ضغوط أميركية وإسرائيلية لمنع نشر «إس 300» في سورية

● ليبرمان يهدد بتدمير المنظومة
● لافروف: واشنطن تنشئ سلطات شرق الفرات ولن تنسحب

نشر في 25-04-2018
آخر تحديث 25-04-2018 | 00:05
سوريون يزيلون الأنقاض في حلب القديمة أمس الأول  (أ ف ب)
سوريون يزيلون الأنقاض في حلب القديمة أمس الأول (أ ف ب)
رغم عدم اتخاذ موسكو قراراً بعدُ بتسليم دمشق صواريخ الدفاع الجوي «إس 300»، قامت الاستخبارات الأميركية بطلعات جوية استكشافية للتحري عن مناطق انتشار هذه المنظومة، بالقرب من المنشآت العسكرية الروسية في سورية، في وقت وصل قائد القيادة المركزية الجنرال ​جوزيف فوتيل إلى إسرائيل لأول مرة، في زيارة لم تُعلن، لبحث ملف إيران.
وسط شكوك في إقدام موسكو على تسليم حليفها الرئيس بشار الأسد منظومة الدفاع الجوي «إس 300»، الأسبوع الماضي، عن طريق ميناء طرطوس، أجرت الاستخبارات الأميركية استطلاعاً جوياً بالقرب من المنشآت العسكرية الروسية في سورية، بحثاً عن هذه الصواريخ، التي توعدت إسرائيل رسمياً بتدميرها.

ووفق وكالة «سبوتنيك»، فإن طائرة الاستطلاع الاستراتيجية المسيرة الطويلة المدى «RQ-4B Global Hawk»، وطائرة الاستخبارات الإلكترونية «EP-3E Aries II» قامتا باستطلاع في قاعدة حميميم والمركز اللوجستي الروسي في طرطوس، موضحة أن الأولى أقلعت من قاعدة سيغونيلا في إيطاليا، وحلقت عدة ساعات بالقرب من الحدود البحرية لسورية ولبنان على ارتفاع أكثر من 15 ألف متر، في حين انطلقت الثانية من القاعدة الجوية في جزيرة كريت اليونانية.

وأشارت الوكالة الروسية الرسمية إلى إقلاع طائرة «E-3A Sentry AWACS» الأميركية من القاعدة الجوية بالقرب من مدينة قونية التركية، وحلقت فوق المحافظات الشمالية لسورية، متوقعة أن يكون نشاط الاستطلاع المتزايد من جانب الولايات المتحدة جاء على خلفية الأنباء المتناقلة عن تسليم «إس-300» إلى دمشق في القريب العاجل.

رد إسرئيل

وفي أول تصريح إسرائيلي رسمي، شدد وزير الدفاع ​أفيغدور ليبرمان​ على أن «إسرائيل سترد بقوة إذا استخدم السوريون منظومات الدفاع الجوي إس-300 ضد طيرانها»، مشيراً إلى أنه «من المهم بالنسبة لنا ألا تُستخدم الأسلحة الدفاعية الروسية ضدنا، وإذا استخدمت فإننا سنتصرف ضدها». وأكد ليبرمان​ أن «التقارير الصحافية عن مطالبة ​تل أبيب​ ​موسكو​ بالامتناع عن تسليم إس-300 إلى سورية ليس لها أي أساس من الصحة»، مشيراً إلى أن «إيران، لا روسيا، هي المشكلة بالنسبة لإسرائيل، وأن منظومات الدفاع الجوي هذه سبق أن انتشرت في سورية، لكنها لم تستخدم ضد ​القوات​ الإسرائيلية».

ولفت إلى أن «قنوات الاتصال ما زالت مفتوحة بشكل دائم خلال السنوات الماضية، من أجل منع حوادث بين روسيا وإسرائيل في سورية، حتى ولو كانت المشاورات عبرها صعبة في بعض الأحوال»، وتابع: «الطرف الوحيد الذي تصرف ضدنا هم السوريون، وحين تصرفت منظومات الدفاع السورية ضدنا دمّرناها».

ملف إيران

في هذه الأثناء، أفادت ​الإذاعة الإسرائيلية​ بأن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ​جوزيف فوتيل​ وصل أمس الأول للمرة الأولى إلى تل أبيب، في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، مشيرة إلى أن سيبحث مع رئيس أركان ​الجيش غادي ايزنكوت ومسؤولين عسكريين آخرين «التطورات في ​سورية و​إيران​«.

ولفتت ​الإذاعة إلى أن «زيارة فوتيل تأتي في ظل التوتر الأمني وتهديدات إيران لإسرائيل»، مشيرةً إلى أن «القلق من احتمال انسحاب ​القوات​ الأميركية الخاضعة لإمرة الجنرال فوتيل من سورية».

في المقابل، أعاد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ​علي شمخاني​ تأكيد أنّ «الردّ على استهداف ​إسرائيل​ لمطار التيفور بات أمراً حتمياً، لكن مكان وزمان هذا الردّ سيكون بيد الجمهورية الإسلامية»، مبيناً أن «المستشارين الإيرانيين الموجودين في سورية بطلب من حكومتها الشرعية كان لهم دور حاسم في التصدي للتهديد الإرهابي الشامل وهزيمته».

من جهته، أفاد وزير الخارجية سيرغي لافروف بأن الولايات المتحدة ليست لديها نية لسحب قواتها من سورية، رغم حديث رئيسها دونالد ترامب عن خطط لديه في هذا الإطار، معتبراً أن «واشنطن تعهدت بأن هدفها الوحيد هو طرد الإرهابيين وإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، وعلى الأرض تقوم بعكس ذلك وتعمل بنشاط على الانتشار شرق الفرات، وأنشأت هناك سلطات محلية ولا تنوي الخروج منها».

واتهم لافروف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشجيع هذه الخطوات، بدعوته ترامب إلى البقاء حتى تطبيع الأوضاع في سورية، معبّراً عن أمله أن «يصبح الأمر أكثر وضوحاً» إزاء كيفية التعاون بعد اتصالاته مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان.

وحذر من «مجموعة من الدول أخذت على عاتقها علناً عملية تدمير سورية»، مشيراً إلى اشتراط وزراء خارجية الدول السبع الصناعية (G7) البدء أولاً بانتقال سياسي ذي مصداقية قبل مساعدتها في إعادة إعمار سورية، خصوصاً في مناطق سيطر النظام.

خطة ماكرون

ووسط أنباء عن خطة سيقدمها ماكرون لترامب لإقناعه بالعدول عن سحب نحو 2000 من القوات الأميركية من سورية، تشمل نشر قوات فرنسية في المنطقة تحت قيادة التحالف الدولي، أبحرت 4 سفن حربية روسية تابعة لأسطول البحر الأسود، باتجاه سواحل سورية على البحر الأبيض المتوسط. وذكر قسم الإعلام في أسطول البحر الأسود أن المجموعة الحربية البحرية المكونة من الفرقاطتين «الأميرال غريغوريفيتش»، و»الأميرال إيسن»، وسفينتي حراسة تشارك في مناورات على خطط معارك في البحر وصد هجمات وضرب أهداف ساحلية، وكذلك تقديم المساعدة لسفينة بعد تعرضها لهجوم.

تدخل بريطاني

وفي بريطانيا، حذر وزير الدولة لشؤون الدفاع توبياس إيلوود، من أن الأسد «ربما لا يزال يميل لاستخدام الأسلحة الكيماوية»، مؤكداً أن لندن ستتدخل عسكرياً مجدداً في سورية إذا حدث ذلك.

وأشار إيلوود إلى 3 معايير تنطلق منها بريطانيا لدراسة مشاركتها في تدخل عسكري جديد في سورية، هي «أولاً: هل يعد الأسد معتدياً ويسبب معاناة إنسانية؟ ثانياً: هل تم استنفاد جميع السبل الدبلوماسية؟ وثالثاً: هل يمكن شن غارة محدودة تؤدي إلى تقليص معاناة الناس؟».

فوتيل في إسرائيل وشمخاني يتعهد برد على «تيفور»
back to top