إسرائيل تضرب قاعدة سورية في حماة... وإيرانيون بين القتلى

• الهجوم دمر أكثر من 200 صاروخ ثقيل بينها «سكود»... وطهران لا تعتبره موجهاً ضدها
• إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي شمالاً
• خامنئي يضغط على «الحرس» للرد على «تيفور»

نشر في 01-05-2018
آخر تحديث 01-05-2018 | 00:05
 جنود سوريون قرب مخيم اليرموك في دمشق أمس
جنود سوريون قرب مخيم اليرموك في دمشق أمس
سادت أجواء شديدة من التوتر في المنطقة غداة ضربة صاروخية عنيفة جداً استهدفت قاعدة عسكرية سورية ودمرت عشرات الصواريخ الاستراتيجية.
بينما كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يتنقل في المنطقة مبرزاً أنيابه لإيران، وكانت طهران تشهد نقاشات داخلية بشأن الرد على الغارة الإسرائيلية على قاعدة تيفور في سورية التي اعتبرت أول مواجهة مباشرة إسرائيلية ـ إيرانية، أطلقت إسرائيل ليل الأحد - الاثنين صواريخ من طراز "يريحو" (أريحا) مطورة ومعززة بتقنيات تحكم وقيادة عن بعد باتجاه قاعدة سورية في ريف حماة الجنوبي مما أدى إلى مقتل حوالي 40 بينهم 18 إيرانياً وأفغانياً على الأقل، حسبما علمت "الجريدة" من مصادر.

وقالت هذه المصادر، إن الهدف الرئيسي من الهجوم كان منصات صواريخ "سكود" إيرانية معدة للإطلاق على أهداف في العمق الإسرائيلي، مضيفة أن القتلى الإيرانيين الذين سقطوا في الموقع هم خبراء تشغيل وإطلاق الصواريخ طويلة الآمد.

المصادر نفسها، أكدت أن الضربة في حماة هي ثالث عملية إسرائيلية لإحباط محاولة هجوم إيراني تعتقد تل أبيب أنه رد على "غارة تيفور" التي أدت إلى مقتل 7 إيرانيين بينهم عقيد.

وكشفت في هذا السياق أن العملية الأولى جرت قبل أيام، عندما رصد الجيش الإسرائيلي نقل صواريخ موجهة إلى الجولان السوري، لاستهداف قوات إسرائيلية قرب خط وقف إطلاق النار وقام بتدميرها، وأضافت أن الهدف الثاني كان موقع تحكم ورصد إيراني قرب دمشق حدد أهدافاً داخل مدن إسرائيلية وتم تعطيله بعملية كوماندوز، أما المحاولة الثالثة فكانت هجوم ليل الأحد ـ الاثنين.

وقالت تقارير أميركية أن الهجوم الصاورخي دمر أكثر من 200 صاروخ استراتيجي كانت في المخزن، الذي يعد من اكبر مخازن السلاح السورية بينها صواريخ "سكود"، وربطت بين الضربة والاتصال الهاتفي بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأول وهو الاتصال الثاني من نوعه منذ يوم السبت.

إجراءات إسرائيلية

وعقدت الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة اجتماعاً عاجلاً لمناقشة التطورات، واتخذ الجيش الإسرائيلي إجراءات احترازية في الشمال، وأغلقت الأجواء الجوية في الشمال، كما أوقفت الإجازات للجنود وخولت رئيس أركان الجيش باستدعاء فوري لـ 40 ألف جندي من الاحتياطي إذا دعت الحاجة. وبدورها أعلنت القيادة الأميركية الوسطى، استنفاراً في كل قواعدها.

طهران غير معنية

شدد مصدر في الحرس الثوري الإيراني لـ "الجريدة" على أن الهجوم الصاروخي استهدف مخازن أسلحة تابعة للجيش السوري وليس تابعة لـ"الحرس".

وقال المصدر، إن مخازن القاعدة التابعة للواء 47 في الجيش السوري في ريف حماه الجنوبي، كانت تضم صواريخ وأسلحة تمت مصادرتها من المعارضة وبعضها من قوات "قسد" الكردية ـ العربية المتحالفة مع واشنطن، إضافة إلى أسلحة ثقيلة تابعة للجيش السوري وحزب الله اللبناني وصواريخ متنوعة بينها صواريخ "سكود" الروسية.

وأوضح المصدر أن عدد القتلى والجرحى كبير جداً، لأن بعض الأسلحة كانت موجودة خارج المخازن، مما تسبب بتفجيرات ضخمة، وصلت الى أكثر من أربعين متراً تحت الأرض.

والجدير بالذكر أن وكالات الأنباء الإيرانية التابعة للحرس الثوري مثل "فارس" و"تسنيم" نفت سقوط إيرانيين في الهجوم، بينما ذكرت وكالة "إيسنا" شبه الحكومية سقوط 18 ثم تراجعت عن الخبر.

لكن "الجريدة" علمت من مصادر موثوقة أن 25 إيرانياً وافغانياً من لواء «فاطميون» كانوا في الموقع، وأن 18 تأكد قتلهم بينما كان العمل جارياً على انتشال القتلى من تحت الركام.

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن مسؤوليته عن "الضربة الصاروخية"، بينما اكتفى مصدر سوري عسكري بالقول، إن "بعض المواقع العسكرية في ريفي حماة وحلب تعرضت لعدوان جديد بصواريخ معادية".

الرد على «تيفور»

في سياق متصل، أكدت مصادر في مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي لـ "الجريدة"، أن المرشد عقد اجتماعاً مع قادة الحرس الثوري، يوم الجمعة المنصرم، تم خلاله بحث رد طهران على غارة تيفور واحتمالات تعرض إيران لضربة عسكرية إسرائيلية أو أميركية، وتطورات الملف النووي.

وبحسب المصادر، فقد شدد خامنئي، القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، على ضرورة الرد على "ضربة تيفور"، وأن يحدث الرد خسائر إسرائيلية أكبر من خسائر إيران.

وكشف المصدر إن بعض قادة "الحرس" أكدوا خلال الاجتماع أن الظروف الحالية لا تسمح بالرد ورفع سقف التوتر في المنطقة، ودعوا إلى الانتظار إلى ما بعد "تحقيق انتصار كامل على مجموعات المعارضة السورية"، مشيرين الى أن إسرائيل تستدرج إيران إلى معركة، ويجب عدم الانجرار إلى خطتها.

وكان هناك إجماع على أن بقاء القوات الإيرانية في سورية مرهون بالرد على ضربة تيفور كي لا تتجرأ إسرائيل على توجيه ضربات ربما تكون أشد في المرات المقبلة لهذه القوات.

وكان رأي المرشد أنه يجب التريث في الرد، إلى ما بعد انتهاء المهلة التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعديل الاتفاق النووي أو الانسحاب منه وبعد انتهاء الانتخابات اللبنانية في 12 الشهر المقبل.

ورأى أنه في حال جاء الرد الإيراني على إسرائيل بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي فهذا يعطي رسالة واضحة بأن إيران مستعدة لأي مواجهة.

وأشار المصدر الى أن بعض قادة الحرس استعرضوا خططاً أولية للرد مثل تحريك جبهة الجولان أو تنفيذ عمليات في مزارع شبعا اللبنانية أو تهريب صواريخ نوعية إلى غزة واستهداف مطارات أو مرافئ إسرائيلية.

وتقرر في النهاية أن يقوم قادة "الحرس" بتسليم المرشد خططهم للرد على إسرائيل خلال 10 أيام، ثم استعراضها في جلسة استشارية مع المجلس الأعلى للأمن القومي على أن يقرر المرشد طبيعة الرد وزمنه.

back to top