هل تستميل الصين الهند بعيداً عن التحالف مع الولايات المتحدة؟

نشر في 27-04-2018
آخر تحديث 27-04-2018 | 00:00
محادثات الصين والهند التي تبدأ اليوم وتدوم يومين تأتي فيما تواجه الصين تهديدات من الولايات المتحدة بفرض عقوبات تجارية، وفيما تسعى الهند إلى وضع عمليتها للتنمية الاقتصادية على المسار الصحيح قبيل الانتخابات السنة المقبلة.
 ساوث تشاينا مورنينغ بوست ستسعى الصين جاهدة لاستمالة الهند بعيداً عن تحالف أميركي ضد بكين عندما يلتقي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الرئيس الصيني تشي جين بينغ لخوض محادثات رسمية في ووهان اليوم الجمعة، حسبما يشير مراقبون دبلوماسيون.

تأتي هذه المحادثات، التي تدوم يومين، فيما تواجه الصين تهديدات من الولايات المتحدة بفرض عقوبات تجارية، وفيما تسعى الهند إلى وضع عمليتها للتنمية الاقتصادية على المسار الصحيح قبيل الانتخابات السنة المقبلة،

كذلك تُعقد هذه المحادثات بعد سنة تقريباً من مواجهة بين فريقين عسكريين من كلا البلدين دامت 73 يوماً بسبب حدود متنازع عليها في هضبة دوكلام في جبال الهيمالايا.

لا يزال التوتر على الحدود قائماً مع إنهاء القوات الجوية الهندية أخيراً أكبر تدريب قتالي لها على طول حدودها مع الصين وباكستان.

يوم الاثنين، طمأن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أيضاً نظيره الباكستاني خواجة آصف إلى أن الصين ستواصل دعمها إسلام أباد ومشاريع البنى التحتية المخصصة للأجزاء المتنازع عليها في كشمير، لكن المراقبين يؤكدون أن لمودي وتشي أسباباً قوية تدفعهما إلى التوصل إلى قواسم مشتركة.

يذكر سريكانث كوندابالي، بروفيسور في جامعة جواهر لال نهرو، أن بكين قلقة حيال تعاون الهند المتنامي مع الولايات المتحدة، وخصوصاً إعلانها السنة الماضية إعادة إحياء الحوار الأمني الرباعي، علماً أن هذه المحادثات تشمل أيضاً أستراليا واليابان.

يضيف: "كلما شعرت الصين أن العلاقات الأميركية-الهندية تتحسن، أقدمت على إشارة ما ودعت إلى "تعدد الأقطاب" بغية مواجهة موقف الولايات المتحدة الأحادي القطب".

على نحو مماثل، يشير شي ينهونغ، بروفيسور متخصص في العلاقات الدولية في جامعة رنمين، إلى أن هذه المحادثات تشكّل جزءاً من جهد أوسع لتحسين العلاقات الثنائية.

يتابع موضحاً: "هذا جزء من عملية مصالحة متواصلة في الروابط الثنائية بين الصين والهند بدأت منذ شهر أغسطس حين وافق كلا البلدين على إنهاء المواجهة بشأن دوكلام".

التقى مودي وتشي آخر مرة في شهر سبتمبر، ومن المتوقع أن يجتمعا معاً مجدداً على هامش لقاء منظمة شانغهاي للتعاون في تشينغداو في شهر يونيو.

لكن بكين تسعى جاهدة هذه المرة للتوصل إلى طرق للتعاطي مع تهديد واشنطن بفرض رسوم جمركية كبيرة على المنتجات الصينية ومنع الصادرات الأميركية إلى شركة التكنولوجيا الصينية ZTE.

يذكر دو يوكانغ، مدير مركز دراسات باكستان في جامعة فودان، أن هدف هذا اللقاء الرئيس كان ضمان قيام شراكة مستقبلية مستقرة بين الصين والهند، وخصوصاً مع تقلبات الروابط التجارية والدبلوماسية مع واشنطن.

كذلك يؤكّد موهان غوروسوامي، باحث بارز في معهد الهند للخدمات الموحدة في نيودلهي، أن الصين "بأمس الحاجة إلى أصدقاء"، ويضيف: "ستحقق الصين مكاسب كبيرة من تطويرها علاقاتها الاقتصادية مع الهند"، وخصوصاً من اقتصاد التصدير المتنامي، وفق هذا الباحث.

في المقابل، يؤكد مادهاف نالابات، بروفيسور متخصص في العلوم السياسية في جامعة مانيبال، أن مودي يحتاج أيضاً إلى كسب الدعم في الداخل استعداداً للانتخابات السنة المقبلة.

ويضيف موضحاً: "يواجه مودي انتخابات عام 2019 ويسعى إلى تقوية شرعيته، ولا شك أن دفء العلاقات بعد نحو ستة عقود من الجليد بين دلهي وبكين يشكّل إنجازاً تاريخياً يعود على كلا البلدين بفوائد جمة".

* كيغان إلمر

* "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"

back to top