الموسيقى تساعد قلبك على إيجاد إيقاعه!

نشر في 25-04-2018
آخر تحديث 25-04-2018 | 00:04
No Image Caption
كتب العالِم أوليفر ساكس: «تخترق الموسيقى القلب مباشرةً، من دون الحاجة إلى أي وسيط»! تؤكد الأبحاث الطبية صحة ملاحظته، إذ من المعروف أن الموسيقى الكلاسيكية تبطئ معدل ضربات القلب وتُخفّض ضغط الدم. لكن تثبت دراسة جديدة أن تدخلاً بسيطاً من الأدوية الخافضة للضغط قد يساعد القلب على إيجاد إيقاعه الطبيعي والصحي.
يُنشئ الجمع بين قوة الموسيقى المهدّئة ومنافع الأدوية الخافضة للضغط تعاوناً جميلاً من شأنه أن يُخفّض معدل ضربات القلب وضغط الدم لدى المصابين بارتفاع الضغط.

إنها النتيجة الأساسية التي توصّلت إليها دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين. نُشرت نتائجها حديثاً في مجلة «التقارير العلمية».

سبق وأثبت «عمق الموسيقى الخارق» الذي وصفه ساكس في كتابه Musicophilia «عشق الموسيقى» آثاره الشفائية على مستوى القلب. تذكر الدراسات أن الموسيقى قادرة على تخفيض ضغط الدم وإبطاء معدل ضربات القلب وتخفيف معاناة المصابين بمشاكل في القلب.

لكن لا تتوقف آثار الموسيقى المريحة عند هذا الحد. تبيّن أن العلاج بالموسيقى يساعد القلب على الانقباض وضخ الدم في أنحاء الجسم. كذلك المعزوفات الكلاسيكية وموسيقى الروك تزيد مرونة الشرايين، ويسمح الإصغاء إلى الموسيقى خلال الجراحة بتخفيض معدل ضربات القلب واسترجاع إيقاع أكثر هدوءاً.

نظراً إلى جميع الآثار الإيجابية التي تعطيها الموسيقى على مستوى القلب، هل يمكن أن تعزز الموسيقى أيضاً مفعول الأدوية الخافضة للضغط؟

أثار هذا السؤال حيرة الباحثين بقيادة فيكتور إنغراسيا فالنتي، أستاذ في قسم أمراض النطق واللغة في جامعة «ساو باولو» في البرازيل. لذا قرروا بدء تحقيقاتهم حول هذا الموضوع.

أغاني أديل وإينيا تعزِّز مفعول أدوية الضغط

حلل الأستاذ فالنتي وزملاؤه آثار الموسيقى المعزوفة على معدل ضربات القلب وضغط الدم لدى أشخاص يجيدون التحكم بارتفاع ضغطهم. بلغ عدد المشاركين 37 شخصاً كانوا يأخذون أدوية خافضة للضغط طوال ستة أشهر على الأقل أو سنة كحد أقصى.

أصغى المشاركون بعد أخذ أدويتهم الاعتيادية إلى الموسيقى طوال 60 دقيقة عبر سماعات. في اليوم التالي، أخذوا أدويتهم كالعادة لكنهم جلسوا في جو هادئ بعد إطفاء السماعات للمدة نفسها.

شملت الأغاني التي سمعوها نسخاً بالبيانو لأغنيتَي أديلSomeone Like You وHello، فضلاً عن نسخة معزوفة من أغنيةAmazing Grace لكريس توملين

و Watermark لإينيا.

قاس الفريق تقلبات معدل ضربات القلب بعدما أخذ المشاركون أدوية الضغط بـ20 و40 و60 دقيقة. تراجع معدل ضربات القلب لدى من سمعوا الموسيقى بدرجة ملحوظة بعد 60 دقيقة على أخذ أدوية الضغط، بينما لم يتباطأ ذلك المعدل بأي شكل عندما امتنعوا عن سماع الموسيقى.

كذلك، زادت قوة آثار الدواء في ضغط الدم حين سمع المشاركون المعزوفات الموسيقية.

طرح العلماء فرضياتهم حول الآليات التي يمكن أن تشرح تلك النتائج، فقالوا في إشارةٍ إلى عدد من أبحاثهم السابقة: «شاهدنا كيف تُنشّط الموسيقى الكلاسيكية الجهاز العصبي اللاودي وتخفف نشاط الجهاز الودي».

الجهاز العصبي الودي مسؤول عن تسريع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، بينما يقوم الجهاز اللاودي بالعكس.

بالإضافة إلى تحفيز الجهاز العصبي اللاودي إذاً، يفترض الباحثون أن الموسيقى تنشّط أيضاً الجهاز الهضمي، ما قد يؤدي إلى تسهيل عملية امتصاص الأدوية الخافضة للضغط وتسريعها.

معدل ضربات القلب تراجع لدى من سمعوا الموسيقى بدرجة ملحوظة
back to top