفيز حس الفضول لديه وتسريع نمو دماغه. بفضل الرسوم وأنماط الكلمات المثيرة للاهتمام، مثل القوافي، يتمكّن طفلك من التكلم عما يشاهده ويفكر به، وربما يفهم أنماط اللغة أيضاً.

من خلال استكشاف القصص، يتعلّم طفلك الفرق بين «الواقع» و«الخيال»، ويتمكّن من تطوير أفكاره الخاصة.

تشكّل القراءة أو سرد القصص جزءاً من الطرائق الآمنة لاستكشاف العواطف القوية، ما يساعد الطفل على فهم التغيرات والحوادث الجديدة أو المرعبة. وبفضل الكتب التي تتمحور حول الذهاب إلى طبيب الأسنان أو المستشفى أو الرعاية بالأطفال أو إقامة صداقات جديدة، سيكتسب معلومات عن العالم من حوله.

لكن لا يعني تقاسم القصص مع طفلك أنك مضطرة إلى القراءة. من خلال النظر إلى الكتب مع طفلك، تصبحين راوية ممتازة وقدوة جيدة لاستعمال اللغة والكتب. سيتعلّم ابنك حين يشاهدك وأنت تمسكين الكتاب بالطريقة الصحيحة ويراك تتصفّحينه بهدوء.

يستفيد الراشدون أيضاً من قراءة القصص مع الأولاد. يسمح هذا الوقت المشترك والمميز بتعزيز الروابط بين الطرفين وتطوير العلاقة الثنائية وبناء الأسس التي تمهّد لاكتساب المهارات اللازمة على مستوى الحياة الاجتماعية والتواصل والعلاقات الشخصية في مرحلة لاحقة من حياة الطفل.

سرد القصص

يمكنك أن تبدئي القراءة بصوت مرتفع أمام طفلك في المرحلة التي تختارينها (من الأفضل أن تبدأ هذه المرحلة في أبكر وقت ممكن). سيحب أن تحمليه بين ذراعيك وأن يصغي إلى صوتك ويسمع القوافي والإيقاعات وينظر إلى الصور.

أهمية الأغاني

القراءة ليست الطريقة الوحيدة لإنشاء بيئة منزلية غنية بالتجارب اللغوية والمعرفية. بفضل سرد القصص وإنشاد الأغاني، يُطوّر طفلك أيضاً مهارات معرفية مبكرة ويستمتع بوقته في آن.

ربما ترغبين في اختلاق قصصك الخاصة أو تقاسم قصص عائلية. سيتعلم طفلك الكلمات ويطوّر مهارات لغوية استناداً إلى الأغاني والقصص والمحادثات التي تتشاركانها.

كذلك يمكن ان تتشاركا إنشاد الأغاني وقول القوافي، تحديداً إذا كان ابنك يستمتع بهذه النشاطات أكثر من القراءة.

لغات أخرى

يمكنك أن تقرئي وتغني وتسردي القصص مع طفلك بأي لغة ترتاحين لها. حين تستعملين لغة ترتاحين لها، ستتمكنين من إيصالها بسهولة وستصبح القراءة والغناء وسرد القصص أكثر متعة بالنسبة إليكما معاً. سيتعلم طفلك بهذه الطريقة أنّ الكلمات مؤلفة من أحرف ومقاطع صوتية وأصوات مختلفة وأنّ الكلمات ترتبط عموماً بالصور الواردة على الصفحة.

لا تقلقي إذا لم تكن العربية لغة ابنك الأولى. ستساعده اللغة الأخرى التي يجيدها على تعلّم لغته الأصلية حين يبدأ المشاركة في حصص اللعب الجماعي أو يذهب إلى الحضانة أو المدرسة.

تُعتبر الكتب ثنائية اللغة مرجعاً ممتازاً ويُنشَر عدد كبير من كتب الأولاد بلغتين. إذا كنت تتحدثين لغة مختلفة عن لغتك الأم في المنزل، تساعدك قراءة كتب ثنائية اللغة مع طفلك على التقرب من لغتك الأم. يقضي خيار آخر بقراءة كتاب بلغتك الأم بصوت مرتفع والتحدث عنه إلى طفلك باللغة التي ترتاحان لها.

على صعيد آخر، يمكنك أن تتحدثي عن الصور في الكتاب بدل قراءة الكلمات. هل تستطيعين أن تختلقي قصة مع طفلك؟ قومي بما تستطيعين فعله واختاري ما يريحك.

أفضل توقيت

يكون أي وقت مناسباً لسرد القصص: في موعد النوم، أثناء الاستحمام، أثناء جلوسه على النونية، في الحافلة أو السيارة، في الحديقة، في عربة الأطفال، في غرفة الانتظار في عيادة الطبيب العام... يمكنك أن تجعلي الكتب جزءاً من روتينك اليومي: خذيها معك لتقاسمها والاستمتاع بها في أي مكان!

كذلك يكون وقف القراءة في الوقت المناسب مهماً بقدر تخصيص الوقت لسرد القصص. راقبي رد فعل طفلك على القصة وتوقفي إذا لم يكن يستمتع بها هذه المرة. يمكنك أن تجرّبي كتاباً أو أغنية أو قصة في وقت آخر.

إذا لم تجدي كتاباً في متناول يدك أو عجزتِ عن اختراع قصة ارتجالية، لا داعي للقلق. تتعدد الطرائق التي تسمح لك بتقاسم الأحرف والكلمات والصور مع طفلك. يمكنكما أن تنظرا مثلاً إلى ما يلي:

• حزم في المنزل أو المتجر، لا سيما أغلفة الأغذية.

• الملابس: ما الذي كُتِب على القميص؟ ما لونه؟

• رسائل وملاحظات: ما الذي تذكره؟ من أرسلها؟

• لافتات أو ملصقات في المتاجر أو في الحافلات والقطارات: حدّدي اللافتات التي تشمل الأحرف المشتركة مع اسم طفلك.

• قوائم الطعام: تشكل مراجعة الخيارات واختيار الأطباق نشاطاً ممتعاً بالنسبة إلى الأولاد الأكبر سناً.

نصائح لتقاسم الكتب

• رسّخي عادة ثابتة وحاولي تقاسم كتاب على الأقل كل يوم. يمكن أن يصبح كرسي القراءة حيث يشعر كلاكما بالراحة جزءاً من روتين القراءة.

• أطفئي التلفزيون أو الراديو وجدي مكاناً هادئاً للقراءة كي يتمكن طفلك من سماع صوتك.

• قرّبي طفلك منك أو ضعيه على حضنك أثناء القراءة كي يتمكن من رؤية وجهك والكتاب.

• حاولي أن تصدري أصواتاً مضحكة: العبا واستمتعا بوقتكما!

• أشركي طفلك عبر تشجيعه على التكلم عن الصور وتكرار الكلمات والعبارات المألوفة.

• اذهبي لزيارة المكتبة المحلية حيث تستطيعين التسجّل واستعارة الكتب.

• اسمحي لابنك باختيار الكتب حين يصبح كبيراً بما يكفي كي يبدأ بطرح الأسئلة.

• استعدّي لقراءة كتبه المفضّلة مراراً وتكراراً!

يمكن أن يتقاسم أولادك الأكبر سناً الكتب مع أشقائهم الصغار أو يمكنك أن تقرئي لهم جميعاً. يشكّل التناوب على القراءة وطرح الأسئلة وسماع الأجوبة مهارات مفيدة حين يبدأ طفلك بتعلم القراءة.

حتى القراءة التي تقتصر على بضع دقائق تكون فاعلة: لا داعي لإنهاء الكتاب دوماً. مع مرور الوقت، سيتمكن الأولاد من الإصغاء لفترة أطول.

ما نوع الكتب التي تناسب الأولاد؟

تتعدّد الكتب التي يمكن الاختيار بينها لدرجة أنك ربما تجدين صعوبة في تحديد نقطة البداية. كقاعدة عامة، يستمتع الأولاد الصغار بالكتب والأغاني والقصص التي تحمل مجموعة جميلة من القوافي والإيقاعات والعبارات المتكررة. يمكن أن يتعلم الأولاد عبر التكرار والقوافي.

فكّري بالكتب التي تأتي بحجمٍ يناسب طفلك وتعكس اهتماماته المتبدّلة وتجذب انتباهه.

يمكنك أن تنوّعي الكتب التي تختارينها أيضاً. تتعدد الخيارات الممتعة والمشوّقة بالنسبة إلى الأولاد، من بينها الكتب المصورة والمجلات ودليل التعليمات ودليل التلفزيون والرسائل. ويشكّل تبادل الكتب مع الأصدقاء أو ضمن مجموعة من الأقارب أو في مركز للأولاد طريقة ممتازة للاطلاع على كتب جديدة من دون تكبّد كلفة عالية.

استفيدي من المكتبة المحلية

تقدّم المكتبات خيارات كثيرة. لذا قد يكون التعرف إلى المكتبة المحلية جزءاً من اكتشاف الكتب والتعلّق بها.

يمكنك أن تستعيري كتباً مدهشة للأولاد مجاناً من المكتبة المحلية، ما يعني إمكان الاحتفاظ بكتب كثيرة في منزلك كي يستكشفها الطفل.

كذلك يشكل اصطحاب الطفل إلى المكتبة والسماح له باختيار الكتب بنفسه مغامرة ممتعة. يمكنكما أن تتكلما عن هذا الموضوع وتخططا للذهاب إلى المكتبة وتتشاركا الحماسة معاً. يمكنك أن تسألي طفلك:

كم كتاباً ستختار؟

• ما عدد الكتب التي تستطيع إيجادها لكاتبك المفضّل؟

• هل ستستعير الكتب التي تشمل قصص حيوانات؟

• هل تريد استعارة أحد كتبك المفضّلة مجدداً؟

• كم يوماً سيمرّ قبل أن نقصد المكتبة مجدداً؟

تخصّص المكتبات أيضاً فترات معينة لسرد القصص وتنظّم نشاطات للأولاد الصغار. من خلال المشاركة في حصص مماثلة، يتعرّف الطفل إلى المكتبة ويتسلى ويستمتع بالكتب والقصص.

ولما كانت المكتبات تخزّن غالباً كتباً صوتية وكتباً ثنائية اللغة، فيمكنكما سماع الكتب الصوتية في السيارة أو وسط العائلة في المنزل. تسمح مكتبات كثيرة باستعمال الكتب الإلكترونية أيضاً عبر مواقعها الإلكترونية.

الأولاد يستمتعون بكتب وأغانٍ وقصص تحمل مجموعة جميلة من القوافي والإيقاعات والعبارات المتكررة

يمكنك أن تتحدثي عن الصور في الكتاب بدلاً من قراءة الكلمات
back to top