الاكتئاب... 5 أفكار موروثة حوله

نشر في 02-05-2018
آخر تحديث 02-05-2018 | 00:08
No Image Caption
يصيب الاكتئاب ملايين الناس حول العالم، لكنه مرض غير منظور. لذا تكثر الأحكام المسابقة بشأنه. ما هي أبرز الحقائق في هذا المجال؟

1 المصاب باكتئاب صاحب إرادة ضعيفة

لا يرتبط هذا المرض بالإرادة! حين نحثّ المصاب باكتئاب على التحرك واسترجاع طاقته، نزيد وضعه سوءاً! سيبقى المريض على حاله لكنه سيشعر بذنب إضافي لأنه لا يستطيع تغيير وضعه وسيصبح ألمه مزدوجاً. في ذروة الاكتئاب، يعجز الشخص عن القيام بأي أمر. لا يعني ذلك أنه لا يرغب في النهوض أو التحرك، لكنه يعجز عن ذلك بكل بساطة. يخطئ كل من يحاول أن يقنع المريض بأنه يستسلم لوضعه عمداً أو يبالغ في تصرفاته. يجب التعامل معه كأي مريض آخر لأنه لا يستطيع التحكم بحالته. يمكن أن يتعافى مريض الاكتئاب بسرعة بشرط الامتناع عن فرض ضغوط خارجية عليه وبذل أقل جهود ممكنة عند التعامل معه. باختصار، يجب ألا يدعوه أحد إلى النهوض من اكتئابه سريعاً.

2 المصاب باكتئاب يشعر بالسوء بلا سبب

الاكتئاب مرض يصيب الكيمياء الدماغية. يترسخ الخلل في ناقلات عصبية كالدوبامين أو السيروتونين، ومعروف أن هذه العناصر الكيماوية تؤثر في الطاقة والمزاج وحب الحياة. ينجم هذا المرض الجسدي غالباً عن اضطراب نفسي، إذ تتأثر التصرفات وطريقة التفكير ومشاعر الحب بالناقلات العصبية التي تشارك في عمل الخلايا العصبية. حتى أن المريض ربما يقول إنه يشعر بألمٍ في ناقلاته العصبية ويطلب علاجاً لحالته. لو أنّ هذا المرض يسبب الحمى أو يكون مسؤولاً عن ظهور الحبوب، كان المريض ليتمكن من معالجة نفسه بموضوعية. إذا كان المصاب باكتئاب لا يعرف بمرضه، قد يظن أنه يمرّ بيوم عصيب ويتجنب بذلك المعاناة. لكن في حالات أخرى ينسب المريض بعض الأعراض، كاضطرابات النوم أو صعوبة التحرك، إلى تدهور علاقته الزوجية أو مسيرته المهنية. من ثم، بسبب غياب الأعراض الجسدية الواضحة، يصعب التمييز بين الإحباط العابر وبداية الاكتئاب الذي يحتاج إلى علاج حقيقي.

3 الاكتئاب مشكلة الأغنياء

أي شخص معرّض للاكتئاب، بغض النظر عن مكانته الاجتماعية أو المهنية. لا يمكن أن نتّهم المصاب باكتئاب بأنه طفل مدلل. في البلدان التي شهدت الحروب، يركز السكان عموماً على الصمود والبقاء على قيد الحياة، فينشطون إلى حد الإرهاق. لكن بعد انتهاء الحرب وتلاشي المخاوف، ستنهار أعصابهم ويصابون باكتئاب. حتى أنهم ربما يحتاجون إلى بذل جهود شاقة كي يعيشوا حياتهم اليومية البسيطة. قد يواجه المصاب باكتئاب بعض الأعراض من دون أن يدرك حالته ثم يفهم مرضه في مرحلة متأخرة.

4 المصاب باكتئاب لا يبحث عن حلول لمشاكله

يواجه جميع الناس المشاكل. تفترض هذه الفكرة أن المصاب باكتئاب لا يحاول حلّ مشاكله لكنّ الحقيقة معاكسة. ربما يعجز الأخير عن وضع استراتيجية فاعلة للخروج من المشكلة بسبب مرضه. أي حل يمكن ابتكاره مثلاً بالنسبة إلى والدين خسرا ابنهما؟ في حالة مماثلة، تطول مدة الاكتئاب لأن الدماغ يحتاج إلى الوقت كي يعمل مجدداً بطريقة سليمة، لذا سيمتدّ العلاج فترة طويلة أيضاً. يتساءل المصاب باكتئاب عن الحل الذي يسمح له بتجاوز وضعه الصعب لأنه يعاني كثيراً. يفكر الناس في ظروف مماثلة بحوادث سوداوية وهوسية. سيجدون صعوبة حتمية في تخطّي هذا الوضع لأن الكيمياء الدماغية لديهم لا تعمل بطريقة سليمة، ما يمنعهم من التصرف بشكل طبيعي. في هذه الحالة، يقضي الحل الفعلي بتلقي علاج طبي مناسب يجمع بين الأدوية والعلاج النفسي والتنويم المغناطيسي والاسترخاء والتأمل والراحة... فضلاً عن فهم البيئة المحيطة بالمريض!

5 الاكتئاب نتاج صدمات حتمية

لا ينحصر الاكتئاب بالأشخاص الذين عاشوا صدمات واضحة، وإلا كان عدد الحالات ليتراجع حينها، بل ينجم عن عوامل متعددة، من بينها المشاكل النفسية المسؤولة عن الاضطرابات الجسدية. يشتق الاكتئاب أيضاً من مواقف مأساوية أو حوادث أو تجارب مؤثرة من أيام الطفولة، حتى أنه يرتبط أحياناً بقلة الثقة في النفس أو بضعف وراثي. في ما يخص الموسمي منه مثلاً، يؤدي تراجع ساعات النهار إلى اضطراب كيمياء الدماغ. في حالات أخرى لا يتعلق الاكتئاب بمشاكل نفسية، بل ينجم عن أمراض مثل التصلب المتعدد أو بعض العلاجات الهرمونية.

حين نحثّ المصاب باكتئاب على استرجاع طاقته نزيد وضعه سوءاً
back to top