رمضان المقبل... تلفزيون الدولة و«الحياة» في ذيل قائمة الفضائيات المصرية

نشر في 22-04-2018
آخر تحديث 22-04-2018 | 00:00
أمير كرارة خلال تصوير أحد أعماله
أمير كرارة خلال تصوير أحد أعماله
بعد تصدّرها المشهد خلال السنوات الماضية، يشكِّل رمضان المقبل أسوأ موسم في تاريخ قنوات «الحياة» المصرية. ما الأسباب، وهل تعاقدت الشبكة على أي مسلسلات تعرضها خلال الشهر الفضيل؟ كذلك الأمر بالنسبة إلى التلفزيون المصري الذي يواجه أزمة مالية، فضلاً عن تحكم الهيئة الوطنية للإعلام في أموره كافة.
طالما اتخذت شبكة قنوات «الحياة» لنفسها شعار الرقم واحد خلال رمضان، وهي فعلاً كانت الأعلى مشاهدة بين الشاشات العربية نظراً إلى كثرة الأعمال الدرامية والبرامج الحصرية التي شهدتها شاشتها. من ثم، حازت أكبر نصيب من «كعكة» الإعلانات، وكان الفاصل الإعلاني على شاشتها يصل إلى 20 دقيقة. حتى أن تعاقدات القنوات الأخرى كانت مرهونة بما تتركه لها هذه الشبكة.

ولكن المشهد يختلف تماماً اليوم، و«الحياة» تأتي في ذيل قائمة الفضائيات المصرية في ما يتعلّق بمسلسلات وبرامج الشهر الفضيل.

حاولت الشركة الجديدة المالكة للشبكة الشهيرة التوصّل إلى اتفاقات مع عدد من المنتجين لشراء مجموعة من المسلسلات الرمضانية، وفعلاً تعاقدت مع «فريم ميكرز» على عرض «منطقة محرمة» من بطولة خالد النبوي ومحمود عبد المغني حصرياً على القنوات المفتوحة. ولكنه تأجّل إلى أجل غير مسمى بسبب أزمة تتعلق بالإنتاج، فضلاً عن سوء العلاقات بين النبوي والمخرج محمد بكير من جهة وطاقم العمل من جهة أخرى، ذلك نظراً إلى تدخّل البطل في تفاصيل كثيرة.

هكذا توقّف المسلسل الوحيد الذي تملكه الشبكة وتبخرت آمالها في الحصول على حق عرض عمل قوي حصرياً. وتحاول الإدارة التعاقد على عدد من المسلسلات لعرضها تزامناً مع قنوات أخرى، أي بصورة غير حصرية، كذلك تتفق على أعمال غير جماهيرية من بينها «خط ساخن» لحسين فهمي وسولاف فواخرجي، و«السر» لوفاء عامر ونضال الشافعي، بالإضافة إلى «كلبش 2» لأمير كرارة، و«رحيم» لياسر جلال، لكن المفاوضات لم تسفر عن أي أمر بعد.

على صعيد آخر، حاولت إدارة «الحياة» الاستعانة بالبرامج، فتعاقدت في سرية تامة مع الإذاعي أحمد يونس لتقديم أحد البرامج الاجتماعية خلال الشهر الفضيل، ويعتمد على فكرة المساعدات الإنسانية والتجوّل بالمدن المصرية بحثاً عن المحتاجين ومدّ يد العون لهم، وهو من البرامج التي تجذب المشاهدين. كذلك ربما تتفق مع يونس على تقديم برنامج جديد بعد رمضان.

عموماً، ثمة حالة من التخبط بين العاملين في إدارة القناة بحثاً عن خريطة تصلح لرمضان.

التلفزيون المصري

ينطبق الوضع نفسه على التلفزيون المصري، الذي خلت محفظته من أي مسلسلات نتيجة للأزمة المالية التي يواجهها في المبنى العريق، بالإضافة إلى تحكّم الهيئة الوطنية للإعلام في أموره كافة.

ورصدت الهيئة مبدئياً قيمة 60 مليون جنيه ميزانية شراء أعمال لعرضها في رمضان المقبل، وهذا المبلغ لا يكفي لشراء حقوق عرض عمل حصري نتيجة ارتفاع التكلفة الإنتاجية والأجور.

وتهدف إدارة التلفزيون المصري خلال هذه الأيام إلى استقطاب مسلسلات تعتمد على البطولات الجماعية والفنانين من الصف الثاني، مع الابتعاد تماماً عن كل ما له علاقة بالحصرية.

وتتفاوض الهيئة الوطنية للإعلام المتحكمة بالمبنى العريق مع شركات عدة في مقدمها «مجموعة فنون مصر للإنتاج الفني والتوزيع» لشراء «رحيم» لياسر جلال و«كلبش 2» من إنتاج تامر مرسي وبطولة أمير كرارة، كذلك «خفية يد» لبيومي فؤاد، و«الوصية» لأكرم حسني وأحمد أمين. وتلوّح مصادر بعرض هذه الأعمال بعد توقيت القنوات الأخرى في محاولة لكسب الموافقات على بيع المسلسلات، كذلك موافقة الفضائيات المالكة لحقوق العرض الأساسي.

وقالت مصادر من التلفزيون المصري إن الوكالتين الإعلانيتين اللتين تتحكمان فيه راهناً، «الأهرام والأخبار»، تسعيان إلى كسب أي إهداءات من المنتجين واللعب على وتر أنه لا بد من مساندة تلفزيون الدولة. وتلجأ لجنة الدراما المشكلة أخيراً برئاسة المخرج محمد فاضل إلى الحيلة نفسها، وقد تجاوب معها بعض الصانعين ولكن بشرط أن القنوات الخاصة التي اشترت الحقوق سابقاً لا بد من أن تكون طرفاً في العقد وشاهدة عليه كي لا ترفع دعوى بعد ذلك في هذا الشأن.

ودخل مسلسل «الرحلة 710» من بطولة باسل خياط وريهام عبد الغفور حيز المفاوضات من خلال شركات الإنتاج الثلاث المالكة له ويسعى التلفزيون إلى عرضه على شاشاته المختلفة، كذلك شبكة قنوات النيل.

الفضائيات العتيقة

الحال ليست أفضل بالنسبة إلى الفضائيات المصرية العتيقة التي افتتحت قمر النايل سات قبل أكثر من 27 عاماً، وكانت الأولى مثل «دريم» و«المحور»، فحتى الآن لم تشتر أي منها مسلسلاتها الرمضانية وتنتظر انتهاء تعاقدات الفضائيات الكبرى لتطلب من الشركات المنتجة عرض عدد من المسلسلات تزامناً أو العرض المتأخر على شاشتها نظراً إلى قلة الإمكانات المادية. وستعتمد هذه القنوات خلال رمضان المقبل على مسلسلات قديمة لملء الفراغ، فضلاً عن عدد من البرامج الخفيفة من إنتاجها.

التلفزيون المصري يحاول استقطاب مسلسلات تعتمد على البطولات الجماعية
back to top