ألو دكتور

نشر في 28-04-2018
آخر تحديث 28-04-2018 | 00:00
No Image Caption

بدأت العمل بدوام ليلي منذ ستة أشهر، وما عدت أحظى مذاك بمقدار كافٍ من النوم. أواجه صعوبة في البقاء نائماً خلال النهار. نتيجة لذلك، أنام في معظم الأيام خمس ساعات أو أقل. هل من حلّ لأنعم بفترة نوم أطول؟ أخشى أن ينعكس نقص النوم سلباً على صحتي.

لا شك في أن النوم في النهار بدل الليل أمر صعب جداً. كما لاحظت، يميل الإنسان بطبيعته إلى البقاء مستيقظاً أثناء النهار وإلى النوم ليلاً. ولكن ثمة خطوات يمكنك اتخاذها لتساعد جسمك على التأقلم وتحظى بالنوم الذي تحتاج إليه.

يملك الجسم نظام نوم ويقظة داخلياً، يتلاءم عادةً مع دورة الأربع والعشرين ساعة. بفضله، تشعر بالنعاس في أوقات معينة من اليوم وتزداد يقظة في أوقات أخرى. ويُعتبر التعرض للضوء الخارجي العامل الأكثر تأثيراً في هذا النظام.

يؤدي تغيير دوام العمل غالباً إلى اضطرابات في النوم بسبب الاختلاف الذي ينشأ بين دورة النوم واليقظة البيولوجية في جسمك وبين الجدول الذي يفرضه عليك عملك. في الوقت الذي تُضطر فيه إلى العمل، يجعلك نظامك الداخلي تشعر بالنعاس. وعندما تنتهي من العمل وترغب في النوم، يعتقد جسمك أن وقت اليقظة قد حان.

كي تساعد جسمك في الحصول على مقدار كافٍ من النوم، حافظ أولاً على نمط محدد. اخلد إلى النوم واستيقظ في الأوقات عينها كل يوم، حتى في أيام العطل. تتيح هذه الخطوة لجسمك التكيّف مع برنامجك الجديد. في المقابل، عندما تبدّل نمط نومك مجدداً في أيام العطل، تصعّب على جسمك التكيّف بنجاح، ما يحد بالتالي من احتمال حصولك على قسط وافٍ من النوم بمرور الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، أحِط نفسك بكثير من الأضواء القوية في العمل. وإن كنت تشرب الكافيين، فتناوله في مستهل فترة عملك. وإن بدأت الشمس بالشروق وأنت لا تزال على الطريق متوجهاً إلى المنزل، فضع نظارتين شمسيتين داكنتين لتحدّ من تعرضك للضوء الخارجي. كذلك اخلد إلى الفراش فور وصولك إلى المنزل، لأنك ستواجه صعوبة أكبر في النوم إن أرجأت هذه الخطوة.

عدّل أيضاً بيئة غرفة نومك لتساعدك على النوم. أبقِها مظلمة وغطِّ النوافذ بستائر تحجب الضوء الخارجي. تستطيع، إن شئت، أن تضع قناع نوم على عينيك. ولا تنسَ أن تعدّل حرارة الغرفة كي تبقى باردة ومريحة.

علاوة على ذلك، من الضروري أن يبقى محيطك هادئاً. لذلك، إن كان في المنزل أشخاص آخرون أثناء نومك، فاطلب منهم أن يحترموا حاجتك إلى الراحة. ونم، إن استطعت، في غرفة بعيدة عن الأماكن المخصصة للعائلة التي لا تخلو من الضجة. كذلك أطفئ الهاتف وأي أجهزة إلكترونية أخرى قد تزعجك.

يعزّز الحفاظ على نمط حياة صحي ونشط قدرتك على النوم بعمق أيضاً. لذلك اتبع نظاماً غذائياً متوازناً وتمرّن بانتظام.

يحتاج معظم البالغين إلى سبع أو ثماني ساعات من النوم كل 24 ساعة. فقليلون مَن يستطيعون مواصلة حياتهم بنشاط مع خمس ساعات أو أقل من النوم، وإن لم تنعم بقسط وافٍ من الأخير، تواجه أيضاً مشاكل صحية جمة. لاحظتَ على الأرجح أن النقص في النوم يؤدي إلى التعب، والمزاج العكر، وصعوبة في التركيز. ولكن بمرور الوقت، يصبح مَن لا ينالون مقداراً كافياً من النوم أكثر عرضة لاضطرابات صحية أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض القلب، والداء السكري.

إن التزمت بهذه النصائح طوال أسبوعين وظللت تواجه صعوبة في الحصول على مقدار كافٍ من النوم، فاستشر طبيبك الذي يزودك على الأرجح بنصائح إضافية تتيح لك تعديل نظام النوم واليقظة في جسمك.

back to top