القلق... هل يُمهّد للإصابة بالخرف؟

نشر في 05-05-2018
آخر تحديث 05-05-2018 | 00:00
No Image Caption
تذكر دراسة حديثة أن التعايش مع درجة معتدلة أو حادة من القلق في منتصف العمر ربما يؤدي إلى الخرف في مرحلة متقدمة من الحياة.
أجرى فريق من العلماء بحثاً جديداً بقيادة إيمي غيمسون، باحثة في كلية الطب في جامعة «ساوثهامبتون»، بريطانيا. لاحظ الباحثون أن دراسات متزايدة بدأت تسلّط الضوء على الرابط القائم بين مشاكل الصحة العقلية وبين نشوء الخرف في مرحلة متقدمة من العمر: إنه شكل الخرف الأكثر شيوعاً ويصيب الناس في عمر الخامسة والستين تقريباً. كتب المشرفون على الدراسة مثلاً أن الاكتئاب يزيد خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة الضعف تقريباً.

ينشأ القلق غالباً تزامناً مع الاكتئاب ويتكلم الناس عن إصابتهم بأعراض القلق عموماً قبل سنوات من تشخيص الخرف لديهم. لكن لم يتّضح حتى الآن ما إذا كانت تلك الروابط تعني أن القلق والاكتئاب يشكلان جزءاً من أولى الأعراض التي تظهر قبل نشوء شكل شامل من الخرف أو إذا كان القلق والاكتئاب عاملَي خطر منفصلَين.

للتحقيق بهذا الموضوع، راجعت غيمسون وفريقها 3500 دراسة بحثاً عن مراجع تحلل الرابط بين الاكتئاب في منتصف العمر، تزامناً مع القلق أو من دونه، والخرف في مرحلة متقدمة من الحياة.

نُشرت نتائج تحليلهم في مجلة «بي إم جي أوبن».

عامل خطر

من بين مجموعة الأبحاث التي خضعت للمراجعة، ركزت أربع دراسات فقط على الموضوع المستهدف، وشملت عوامل محتملة كالمشاكل الوعائية والنفسية والعوامل الديمغرافية.

لم يتمكن الباحثون من إجراء تحليل دقيق للدراسات الأربع لأنها كانت مصمَّمة بطريقة مختلفة جداً. لكنهم ذكروا أن ذلك النهج المستعمل فيها كان موثوقاً به وأن استنتاجاتها بدت جازمة. كذلك، كان حجم العينات المُجمّعة كبيراً وأُخِذت من نحو 30 ألف شخص.

اكتشفت الدراسات الأربع رابطاً إيجابياً بين القلق المعتدل أو الحاد ونشوء الخرف في مراحل متقدمة من الحياة. كتب الباحثون: «ارتبط القلق الحاد من الناحية العيادية في منتصف العمر بزيادة خطر الإصابة بالخرف خلال فترة 10 سنوات على الأقل».

كتبت غيمسون وزملاؤها أن هذه النتائج تشير إلى أن القلق قد يكون مجرّد عامل خطر مستقل للإصابة بالخرف المتأخر، باستثناء القلق الذي يمكن أن يطبع أولى أعراض الخرف.

ذكر الباحثون أيضاً أن الرابط القائم بين القلق والخرف يمكن تفسيره بالضغط النفسي الفائق الذي ينشأ نتيجة اضطراب الصحة العقلية.

ربما يؤدي هذا الضغط النفسي الذي يشتدّ بطريقة غير طبيعية إلى تسريع شيخوخة الخلايا الدماغية التي تسهم بدورها في تسريع التراجع المعرفي المرتبط بالعمر.

تخفيف القلق يحمي من الخرف

إذا كان الضغط النفسي المرتبط بالقلق مسؤولاً عن تسريع التراجع المعرفي، هل يعني ذلك أن تخفيف القلق يمكن أن يحمي من الخرف؟

كتب الباحثون أن «هذا السؤال لا يزال مفتوحاً». لكنهم يظنون أن الخيارات العلاجية الدوائية المضادة للقلق تستحق التجربة.

في هذا السياق، استنتجت غيمسون وزملاؤها: «تسمح العلاجات غير الدوائية، بما في ذلك العلاج بالكلام والاسترخاء الذهني وممارسات التأمل المعروفة بتخفيف مستوى القلق في منتصف العمر، بتقليص نسبة الخطر مع أن التأكد من هذا الاستنتاج يستلزم إجراء أبحاث إضافية».

الضغط النفسي ربما يؤدي إلى تسريع شيخوخة الخلايا الدماغية
back to top