الحسد... مظاهره وعلاجاته

نشر في 02-05-2018
آخر تحديث 02-05-2018 | 00:04
No Image Caption
هل يجب أن يعرف الشخص الحسود أن الآخرين ليسوا سعداء كي يشعر بالسعادة؟ لا يذهب جميع الناس إلى هذا الحد، لكنهم يعترفون بانزعاجهم حين يلاحظون أن الناس من حولهم يملكون ما يفتقرون إليه. للتعرف إلى الخلل في هذه الشخصيات، لا بد من العودة إلى الطفولة!
تتنوّع مظاهر الحسد، فيما يلي نظرة إلى أبرزها:

• منافسة دائمة: عند ولادة شقيق أو شقيقة لنا، نخسر جميعاً شعور التماهي التام مع الأم وينشأ في داخلنا شعور بالنقص وسط العائلة. إذا سار الوضع على ما يرام في المرحلة اللاحقة، ستكون الحياة كفيلة بسدّ ذلك النقص والتعويض عنه. لكن في حالات كثيرة، يدخل الناس في منافسة مستمرة بسبب طريقة تربيتهم. ربما يشعر الفرد بأنه يتعرّض للظلم في علاقته بأشقائه حين يلقي موت شقيق بثقله عليه، أو يُقارن دوماً بإخوته الآخرين. يقول الخبراء إن هذه العلاقة المبنية على المنافسة تستمر حتى سن الرشد، فيعتبر الشخص حينها أن الآخرين يملكون أكثر مما لديه. من ثم، يشعر بالظلم والألم والقلق والغضب.

• رغبات غير واضحة: ينشغل الشخص الحسود بمقتنيات الآخرين لدرجة أنه يهمل رغباته وطموحاته الشخصية، فيقنع نفسه بأن الحصول على ما يملكه الناس سيضمن له السعادة وسيجعله شبيهاً بهم. حين يصبح مثل الآخرين، سيشعر بالاطمئنان حتى لو كان وضعه لا يعكس رغباته الدفينة. ربما يصرّ مثلاً على شراء أحدث هاتف خلوي حتى لو اضطر إلى دفع ثمن باهظ، ومن دون أن يكون بحاجة إلى ذلك الجهاز. أو ربما يسعى إلى تكوين عائلة وإنجاب الأولاد لمجرّد أن أصدقاءه وأشقاءه تزوجوا. تعكس هذه الرغبات معايير المجتمع التي تفرض على الناس أن يكونوا متشابهين. نتيجةً لذلك، سيطغى شعور الحسد على الرغبات الحقيقية ولن يتمكّن الشخص من سماعها إلا إذا فصل نفسه عن النماذج الاجتماعية والعائلية السائدة.

• انهيار تقدير الذات: يشعر الشخص الحسود بقلة قيمته حين يقارن نفسه بأصدقائه أو يشاهد علاقاتهم الناجحة أو منازلهم الفخمة. يشير هذا الطمع الذي يوقظه الآخرون لديه إلى نقص في العاطفة. كذلك يهتمّ بالآخرين في محاولةٍ منه للتشبّه بهم وجذب انتباههم في الوقت نفسه. لكنه ينسى بذلك أن الذين يستعرضون أملاكهم وحياتهم «السعيدة» يخفون إخفاقاتهم الكامنة. ربما يعاني هؤلاء عقدة نقص أو يكبتون مشاعرهم الحقيقية، ويحاولون الصمود عبر إثارة اهتمام من يراقبونهم. إنه نظام عقيم، ويجعل الحاسدين والمحسودين غالباً عالقين في دوامة من العجز التام.

حلول فاعلة

• ركّز على نفسك: الحسد دعوة إلى الغوص في أعماق الذات لأن مظاهر الجمال والنجاح التي تشاهدها لدى الآخرين موجودة داخل جميع الناس. لكن حين تنشغل في تخيّل ما يملكه الآخرون، لن تتمكن من رؤية تلك الجوانب الإيجابية الكامنة في داخلك. لذا حاول أن تجد مصادر السعادة الحقيقية في نظرك وطوّر حياتك الداخلية كي تبتعد عن الحسد وتداعياته.

• تجنّب المعايير الشائعة: إذا كنت تظنّ أنك ستشعر بالاطمئنان والراحة حين تشاهد نمط حياة الآخرين، يعني ذلك أنك وقعت في فخ شائك لأن المظاهر خادعة جداً! حتى لو أردت أن تشارك في عالم مواقع التواصل الاجتماعي، من الأفضل أن تبتعد عن هذه الأجواء إذا كانت تزيد جروحك سوءاً. يمكنك أن تبدأ بحذف التنبيهات التي تلهيك عما تعيشه في الوقت الحاضر من هاتفك الخلوي.

• طوّر شعور الإعجاب بدل الحسد: الإعجاب الصادق أفضل علاج للحسد. يعزِّز الحسد المنافسة بين الناس ويمعن في جرحهم وزيادة معاناتهم. يجب أن تحاول شق طريق جديد بشرط ألا تخلط بين رغباتك الخاصة وبين رغبات الآخرين.

back to top