آمال : أجندة في الجيب العلوي

نشر في 01-05-2018
آخر تحديث 01-05-2018 | 00:15
 محمد الوشيحي يتمتم رئيس دولة من دول العالم الثالث: الرئيس الأوروبي، ابن المحظوظة، لا يعاني ما أعانيه. لا يخشى انقلاب ضباط الجيش عليه، ولا انقلاب أحد أقربائه، فيستحوذ على كرسي الحكم، ليتحول الإعلاميون، الذين كانوا يمجدونني صبح مساء، إلى شتّامين يحمّلونني كل مصائب الكوكب، وينسون كل ما منحتهم إياه من عطايا وهبات، وبعد أن كنت منقذ الأمة، ملهم الشعوب، الذي بسببه ينام الرؤساء في أحضان أمهاتهم خوفاً من غضبه، أُصبح الخائن الجبان الرعديد الذي مرمط سمعة البلد بالقطران المبين.

كابوس مرعب. يتمتم الرئيس. يسرح به خياله بعيداً فيجري اتصالاً برئيس الحرس الرئاسي للتأكد من وصول الأجهزة الحديثة للتفتيش عن الأسلحة والمعادن، قبل أن يطمئنه رئيس الحرس بوصول الأجهزة، وانتهاء التدريبات عليها، فيعود (الزعيم) إلى أجندته المحفوظة في جيبه العلوي، وفيها برنامجه لهذا اليوم، فيفتحها:

الساعة 10:45 خطاب للأمهات الكادحات، في ساحة الشعب، أتطرق فيه إلى دور الأم ومكانتها (أمهات المعتقلين في سجوني شريرات لا يشملهن حديثي). الساعة 13:20 سيمر موكبي على طريق صلاح الزردلوكي، بحسب الأجندة، ويتوقف الموكب لمدة سبع دقائق عند روضة الأطفال لأحتضن طفلة تنتظر أباها الذي تأخر عليها، فيصِل أبوها ويهرع لطفلته مرتبكاً، ويقبل رأسي ويعتذر لاستهتاره في وظائفه الأبوية ومصالح أبنائه، ويتعهد بعدم تكرار ذلك، وسألومه أنا وأتحدث عن مسؤولية الأب تجاه أبنائه، وأنني أعتبر أبناء الشعب كلهم أبنائي، ولا يختلفون عن أبنائي الذين خرجوا من صلبي (ملاحظة؛ والد الطفلة سيكون مرتدياً قميصاً أبيض وجاكيت أزرق بخطوط حمراء داكنة. ملاحظة أخرى؛ التصوير سيكون من جهة مبنى الاستاد الرياضي، يظهر فيه جانبي الأيمن. ملاحظة ثالثة؛ سأحمل الطفلة على صدري فيتقدم أحد رجال الحماية لمساعدتي فأنهره. ملاحظة رابعة؛ سيطلب والد الطفلة التقاط صورة سيلفي فأسمح له). أقوم بإخراج القلم من جيبي وأمده نحو الطفلة، وأحدثها عن أهمية التعليم، ثم أركب سيارتي وأغادر، وأنا ألوّح للطفلة بيدي وأبتسم (ملاحظة مكررة؛ التصوير من جهة مبنى الاستاد الرياضي).

وللأجندة بقية...

back to top