الاعتذار ليس ضعفاً

نشر في 04-05-2018
آخر تحديث 04-05-2018 | 00:06
 محمد العويصي يشتكي أحد الجيران من جاره المجاور له في السكن فيقول: جاري سليط اللسان يحب إحراج الآخرين والسخرية منهم، إضافة إلى غيبته للناس. ويضيف: تعرض لي هذا الجار المؤذي في مواقف عديدة، وكنت أزعل منه ولا أكلمه، وبعد عدة أيام أعود للحديث معه، لكني لم أنس إساءته، وفي إحدى المرات لم أصبر على أذيته وسخريته، فطلبت منه الكف عن السخرية والاستهزاء بي، لكنه انفعل وصرح في وجهي وغضب غضباً شديداً، وذهب في طريقه، ومنذ عام كامل لم يكلمني أو يعتذر مني، وإذا شاهدني في الطريق صدّ عني.

يستطرد الجار فيقول: الصراحة بعد الخصام والزعل ارتحت من أذيته، وتذكرت المثل: "الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح"، والعجيب أن هذا الجار المؤذي عندما يخطئ في حق جيرانه فإنه لا يعترف بخطئه، لأنه يعتبر اعتذاره ضعفاً وإذلالاً للنفس وتقليلا من شخصيته القوية، وتأخذه العزة بالإثم.

الإنسان الواثق من نفسه والصادق والمحب لها يشعر بالرضا والارتياح النفسي والسعادة عندما يعتذر لمن أخطأ بحقهم، ويقبلون هم اعتذاره سريعاً برحابة صدر.

إلى هذا الجار المؤذي أقول: الاعتذار ليس ضعفاً، إنما هو من شيم الإنسان الواثق من نفسه والراضي عن تصرفاته، والأجمل في الاعتذار عندما يبادر المخطئ سريعاً في تقديم اعتذار لمن أخطأ بحقهم، ولا يصبر حتى يطلب المجني عليه رضاه.

اقرأ واتعظ:

* آخر المقال

إذا نطق السفية فلا تجبه

فخيرٌ من إجابته السكوت

فإن كلّمته فرجت عنه

وإن خليته كمداً يموت

back to top