المخرجة اللبنانية رندة الشهال مكرمة في «مهرجان طرابلس للأفلام»

• رصدت بجرأة خفايا الحرب في لبنان وحصدت أفلامها جوائز عالمية

نشر في 24-04-2018
آخر تحديث 24-04-2018 | 00:00
رندة الشهال
رندة الشهال
رندة الشهال مخرجة لبنانية تميّزت أفلامها بالتركيز على قضايا اجتماعية لها أبعاد سياسية، والتزامها بكل ما له صلة بالهوية والوطن، فكانت لسان حال المواطن الذي عانى طويلاً ويلات الحرب، لذا حققت أفلامها، الوثائقية والروائية، نجاحاً وعُرضت في مهرجانات عالمية ونالت جوائز.
ابنة طرابلس في شمال لبنان، يكرّمها «مهرجان طرابلس للأفلام في نسخته الثامنة» (19-26 أبريل) عبر عرض مجموعة من أفلامها، أولها «طيارة من ورق» الذي افتتح به المهرجان.
انتهجت رندة الشهال (11 ديسمبر 1953 - 25 أغسطس 2008) خطاً خاصاً بها في مسيرتها الفنية خطوطه العريضة جرأة في الطرح والالتزام بمناصرة المظلوم إلى أي فئة أو بلد انتمى، ووضع إصبع على الجروح التي تنزف في خاصرة الوطن العربي، من ضمنه لبنان.

منذ طفولتها التي عاشتها في مسقط رأسها مدينة طرابلس اللبنانية، نما لديها شغف بالسينما، وبعد إنهاء دراستها الثانوية، سافرت إلى باريس ودرست بين عامي 1973 و1975 في «جامعة باريس 8» و«مدرسة لويس لوميير للسينما»، حيث أنجزت فيلمها الوثائقي الأول «خطوة بخطوة» (1978) الذي يتمحور حول التدخل الخارجي في الحرب في لبنان.

الحرب اللبنانية أثّرت فيها عميقاً، لذا كان من الطبيعي أن تتصدّر أفلامها الوثائقية، لا سيما «حروبنا الطائشة» الذي صورت فيه الحرب من خلال أفراد عائلتها ومسؤوليتهم وعلاقتهم بها في مزيج غير معهود بين العام والخاص. نال الفيلم «جائزة الفيلم الوثائقي» في بينالي السينما العربية في باريس (1996).

كذلك أنجزت أفلاماً حول قضايا اجتماعية وسير شخصيات من بينها: «شاشات الرمل»، و«الشيخ إمام». وفي عام 2000 صوّرت حياة سهى بشارة المحررة من «معتقل الخيام» في جنوب لبنان.

في منتصف التسعينيات اتجهت رندة الشهال إلى كتابة الأفلام الروائية وإخراجها، فقدمت «الكافرون» (1997)، ثم «المتحضرون» الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي.

التقدير الحقيقي لأعمال رندة الشهال جاء مع عرض فيلمها «طيارة من ورق» (2003) الذي حاز «جائزة الأسد الفضي» في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، ونالت عنه وسام الأرز برتبة فارس (2204) وهو أرفع الأوسمة في لبنان.

خاضت الشهال مجال الفيديو كليب أيضاً، فصوّرت أغنية «معلومات مش أكيدة» للفنانة التونسية لطيفة التي كتب كلماتها الفنان زياد الرحباني ولحّنها، وتعاونت معه لوضع الموسيقى التصويرية لفيلمها «طيارة من ورق».

توفيت في عام 2008 من جراء مضاعفات مرض السرطان، وقبل أن تنتهي من العمل على مشروعها الأخير «شيء سيئ لهم» من كتابتها وإخراجها، وهو فيلم كوميدي موسيقي كان يفترض أن تشارك في بطولته هيفاء وهبي والإسبانية فيكتوريا أبريل والفرنسية فاهينا جيو كانتي.

أفلام روائية

- «شاشات الرمل» (1991)، يتمحور حول ثلاث شخصيات لبنانية تقيم في أحد بلدان الخليج العربي في الزمن الحاضر: سارة، امرأة ثرية تعيش بين قصرها الفاخر وسيارتها الليموزين التي يقودها سائقها وحارسها الخاص اللبناني جورج. ومريم التي تحصر اهتمامها بعملها في مكتبة إحدى الجامعات. وطلال الذي يحاضر في الجامعة نفسها.

- «الكافرون» (1997) تدور أحداثه في القاهرة حول متطرفين إسلاميين وأجانب فرنسيين مقيمين في فيها.

- «متحضرات» (1999)، أثناء الحرب اللبنانية هاجر لبنانيون إلى أوروبا تاركين خلفهم شققاً واسعة ودياراً فخمة، هرباً من القناص الذي يسيطر على العمارة، وعلى سكانها، وعلى الحي وبعض ممرات المدينة، وتتشابك حكاياتهم في المنفى القسري مع حكايات الحرب الدائرة في بيروت. عُرض الفيلم في مهرجانات دولية وحاز جائزتين، إلا أنه أثار بلبلة في بيروت وأصرت الرقابة على اقتطاع 45 دقيقة منه بحجة الألفاظ النابية والخروج عما يحتمله الذوق العام، إلا أن الشهال رفضت الأمر واعتبرت السبب أن الفيلم يحمل اللبنانيين مسؤولية الحرب.

- «طيارة من ورق» (2003)، من إنتاج الفرنسي أمبير بلزان، تدور قصته في قرية للدروز مقسمة بين حدود لبنان وسورية وبين إسرائيل. تعيش لمياء، مراهقة في الخامسة عشرة من عمرها في قرية بجنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل، ويعقد قرانها على ابن عمها الذي يعيش في الجانب الآخر من الحدود، وعندما تعبر لمياء السلك الشائك متجهة إلى زوجها الذي يسكن هناك، تمرّ من الصبا إلى الشباب، وتبدأ في اسيتعاب كم العنف والشرور الذي تعيشه المنطقة، بعد تجنيد حبيبها في الجيش الإسرائيلي.

back to top