الأسد يهاجم اليرموك... و«تحقيق دوما» في مهب الريح

انتقادات في «الكونغرس» لاستراتيجية «نفض اليد»... و«البنتاغون» تؤكد عودة «داعش»

نشر في 19-04-2018
آخر تحديث 19-04-2018 | 00:05
أطفال في أحد شوارع دوما أمس الأول (أي بي أيه)
أطفال في أحد شوارع دوما أمس الأول (أي بي أيه)
على وقع تحذيرات أميركية من استغلال تنظيم «داعش» فشل دمشق وموسكو في الاحتفاظ بمواقع استعادتاها من مقاتليه وتوقف العمليات الأميركية - الكردية شرق الفرات في العودة من جديد، بدأت قوات النظام السوري حملة عسكرية واسعة تزامنت مع مفاوضات تتيح لها السيطرة الكامل على العاصمة للمرة الأولى منذ 6 أعوام.
في خطوة للسيطرة على كامل العاصمة السورية للمرة الأولى منذ عام 2012، استهدفت قوات الرئيس بشار الأسد ليل الثلاثاء - الأربعاء بعشرات القذائف والصواريخ مناطق تنظيم "داعش" في جنوب دمشق، وخصوصاً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن النظام، يحشد منذ نحو أسبوعين تعزيزات عسكرية في محيط المخيم وأحياء أخرى محاذية، تمهيدا لبدء عملية عسكرية، "تستهدف منذ يومين بشكل مكثف مناطق التنظيم، مشيرا إلى "مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء محليين لإخراج المئات من مقاتليه من المنطقة إلى البادية" تفادياً للعملية الوشيكة.

ويسيطر "داعش" منذ 2015 على الجزء الأكبر من اليرموك، فضلا عن أجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن المحاذيين. كما تمكن الشهر الماضي من ضم حي القدم المجاور، مستغلا انشغال النظام بمعارك الغوطة الشرقية، التي استعادها كاملة السبت الماضي.

اتفاق الضمير

وغداة توصله لاتفاق مع الحكومة، بدأ "جيش الإسلام" في مدينة الضمير بالقلمون الشرقي تسليم أسلحته الثقيلة والمتوسطة قبل خروج نحو 5 آلاف من مقاتليه وعائلاتهم إلى الشمال، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

ووسط أنباء عن إعلان قائد فصيل "مغاوير الصحراء"، محمد أحمد شعبان، الملقب

بـ "الضبع" وضع عناصره تحت تصرف النظام، قتل أمس ممثل "جيش الإسلام" في مفاوضات المصالحة مع السلطات، شاهر جمعة، وأصيب مساعده حسين شعبان، على يد أحد أبناء بدو الدريسية يدعى فخري الغضبان، الأمر الذي ينذر بمواجهة بين الطرفين.

عودة «داعش»

وفي تقرير عن وضع سورية أثار قلق "الكونغرس"، كشف الناطق باسم التحالف الدولي، الكولونيل راين ديلون، عن رصد القوات الأميركية عودة "داعش" إلى مناطق سيطرة الأسد، مؤكداً أنه وحليفته روسيا لم يتمكنا من الاحتفاظ بمواقع استعاداها منه، بما في ذلك أحياء جنوب دمشق.

ونبه ديلون إلى أن التنظيم "بدأ أيضاً بالعودة إلى غرب نهر الفرات"، مشيرا إلى عدم إحراز القوات الأميركية وقوات سورية الديمقراطية (قسد) أي تقدم يذكر في الأسابيع الأخيرة بسبب ترك المقاتلين الأكراد المنطقة لمساندة رفاقهم في مواجهة العملية العسكرية التركية في عفرين.

روسيا وإيران

وبعد عرض في جلسة مغلقة للكونغرس قدمه وزير الدفاع جيمس ماتيس وضباط كبار عن استراتيجية "البنتاغون" بعد الضربات الأميركية والفرنسية والبريطانية لدمشق، حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ من أن الخطة القائمة على "نفض" واشنطن يدها من سورية تعني تركها لنفوذ روسيا وإيران لتحديد مستقبلها.

وأعرب السناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن قلقه من نقص الالتزام الأميركي، قائلا: "كل شيء في العرض زاد قلقي ولم يخففه، ليست هناك استراتيجية مطروحة للتعامل مع التأثير الخبيث لإيران وروسيا".

وشارك الديمقراطيون في توجيه الانتقادات، إذ حذر السناتور كريس كونز من أن إدارة ترامب "أخفقت في تقديم خطة متماسكة"، مضيفا: "إذا انسحبنا بالكامل لن يكون لنا أي ثقل في أي قرار دبلوماسي أو في إعادة الإعمار، وأي أمل في سورية ما بعد الأسد".

هجوم دوما

وفي الغوطة، أجّل مفتشو "حظر الأسلحة الكيميائية" زيارتهم إلى دوما، التي كان من المقرر إجراؤها أمس، بعد إطلاق نار استهدف أمس الأول فريقاً أمنياً للأمم المتحدة دخل المدينة في مهمة استطلاعية لتقييم الوضع قبل بدء عمل اللجنة، بحسب المدير العام للمنظمة أحمد أوزومجو.

وفي وقت سابق، أبلغت روسيا مجلس الأمن أنه لا جدوى من إجراء تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن الهجوم الكيماوي على دوما في 7 أبريل، لأن الولايات المتحدة وحلفاءها تصرفوا على أنهم القاضي والجلاد بالفعل.

واجتمع المجلس للمرة السادسة خلال 9 أيام وسط مواجهة بين روسيا والقوى الغربية حول هجوم دوما، الذي دفع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى شن ضربات جوية على دمشق.

الضربات العسكرية

وغداة تأييد مجلس العموم البريطاني تحرك رئيسة الوزراء تريزا ماي العسكري بالاشتراك مع الولايات المتحدة وفرنسا ضد النظام السوري، أعلن رئيس لجنة الدفاع والأمن التابعة للمجلس الفدرالي الروسي، فيكتور بونداريف، أن منظومات "إس-300" قد تستعمل لتعزيز الدفاع الجوي السوري لحماية المرافق العسكرية والمدنية، مشيراً إلى أن موسكو تتجه لإنشاء نظام حديث وفعال للغاية.

وفور وصوله إلى بغداد في زیارة تستغرق یومین، أكد وزير الدفاع الإيراني أمیر حاتمي أنه سيبحث الهجوم الثلاثي على دمشق والتطورات الأخیرة في المنطقة، إضافة إلى "تطویر التعاون العسكري والأمني مع العراق".

أكدت وزارة الخارجية الاميركية، أمس أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى المواجهة مع روسيا في سورية، لكنها مستعدة لاستخدام القوة حال تطلب الوضع ذلك.

وأبحرت مجموعة من سفن أسطول بحر البلطيق، مؤلفة من الفرقاطة "ياروسلاف مودري"، والناقلة "لينا" من القاعدة البحرية الرئيسية لأسطول بحر البلطيق، متجهة إلى البحر المتوسط.

إلى ذلك، أعلن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان ديمستورا أمس، عن مفاوضات على مستوى عال لإحياء العملية السياسية في سورية.

واشنطن لا تستبعد مواجهة موسكو... وفرقاطة روسية تتجه إلى «المتوسط»
back to top