طهران في مرمى واشنطن وتل أبيب

• ترامب رفض استمرار الاتفاق النووي ... وخامنئي يجهز الرد على «ضربة تيفور»
• «الكنيست» يقر مشروعاً يعطي نتنياهو حق إعلان الحرب بالتشاور مع وزير الدفاع فقط

نشر في 01-05-2018
آخر تحديث 01-05-2018 | 00:15
نتنياهو خلال مؤتمره الصحافي في وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب أمس      (رويترز)
نتنياهو خلال مؤتمره الصحافي في وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب أمس (رويترز)
اقتربت لحظة الحقيقة بالنسبة إلى مصير الاتفاق النووي الإيراني، وبدا أمس، بعد تصعيد إسرائيلي مزدوج عسكري وسياسي، ضد طهران، تبعته مواقف متناغمة إسرائيلية - أميركية تشكك في هذا الاتفاق، أن الرئيس دونالد ترامب يتجه بخطى واثقة نحو الانسحاب منه بحلول 12 الجاري، نهاية المهلة التي وضعها لتعديله.

ومع تصاعد احتمالات الانهيار الشامل للاتفاق، عادت "أشباح" حرب طاحنة تشعل صيف المنطقة، إلى الظهور، بعد التصعيد الإسرائيلي ضد طهران على محورين: أولهما عسكري بهجوم صاروخي عنيف جداً، على قاعدة في محافظة حماة السورية، واستهدف مخازن صواريخ ثقيلة وقُتِل فيه إيرانيون، والآخر سياسي بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما قال إنه "أدلة" على امتلاك طهران برنامجاً نووياً سرياً، في خرق للاتفاق معها.

التصعيد الإسرائيلي المزدوج ضد طهران جاء تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو لإسرائيل، والتي كشر خلالها عن "أنيابه" بوجه طهران، وبعد اتصال هاتفي بين نتنياهو وترامب مساء أمس الأول، هو الثاني من نوعه منذ السبت، وقبل نحو عشرة أيام من انتهاء مهلة ترامب لتعديل الاتفاق أو الانسحاب منه.

لكن الثنائي "ترامب – نتنياهو" لم يترك مكاناً للغموض، فبعد دقائق من ظهور استعراضي لنتنياهو، أكد فيه أن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من الحصول على أرشيف إيراني ضخم، وباتت تملك "دليلاً قاطعاً" على وجود مشروع سري إيراني لتطوير سلاح نووي وخرق للاتفاق، خرج ترامب بتصريح صحافي مقتصب تناول فيه الملف النووي الإيراني، وقال إن ما كشفه رئيس الوزراء الإسرائيلي يثبت صحة رأيه في الاتفاق النووي 100 في المئة.

ورفض ترامب دعوة الأوروبيين إلى تطبيق الاتفاق حتى انتهاء مدته بعد 7 سنوات، لأن "ذلك سيؤدي إلى تمكين إيران من تطوير سلاح نووي"، داعياً إلى التفاوض على اتفاق جديد.

ميدانياً، سادت أجواء شديدة من التوتر في المنطقة غداة الضربة الصاروخية الإسرائيلية التي استهدفت "اللواء 47" في ريف حماة الجنوبي ودمرت أكثر من 200 صاروخ ثقيل، وقتل نحو 40 شخصاً، 18 منهم بين إيراني وأفغاني، من لواء "فاطميون".

وقالت مصادر مطلعة إن الهدف الرئيسي من الهجوم كان منصات صواريخ "سكود" إيرانية معدة للإطلاق على أهداف في العمق الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذا الهجوم يعد ثالث عملية إسرائيلية لإحباط تحركات إيرانية في إطار الرد على "غارة تيفور" التي أدت إلى مقتل 7 إيرانيين بينهم عقيد.

وفي طهران، شدد مصدر في الحرس الثوري الإيراني لـ"الجريدة" على أن الهجوم الصاروخي استهدف مخازن أسلحة تابعة للجيش السوري، وليست تابعة لـ "الحرس".

وبعد الهجوم عقدت الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة اجتماعاً طارئاً، وقررت إغلاق المجال الجوي في الشمال وتخويل رئيس أركان الجيش استدعاء فورياً لـ 40 ألف جندي من الاحتياط إذا دعت الحاجة، ووافق الكنيست على مشروع قانون يعطي نتنياهو حق إعلان الحرب بعد التشاور مع وزير الدفاع فقط دون الحاجة إلى قرار من الحكومة، في وقت أعلنت القيادة الأميركية الوسطى استنفاراً في كل قواعدها.

في سياق متصل، أكدت مصادر في مكتب المرشد الإيراني الأعلى على خامنئي، لـ "الجريدة"، أن المرشد عقد اجتماعاً مع قادة الحرس الثوري، يوم الجمعة الماضي، أكد خلاله ضرورة الرد على الغارة الإسرائيلية على "ضربة تيفور"، رغم أن أغلبية قادة "الحرس" كان رأيهم أن الظروف الحالية لا تسمح برفع سقف التوتر في المنطقة.

ووافق المرشد على التريث إلى ما بعد انتهاء الانتخابات اللبنانية في 6 الجاري، ومهلة ترامب في 12 من الشهر نفسه، وتقرر أن يقدم قادة "الحرس" خططاً للرد خلال 10 أيام، على أن يحسم المرشد طبيعة الرد وزمنه.

back to top