الملاكمة... حارب عدائيتك وخفف ضغطك النفسي!

نشر في 23-04-2018
آخر تحديث 23-04-2018 | 00:10
No Image Caption
مُخطئ من يظن أن الدافع الأساسي وراء الذهاب إلى حلبة الملاكمة يتعلّق بنحت عضلات البطن أو شدّ الذراعين! يقول كبار الملاكمين إن هذه الرياضة أنقذتهم من الانهيار النفسي!
يلجأ كثيرون أخيراً إلى الملاكمة للتحكم بعدائيتهم التي تنشأ بعد حوادث مأساوية أو صادمة، ويجدون فيها ملاذاً مريحاً كي يتعاملوا مع مشاعر القلق والضغط النفسي حين تجتاح هذه العواطف حياتهم بشكل مبالغ فيه. في حالات مماثلة، لا يتعلق الهدف الأساسي بإحداث تغيير جذري في الشكل الخارجي، بل بزيادة القوة الداخلية والشعور بتحسّن ملموس.

يستند معظم الأدلة التي تشيد بمنافع الملاكمة على المستوى العاطفي إلى تجارب شخصية لكن ينوي بعض الجهات المختصّة أن يحلل المنافع الصحية والنفسية لحصص الفنون القتالية، لا سيما الملاكمة. في استطلاع جرى في عام 2015، تبيّن أن %50 من الناس يشاركون في حصص رياضية جماعية لاسترجاع الاسترخاء والتخلص من أعباء الضغط النفسي في حياتهم. لوحظ أيضاً أن تمارين الملاكمة تحديداً تشكّل نشاطاً أساسياً لأنها تجمع بين حركات الملاكمة وتمارين الرشاقة، ما يسمح للمشاركين بتفريغ عواطفهم السلبية ضمن بيئة آمنة وممتعة واجتماعية.

ليست حصص الملاكمة وحدها كفيلة بمحاربة القلق والاكتئاب وتراجع تقدير الذات أو أية مشاكل صحية أخرى، بل يمكن الاتكال أيضاً على أي شكل من الفنون القتالية، بدءاً من الملاكمة الاحترافية وصولاً إلى التمارين الجسدية المنزلية أو التمارين المستهدفة مع مدرّب شخصي.

يعترف الخبراء بأن التحدي الذي تطرحه الملاكمة يساعد الناس على بناء ثقتهم في نفسهم وسرعان ما يتمكنون من السيطرة على عواطفهم الجامحة والسلبية في المواقف المحفوفة بالمخاطر. لا يمكن أن يفقد أحد السيطرة على نفسه خلال حصص الملاكمة لأن الشخص سيصل إلى وضع بالغ الخطورة إذا غضب خلال هذه الرياضة. لهذا السبب يتجنب الملاكمون نوبات الغضب ويركزون على تقوية عزيمتهم. يُعتبر هذا النشاط قوياً ومؤثراً، وتؤدي الهرمونات التي تحركه (مثل السيروتونين والأندورفين) إلى إنتاج مشاعر الراحة والسعادة.

باختصار، تكثر منافع الملاكمة وتتراوح بين حرق السعرات الحرارية وبناء العضلات وتحسين الوضع العقلي والنفسي وتقوية الجسم عموماً. لذا يمكن اعتبار الملاكمة أشبه بدواء للعقل. فيما يلي أبرز المنافع الدماغية التي يمكنك أن تحصدها بفضل هذه الرياضة...

فرّغ أفكارك المسيئة

من الشائع أن يشعر الناس بالإحباط والخيبة من وقت إلى آخر. تذكر بيانات «منظمة الصحة العالمية» أن 350 مليون شخص في العالم يعانون الاكتئاب. يشير وضعهم إلى تعكر مزاجهم بشكل مؤقّت وعابر أو يمكن أن يكونوا مصابين بمرض أكثر خطورة كالاكتئاب العيادي. نعرف طبعاً أن الرياضة عموماً تخفف حدة الاكتئاب من خلال زيادة إنتاج «هرمونات السعادة»، لا سيما السيروتونين، لكن تعطي الملاكمة دفعة إضافية على مستوى محاربة الإحباط.

يؤكد الخبراء إيجابيات الملاكمة ومفعولها الواضح في علاجات الاكتئاب. كي يتجاوز الناس مزاجهم السيئ وعواطفهم السلبية، يتعلق أبرز عامل بالدعم الاجتماعي الذي تضمنه الملاكمة. يستطيع مدرّب الملاكمة أن يقدّم درجة من الرعاية حين يوجّه الناس ويشجّعهم على المتابعة وعدم الاستسلام.

تثبت بحوث إضافية أن هذا الشكل من الدعم الاجتماعي يساهم في تخفيف مشاعر الاكتئاب والقلق. ولا ننسى المنافع الجسدية البارزة التي تقدمها الملاكمة. ستشعر بالتحسن والراحة حين تقف وتضرب كيس الملاكمة الثقيل. لكن يجب أن تركّز على التقنية وتطبّقها بالشكل المناسب كي تسمح لك بالانفصال عن همومك اليومية.

استرخِ إلى أقصى حد

فيما يخص الاسترخاء، ربما تفكر بالذهاب إلى منتجع صحي بدل حلبة الملاكمة، لكن الرياضات القتالية ممتازة لتخفيف مستويات الضغط النفسي. يعتبر بعض المشاهير الملاكمة إحدى أبرز الوسائل الممتعة لتقليص الضغوط وتفريغ المشاعر السلبية وتجديد النشاط والاسترخاء، فهي تسمح بإلهاء الدماغ وإبعاده عن أية عوامل سلبية لكنها تتطلب درجة عالية من التركيز.

ستحصد المنافع بقدر الجهد الذي تبذله وبحسب مستوى رشاقتك واستعدادك لإحراز التقدم. على صعيد آخر، سيكون ضرب كيس الملاكمة تعبيراً رمزياً عن الغضب، ما يسمح بتخفيف التوتر وتفريغ الهموم. تُعلّم الملاكمة الناس أن يسيطروا على عدائيتهم. الغضب شعور طبيعي لكن يتعلم الملاكمون مع مرور الوقت أن يفرّغوه في بيئة آمنة وداعمة تُعلّمهم أهمية ضبط النفس والنظام.

زد ثقتك بنفسك

يبدو الملاكمون المحترفون على درجة عالية من الثقة في النفس دوماً. لا عجب في ذلك لأن الرياضات القتالية تساهم عموماً في تقوية تقدير الذات من خلال تعزيز الشعور بالقوة والافتخار بالجهود المبذولة خلال حصص الملاكمة.

إذا كنت تبذل جهوداً مكثفة واعترف لك شخص آخر مثل المدّرب أو أحد الأصدقاء بقيمة تلك الجهود، ستشعر بأنك حققت إنجازاً مهماً. يشكل الوقت بدوره عاملاً أساسياً في حصص الملاكمة أيضاً، لذا يضطر الأشخاص الذين يمارسون هذه الرياضة إلى بذل أفضل ما لديهم كي يبلغوا خط النهاية ويشعروا بالانتصار. تعطي الملاكمة آثاراً إيجابية هائلة في مستوى الثقة في النفس وتقدير الذات لدرجة أن يعتبر المدربون هذا السبب كافياً للإشادة بمنافع هذه الرياضة. في معظم الأوقات، يحصد أكثر الأشخاص ضعفاً أكبر المنافع!

الملاكمة الناس تساعد على بناء ثقتهم بأنفسهم والسيطرة على عواطفهم الجامحة
back to top