دمشق وموسكو تعرقلان دخول مفتشي «الكيماوي» إلى دوما

• «بلبلة» بين ماكرون وترامب حول البقاء في سورية... وأنقرة تنفي تضرر علاقتها بروسيا
• طهران تتعهد مجدداً بالرد على «تيفور»
• ليبرمان: الروس يفهموننا ولدينا خط عسكري معهم

نشر في 17-04-2018
آخر تحديث 17-04-2018 | 00:03
جنود روس داخل الغوطة  أمس (أ ف ب)
جنود روس داخل الغوطة أمس (أ ف ب)
اتهمت بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا روسيا وسورية بعدم السماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بدخول دوما وإفساد موقع الهجوم، الذي رد عليه "التحالف" بسلسلة ضربات استهدفت مواقع لإنتاج وتخزين الأسلحة السامة والفتاكة في قلب دمشق.
وسط تصاعد التوتر وتبادل الاتهامات بين القوى الغربية وروسيا، عرقلت موسكو ودمشق دخول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الى موقع الهجوم بالغاز السام المتهم بتنفيذه نظام الرئيس السوري بشار الأسد على مدينة دوما في الغوطة الشرقية.

وقالت المنظمة، إن وفدها لم يتمكن من الدخول الى المدينة المنكوبة، بسبب اعتبارات أمنية تقوم بها دمشق وموسكو، مضيفة أن السلطات السورية عرضت عليها مقابلة 22 من الشهود العيان.

وأعرب وفد الولايات المتحدة لدى المنظمة خلال اجتماع طارئ بشأن هجوم دوما، عن مخاوف من أن تكون موسكو أفسدت موقع الهجوم الكيماوي في السابع من أبريل.

رد روسي

وفي حين تعهدت السفارة الروسية في لاهاي بعدم التدخل في عمل بعثة المنظمة وضمان سلامتها وأمنها، نفى وزير الخارجية سيرغي لافروف مزاعم مبعوث واشنطن، مؤكداً، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن "روسيا لم تفسد الموقع".

واعتبر الكرملين، الذي لايزال يأمل في حوار مع واشنطن رغم من "كل الأضرار" وخصوصاً الضربات الأخيرة من واشنطن وباريس ولندن على سورية، أنه "لا أساس" لاتهام روسيا بعرقلة وصول البعثة الى دوما.

وأبدى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد استعداد دمشق للتعاون وتوفير كل التسهيلات اللازمة لوفد تقصي الحقائق للقيام بمهامه، مؤكداً "عقد عدة اجتماعات معه ناقشنا خلالها التعاون بين الجانبين لتنفيذ المهمة المطلوبة بدقة وشفافية وحيادية".

ماكرون وترامب

إلى ذلك، جدد الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون أمس تطابق موقفه مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في أن عملهما العسكري في سورية "سينتهي في اليوم الذي يتم فيه إنجاز الحرب ضد داعش".

وقال ماكرون، إثر استقباله رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن في الإليزيه: "لا أخطئ حين أقول إن الولايات المتحدة، كونها قررت هذا التدخل معنا، أدركت تماماً أن مسؤوليتنا تتجاوز مكافحة داعش، وأنها أيضا مسؤولية إنسانية على الأرض تمتد فترة طويلة لبناء السلام". وخلال مقابلة متلفزة مساء أمس الأول، أعلن ماكرون أنه أقنع ترامب بـ"وجوب البقاء فترة طويلة" في سورية. وبعد بضع ساعات، رد البيت الأبيض بأن مهمة القوات الأميركية المنتشرة في سورية "لم تتبدل"، والرئيس يريد أن تعود "في أقرب وقت بعد أن تنهي مهمتها".

أنقرة وموسكو

وبعد تأكيد ماكرون أن الضربات الجوية على سورية ليل الجمعة- السبت تسببت في تباين بين أنقرة وموسكو وفصلت موقفيهما، شدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أغلو، في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، على أن العلاقات مع روسيا أشد وأقوى من أن يقطعها الرئيس الفرنسي، مبيناً أن بلاده لا تنحاز إلى أي من أطراف المواجهة الجارية بسورية وموقفها من الأسد لم يتغير.

واعتبر ستولتنبرغ الضربة الثلاثية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لسورية، كانت إشارة واضحة لروسيا وإيران، لافتاً إلى أنها استهدفت أيضاً تقليل قدرة دمشق على استخدام السلاح الكيماوي.

في المقابل، حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من أن تكرار غارات الولايات المتحدة وحلفائها على سورية سيؤدي إلى رد دولي أقوى.

وفي برلين، أكدت الحكومة أن ألمانيا لا تزال تعتقد أن حكومة الأسد يجب تغييرها في نهاية عملية سلام، رغم أن الحقائق تجعل ذلك مستحيلاً على المدى القصير، مؤكدة أنه سيتعين إجراء انتخابات بعد عملية سلام طويلة.

وأعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذين اجتمعوا في لوكسمبورغ أمس، عن تفهمهم للضربات التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في سورية، داعين في الوقت نفسه إلى إحياء العملية السياسية لإنهاء النزاع في هذا البلد.

وهدد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على سورية، لكنهم أحجموا عن الانضمام إلى إجراءات عقابية أميركية جديدة متوقعة ضد روسيا.

وذكر البيت الأبيض، أمس، أنه يبحث فرض عقوبات إضافية على روسيا في أعقاب هجوم بسلاح كيماوي في سورية، لكنه لم يتخذ قراراً بعد. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، في بيان: «ندرس عقوبات إضافية على روسيا وسنتخذ قراراً في المستقبل القريب». وتجمع آلاف السوريين، أمس، في ساحة الأمويين بقلب دمشق، احتفالاً بـما أسموه «انتصارات» الجيش السوري في الغوطة الشرقية، وتنديداً بالضربات الثلاثية على بلدهم.

إيران وإسرائيل

وعلى جبهة ثانية، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي تعهد بلاده بأن الرد على الهجوم الإسرائيلي على قاعدة تيفور العسكرية السورية في حمص، يوم 9 أبريل الجاري، والذي أدى إلى مقتل 14 نصفهم إيرانيون سيتم في الوقت المناسب، مشيراً أن "قوات المقاومة موجودة في الساحة وهي قادرة على الرد اللازم على هذه الجرائم عاجلاً أم آجلاً".

وقال قاسمي، في مؤتمر صحافي بطهران: "الكيان الصهيوني سيندم على فعلته، وسيكون لدينا مجموعة من الردود سيتسلمها على ما اقترفت يداه"، مضيفاً: "حتى الآن لم تتحرك الخارجية دولياً، لكن الأمر قيد الدراسة وهو مطروح على الطاولة".

وبعد أسبوع من قصف مطار تيفور في محافظة حمص، حذر رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزيرا الأمن الداخلي جلعاد أردان والتعليم نفتالي بينيت أمس من أن تل أبيب ستواصل "التحرك" ضد وجود إيران في سورية، داعين الدول الغربية الى منع "دول إرهابية" من الحصول على أسلحة نووية.

في المقابل، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على أن اسرائيل لن تقبل أن تفرض روسيا قيوداً على أنشطتها في سورية أو المنطقة، مؤكداً أنها "ستحافظ على حرية العمل كاملة لتأمين مصالحها الأمنية".

وقال ليبرمان، لموقع "واللا" الإخباري: "لا نريد استفزاز الروس. لدينا خط اتصال مفتوح على مستوى كبار الضباط. الروس يفهموننا، والحقيقة هي اننا نجحنا لسنوات في تجنب الاحتكاك معهم".

وكرر ليبرمان اتهام إيران بالسعي الى ترسيخ أقدامها عسكرياً في سورية وتهديد إسرائيل. وقال: "كل الاحتمالات واردة ولن تسمح اسرائيل بأن ترسخ ايران قوة عسكرية في سورية سواء في الموانئ او في المطارات او بنشر أسلحة متطورة. كذلك لن نسمح بأن تتحول سورية الى قاعدة ايرانية لمواجهة اسرائيل، ولن نسمح بأن تتحول غزة الى قاعدة إيرانية لمواجهة إسرائيل".

واعتبر أن "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" "باتا الذراع العسكرية لإيران، وبدونها لن يتمكنا من البقاء يوما واحدا".

back to top