«رذاذ الكيتامين» الأنفي يحارب الكآبة بسرعة

نشر في 22-04-2018
آخر تحديث 22-04-2018 | 00:00
No Image Caption
لا شكّ في أن مَن يعانون الأعراض الأكثر حدة للكآبة الكبرى ويُعتبرون أكثر عرضة لخطر الانتحار يجنون فوائد بالغة الأهمية من علاج يتمتّع بتأثير مباشر، خصوصاً على الأمد القصير. لكن مضادات الكآبة التقليدية تتطلّب غالباً فترة طويلة لتؤثر في المريض. فهل يتوصّل العلماء إلى علاج أكثر فاعلية في المستقبل القريب؟
يعمل باحثون من «جانسن للأبحاث والتطوير» و«جانسن للشؤون العلمية» في تيتوسفيل بنيو جيرسي وسان دييغو، بالتعاون مع زملاء لهم من مدرسة ييل للطب في نيو هافن بكونيتيكت، على ابتكار دواء سريع المفعول مخصص لمن يُعتبرون «أكثر عرضة لخطر الانتحار».

أجرت الدكتورة كارلا كانوسو، التي أشرفت على إعداد تقرير الدراسة، وزملاؤها أخيراً دراسة إثبات مفهوم عمياء مزدوجة في المرحلة الثانية اختبروا فيها فاعلية رذاذ الأنف الإسكيتامين في حالة مَن يحتاجون إلى راحة فورية من أعراض الكآبة الحادة، أو تراودهم فكرة الانتحار.

الإسكيتامين نوع من جزيء الكيتامين يتمتّع بتأثيرات مخدرة ومضادة للكآبة. ولكن بخلاف الكيتامين، يؤدي على ما يبدو إلى تأثيرات جانبية أقل (مثل الهلوسة)، ما يجعله مرشحاً محتملاً لعلاج الكآبة الكبرى.

تشير الدراسة الجديدة، التي نُشرت نتائجها في المجلة الأميركية لعلم النفس، إلى أن رذاذ الأنف المبتكر هذا يؤدي إلى تأثيرات جيدة على الأمد القصير في حالة مَن يُعتبرون أكثر عرضة للانتحار.

ابتكار سريع وفاعل

في تجربة المرحلة الثانية هذه، عمل الباحثون مع 68 مشاركاً يعانون أعراض الكآبة الكبرى الحادة. وزَّعوهم عشوائياً على مجموعتين: عولجت المجموعة الأولى برذاذ الإسكيتامين، في حين أُعطيت المجموعة الثانية علاجاً وهمياً.

أخذ المتطوعون العلاج المخصص لهم مرتين أسبوعياً طوال أربعة أسابيع، علماً بأن المشاركين واصلوا أيضاً اتباع علاج الكآبة المعتاد طوال مدة الدراسة.

راقبت الدكتورة كانوسو وفريقها تأثيرات العلاجات المخصصة للمشاركين على ثلاث مراحل: بعد أربع ساعات، وبعد 24 ساعة، وبعد 25 يوماً من أخذ العلاج.

تمتع مَن أخذوا رذاذ الإسكيتامين الأنفي بتحسّن كبير في أعراض الكآبة بعد أربع ساعات و24 ساعة من العلاج، مقارنة بالمجموعة التي أخذت العلاج الوهمي.

على نحو مماثل، لاحظ الباحثون تحسناً كبيراً في الأفكار الانتحارية في حالة المشاركين في مجموعة الإسكيتامين بعد أربع ساعات، إلا أنهم لم يروا تأثيرات مماثلة بعد 24 ساعة. كذلك لم يلحظوا فوائد بعد 25 يوماً.

عند مراقبتهم التأثيرات الجانبية المحتملة، تؤكد الدكتورة كانوسو وزملاؤها أن التأثيرات السلبية الأكثر شيوعاً بين مَن أخذوا الإسكيتامين شملت الغثيان، والدوار، والتفارق (dissociation)، والصداع.

نظراً إلى هذه النتائج، يقترح الباحثون أن أخذ الإسكيتامين عبر الأنف قد يشكّل علاجاً مفيداً وفاعلاً لمن يُعتبرون أكثر عرضة لخطر الانتحار، بما أن مضادات الكآبة التقليدية تحتاج إلى أربعة أو ستة أسابيع لتؤثر في المريض.

تقر الدكتورة كانوسو وفريقها بضرورة إجراء مزيد من الأبحاث، خصوصاً أن هذا الرذاذ الأنفي يترافق مع خطر محتمل: قد يدفع البعض إلى الإفراط في استخدام الكيتامين.

يهدف الباحثون إلى تسويق هذا العلاج في نهاية المطاف. ولكن من الضروري أولاً إخضاع الرذاذ لتجربة المرحلة الثالثة قبل أن يتمكن مبتكروه من طلب موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأميركية.

بالإضافة إلى ذلك، يثير واقع أن هذه الدراسة حصلت على التمويل من «جانسن للأبحاث والتطوير»، وهي شركة أدوية تابعة لمجموعة «جونسون وجونسون»، بعض المخاوف.

تشمل هذه المخاوف احتمال أن ينزل هذا الدواء إلى الأسواق قبل تقييم مخاطره المحتملة بالشكل المناسب. كذلك قد تكون كلفته المالية بعد تسويقه عالية جداً، ما يحول دون توافره لبعض المرضى الذين يُعتبرون بأمس الحاجة إليه.

back to top