تهنئة واستحقاق

نشر في 24-04-2018
آخر تحديث 24-04-2018 | 00:14
 يوسف عبدالله العنيزي ما كنت لأكتب هذا المقال قبل الاستئذان من الأخ محمد جاسم الصقر، وخلال الأسابيع القليلة الماضية سنحت لي الفرصة بلقاء الأخ "بوعبدالله"، فأبلغته بنيتي كتابة هذا المقال، فلم يؤيد أو يعترض، وبناء عليه فإنه يسعدني أن أورد بعض المواقف التي لا تزال عالقة في الذهن.

بداية أتقدم بتهنئة خالصة للأخ العزيز محمد الصقر، وذلك لاختياره "شخصية العام" للتميز الصحافي في مسابقة مبارك الحمد الصباح التي جرت بتاريخ 6/ 3/ 2018، وأنا على يقين أن هذا الاختيار تم عن جدارة واستحقاق، نظرا لما قام ويقوم به من جهد مشكور في مجال العمل البرلماني والسياسي والصحافي والاجتماعي وصداقات تتجاوز منطقتنا الخليجية والعربية.

لا أريد أن أتحدث عن تاريخ "بوعبدالله" فتاريخه يتحدث عن نفسه، ولكن هناك بعض المواقف التي لا تزال عالقة في الذهن، ففي أثناء عملي في صنعاء سعدت باستقبال الأخ محمد الصقر الذي كان يرأس الوفد البرلماني الكويتي المشارك في مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد برئاسة نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، وأثناء إلقائه كلمة الافتتاح خرج الأخ "بوعبدالله" من القاعة، فتوقف نبيه بري عن مواصلة كلمته، وقام بتوجيه الكلام لي متسائلا عما إذا كان للأخ محمد اعتراض على ما جاء في الكلمة، خصوصاً أن العلاقات العربية العربية كانت تشهد في تلك الأيام توتراً في ظل وجود النظام العراقي السابق، وقد أجبته بعدم وجود أي اعتراض، واستأذنت بالخروج من القاعة فوجدت الأخ "بوعبدالله" يتكلم بالهاتف، وعندما أبلغته بما حدث قفل الهاتف وعدنا للقاعة، وعندها واصل نبيه بري كلمته، وقد كان للأخ "بوعبدالله" دور بارز في نجاح ذلك اللقاء البرلماني.

في عام 2006 جرى حل مجلس الأمة الكويتي، وكان الأخ محمد الصقر يرأس البرلمان العربي بحكم عضويته للمجلس، ونتيجة لهذا الحل طرح بعض أعضاء البرلمان فكرة إجراء انتخابات لاختيار بديل للرئاسة، وبناء عليه فقد وصل الأخ "بوعبدالله" إلى مدينة عمان حيث اجتمع مع عبدالهادي المجالي رئيس مجلس النواب الأردني لإقناعه بعدم إجراء تلك الانتخابات المزمع إجراؤها لاختيار رئيس للبرلمان العربي، وذلك من منطلق أن الانتخابات في الكويت ستجرى بعد شهرين، وهناك شبه يقين بعودته إلى عضوية مجلس الأمة الكويتي.

اشتد الحوار مع تمسك كل منهما برأيه، وأحسست بأني في موقف لا يحسد عليه، فقمت بتحويل الحوار الى موضوع آخر له أهمية خاصة لديهما، فوجهت تساؤلاً للأخ محمد الصقر عما إذا كان من المبادرين بإجراء اتصالات مع القيادة الأردنية، وذلك بعد أحداث الغزو عام 1990، فأكد تلك المعلومة، وأشار إلى أنه عندما كان رئيس تحرير جريدة "القبس" أجرى لقاء صحافيا مع جلالة الملك الحسين بن طلال، رحمه الله، وقد لاقت تلك الفكرة معارضة من سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، وأسكنه جناته، ولكنه بعد اقتناعه بها أمر بتخصيص طائرة خاصة لنقله إلى مدينة عمان لإجراء الحوار الذي كان بوابة لإعادة العلاقات الطيبة بين البلدين، بل تجاوز ذلك إلى علاقات متميزة، وقد عايشت تلك الفترة.

بعد هذا الحديث لم أفأجئه بدعوة عبدالهادي المجالي لنا لحضور حفل الغداء الذي كان يقيمة أحد أعضاء البرلمان الأردني، وتم تجاوز فكرة إقامة انتخابات لأعضاء البرلمان العربي، ومن ناحية أخرى حاول الأخ "بوعبدالله" تحسين العلاقة بين منظمتي "فتح" و"حماس"، وقد حضرت ذلك اللقاء الذي تم مع فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبعض أعضاء قيادة منظمة "فتح"، ولكن اتضح من سير الحوار مدى التصلب والتشدد في مواقف المنظمتين تجاه الأخرى؛ مما أدى إلى طرح تساؤل مشروع عما إذا كان العداء بين المنظمتين أكثر عمقا وتأصلا من العداء لإسرائيل، علما أن كلا المنظمتين تجري حوارا ومفاوضات مع إسرائيل وعلى مختلف المستويات.

هذا وما زال الأخ محمد الصقر يرأس مجلس العلاقات العربية والدولية، والذي في اعتقادي قام بأدوار إيجابية ولا يزال يستطيع القيام بها في الساحة الخليجية والعربية، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

همسة

سعادة سفير جمهورية الفلبين الصديقة: لقد عملت في السلك الدبلوماسي 37 عاما متنقلا بين أربعة عشر بلدا، وقمت بالعديد من المهمات، ولكني لم أصادف عملا كالذي قامت به سفارتكم الموقرة، والذي لا يمتّ للعمل الدبلوماسي بصلة، بل هو أقرب للعمل الإرهابي دون أقل تقدير أو احترام لدولة الكويت وقوانينها ومواطنيها، ولعلكم لاحظتم أن هذا العمل قد أدى إلى انعكاسات سلبية ليس على علاقات البلدين، وربما انسحابه على علاقاتكم مع دول مجلس التعاون وتأثيره أيضا على الجالية الفلبينية التي وجدت في هذه الدول بلدا ثانياً تستقر فيه.

زميلي سعادة السفير: لو كنت مكانك لأقنعت بلدي بالاعتذار لدولة الكويت عاصمة الإنسانية لتعود هذه العلاقات إلى مسارها الطبيعي، علاقات صداقة واحترام.

back to top