الصرع يزيد خطر الموت لأسباب غير طبيعية

نشر في 17-04-2018
آخر تحديث 17-04-2018 | 00:02
No Image Caption
يُعتبر مرضى الصرع أكثر عرضة لخطر الموت لأسباب غير طبيعية، كالحوادث والانتحار، مقارنة بمن لا يعانون هذه الحالة. هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت أخيراً في مجلة JAMA Neurology.
يترافق الصرع، وهو اضطراب عصبي، مع نوبات متكررة تلقائية تنجم عن اختلال مؤقت في نشاط الدماغ. يُشخّص الأطباء إصابة المريض به إذا عانى نوبتين على الأقل. أما طول النوبة، فيختلف باختلاف الأشخاص، وقد يتراوح بين بضع ثوانٍ وبضع دقائق.

كشفت الأبحاث السابقة أن مرضى الصرع يكونون أكثر عرضة للموت المبكر، مقارنة بمن لا يعانون هذا الاضطراب. لكن الدكتورة هايلي غورتون وزملاءها من مدرسة علوم الصحة وكلية علم الأحياء، والطب، والصحة في جامعة مانشستر في المملكة المتحدة يشيرون إلى أن دراسات قليلة تعمّقت في تأثير الصرع في خطر الوفاة جراء أسباب غير طبيعية.

الانتحار والتعرض لحوادث

سعت الدكتورة غورتون وزملاؤها لمعالجة هذا النقص في الأبحاث بتحليل بيانات 936107 أشخاص في إنكلترا، شخّص الأطباء إصابة 44678 منهم بالصرع.

حلل الباحثون أيضاً بيانات14051 شخصاً من ويلز شُخّصت إصابتهم بالصرع، فضلاً عن 279364 آخرين من ويلز لا يعانون هذا الاضطراب.

قيّم الباحثون خصوصاً تأثير الصرع في خطر الوفاة جراء أسباب غير طبيعية، من بينها الانتحار، أو جرعة مفرطة من الدواء، أو الحوادث (مثل حوادث السيارات)، فضلاً عن التسمم بالدواء عمداً أو عن غير عمد.

تبين أن خطر الموت انتحاراً جاء أعلى بنحو الضعف وخطر الوفاة جراء الحوادث أكبر بثلاثة أضعاف بين المصابين بهذا الاضطراب، مقارنة بمن لم يعانوا الصرع.

كذلك كشفت الدراسة أن خطر الوفاة نتيجة التسمم بالدواء عن غير عمد كان أكبر بخمسة أضعاف بين مرضى الصرع، فضلاً عن أنهم اعتُبروا أكثر عرضة بنحو 3.5 أضعاف للموت جراء التسمم بالدواء العمدي.

لكن اللافت أن مضادات الصرع تسببت بنحو 01% فقط من حالات الوفاة المرتبطة بالدواء بين مَن يعانون الصرع. في المقابل، أدت مسكنات الألم الأفيونية وأدوية اضطرابات الصحة العقلية أبرز دور في حالات الوفاة المرتبطة بالأدوية بين مَن يعانون الصرع ولا يعانونه على حد سواء.

على الأطباء تحذير المرضى

تذكر الدكتورة غورتون أن الباحثين «لا يدركون بالكامل» الأسباب الكامنة وراء ارتفاع خطر الموت جراء أسباب غير طبيعية بين مرضى الصرع. لكن العلماء يشيرون إلى أن ذلك قد يعود «إلى عواقب النوبات المباشرة».

يضيف الباحثون: «ترتبط الأمراض العقلية المرافقة لاضطراب الصرع أيضاً بارتفاع خطر الإصابات غير المتعمدة، والتسمم، والانتحار».

صحيح أننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث بغية الكشف عن الآليات المحددة الكامنة وراء هذه الاكتشافات، إلا أن الدكتورة غورتون تحض الأطباء على تحذير مرضى الصرع من هذه المخاطر المحتملة كي يتخذوا تدابير احتياطية. توصي: «نحث الأطباء على تقديم النصائح لمرضاهم بشأن الوقاية من الإصابات غير المتعمدة ومراقبتهم للتحقق من أي أفكار أو أنماط سلوك انتحارية».

تختم غورتون: «كذلك ننصح الأطباء بتقييم مدى سمية الأدوية وملاءمتها عند وصفهم أدوية لاضطرابات مرافقة أخرى في حالة هؤلاء المرضى».

خطر الوفاة نتيجة التسمم بالدواء كان أكبر بخمسة أضعاف بين مرضى الصرع مقارنة بغيرهم
back to top