«قمة الظهران» تتبنى «القدس»... وتتصدى لإيران وتدخلاتها

● الملك سلمان: فلسطين قضيتنا الأولى... ومحاولات إيران لإثارة الطائفية أخطر ما يواجهه العالم
● أبوالغيط: طهران لا تستهدف الخير للعرب
● السيسي: لن نسمح باستهداف السعودية بالصواريخ
● عاهل البحرين: على المجتمع الدولي فرض وتنفيذ قراراته
● عباس: لا مصداقية لخطة السلام الأميركية

نشر في 16-04-2018
آخر تحديث 16-04-2018 | 00:06
الأمير متوسطاً الزعماء المشاركين في القمة العربية بالظهران أمس (رويترز)
الأمير متوسطاً الزعماء المشاركين في القمة العربية بالظهران أمس (رويترز)
ناقش رؤساء وملوك وقادة الدول العربية التحديات التي تواجهها بلدان المنطقة، خلال القمة الـ29 لجامعة الدول العربية، التي عقدت أمس في مدينة الظهران السعودية، وشهدت مشاركة واسعة ورفيعة المستوى، وأطلق عليها "قمة القدس"، حيث تركزت على دعم القضية الفلسطينية، ومواجهة التدخلات الإيرانية خاصة في اليمن.
في خضم صراعات ونزاعات متفاقمة، انعقدت القمة العربية الـ29 بمدينة الظهران شرق السعودية أمس، للدفع باتجاه توحيد الصفوف لمواجهة عدة تحديات في مقدمتها القضية الفلسطينية والتدخلات الإيرانية.

وأطلق العاهل السعودي الملك سلمان، أمس، أعمال القمة بعد أن سلم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الرئاسة الدورية للجامعة، التي تضم 22 عضوا، للرياض.

وفي مستهل كلمته بالقمة، التي أطلق عليها اسم "قمة القدس"، أكد الملك سلمان أن "القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك"، معرباً عن استنكاره لقرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس.

وإذ شدد على ضرورة أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، دعا الملك سلمان إلى موقف أممي قوي ضد سلوك إيران في المنطقة، مجددا تأكيد "خطورة السلوك الإيراني في المنطقة".

ودان "محاولات طهران العدائية لإثارة النعرات الطائفية" بوصفها تهديدا للأمن القومي العربي وانتهاكا للقوانين الدولية، معتبرا أن "من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية".

وإذ دعا المجتمع الدولي إلى تهيئة كل السبل لوصول المساعدات إلى اليمن، قال الملك سلمان فيما يخص الأزمة الليبية إن اتفاق الصخيرات هو الطريق للحل في ليبيا ووحدة أراضيها.

وشدد على أن الأمن القومي العربي منظومة كاملة لا تقبل التجزئة، ورحب بالتوافق العربي على قيام قمة ثقافية عربية، وطرح مبادرة للتعامل مع التحديات التي يواجهها الأمن القومي العربي، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية.

تمسك ومباركة

بدوره، أكد العاهل الأردني ضرورة التمسك بحق العرب المسلمين والمسيحيين في مدينة القدس، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال إن من واجب المجموعة العربية والمجتمع الدولي دعم دعاة السلام من الفلسطينيين ورعاية اللاجئين الفلسطينيين لتفادي تفاقم مشكلة 5 ملايين لاجئ يتلقون الدعم من "الأونروا".

وبشأن العراق، بارك الملك للشعب العراقي الانتصار على تنظيم داعش، مشددا على ضرورة استكمال الانتصار العسكري على الإرهاب عبر عملية سياسية تشمل جميع المكونات.

وفي الملف السوري، رأى الملك أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء أزمتها وحفظ وحدة أراضيها، مشددا على ضرورة رفض إثارة الفتن والنزاعات الطائفية داخل البلاد العربية، مؤكدا دعمه جميع المبادرات والحلول لخفض التصعيد في سورية.

تهديدات كبرى

من جهته، تحدث الأمين العام للجامعة عن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها عدة بلدان عربية في مقدمتها اليمن وسورية، مؤكدا أن التهديدات الكبرى التي تواجه العرب تتساوى في أهميتها، وتتطابق في خطورتها التي تخصم من رصيد الأمن القومي.

ورأى أن تلك الأزمات تعرقل التنمية المنشودة، وتنبع من عدم وجود تعريف موحد لـ"الأمن القومي العربي"، والتحديات تفرض اطلاق حوار بشأن أولويات الأمن القومي العربي إزاء كل التهديدات، لإيجاد تناغم يعيد للعرب دورهم الدولي ويجنبهم التدخلات الدولية والإقليمية، موضحاً أنه يعتزم خوض نقاش معمق مع الدول العربية بشأن تلك الأولويات.

انتكاسة وتدخلات

وعرض الأمين العام عدة نقاط قال إنها تلخص الوضع العربي خلال الدورة الماضية، ورأى أن القضية المركزية عانت انتكاسة بالخطوة الأميركية في القدس.

وأشار إلى ضرورة دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لإفساد محاولة شق الصف الفلسطيني، مع التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية.

وبشأن النزاع السوري، حمل النظام السوري مسؤولية إهدار الاستقلال وتهجير السكان، كما حمل لاعبين إقليميين مسؤولية التلاعب والتدخل في الشأن السوري.

واعتبر أن التدخلات الأجنبية بلغت حدا غير مسبوق، خاصة من إيران التي استفادت من هشاشة الوضع في اليمن للدخول إلى الساحة الخلفية للمملكة السعودية.

واتهم طهران بدعم الميليشيات الحوثية لتهديد الرياض، وتخريب الاستقرار في اليمن، وقال إن إيران دعمت "عصابات مارقة" في اليمن لتهديد أمن السعودية، مشددا على ضرورة التضامن مع السعودية في إجراءاتها لضمان أمنها.

وأضاف أن التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية لا تستهدف الخير للعرب، مؤكدا ان الجامعة العربية هي بيت كل العرب، ويجب ألا تنزوي أو يتراجع دورها بسبب العجز المالي، وأشار إلى تطوير الأمانة العامة للجامعة ونجاح أنشطتها في عدد من البلدان العربية.

عقب ذلك، تحدثت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، وأمين الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، وأمين منظمة التعاون الإسلامي أحمد بن عثيمين.

السيسي وعباس

وتحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي وملك البحرين عيسى بن حمد والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأكد السيسي أن المنطقة العربية تواجه تحديات غير مسبوقة، وجدد الدعوة إلى تبني استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي، متابعا: "الأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة، فهناك دول عربية تواجه خطر إسقاط مؤسسات الدولة".

واتهم طرفا إقليميا، لم يسمه، بالسعي إلى بناء مناطق نفوذ في دول أخرى، كما قال إن "هناك من الأشقاء من تورط في دعم وتمويل منظمات إرهابية".

وحث على استعادة الحد الأدنى من التنسيق بين الدول العربية، وشدد على أن مصر لن تسمح باستهداف أطراف يمنية للسعودية بصواريخ بالستية.

وحذر الرئيس الفلسطيني من أن القدس تشهد هجمة استيطانية غير مسبوقة بدعم من الإدارة الأميركية، وقال إن إعلان واشنطن القدس عاصمة لإسرائيل جعلها طرفا في الصراع وليست وسيطاً، والحديث عن خطة سلام أميركية بات أمرا غير ذي مصداقية.

وأضاف: "لم نرفض المفاوضات يوماً واستجبنا لجميع المبادرات التي قدمت لنا"، متابعا: "مساعينا إلى تحقيق المصالحة وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف، ومستمرون في جهود تحقيق المصالحة ويجب تمكين الحكومة".

ودعا العرب إلى التشجيع على زيارة مدينة القدس المحتلة لمساندة المقدسيين، وحث الدول العربية على التصدي لمساعي إسرائيل الانضمام إلى مجلس الأمن.

سلام عادل

من جهته، لفت ملك البحرين حمد بن عيسى إلى ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد بن عيسى على موقف المملكة الثابت تجاه الشعب الفلسطيني وقيادته، مطالبا المجتمع الدولي بالقيام بدور أكبر لفرض وتنفيذ قراراته، وإحياء الأجواء الإيجابية التي تتيح المزيد من الفرص لإنجاح مسارات التسويات السياسية للقضايا والأزمات العربية والإقليمية، وإيقاف التدخلات الخارجية، وتوفير الحماية اللازمة للشعوب المتضررة من جراء ذلك، وصولا إلى حلول عملية تعيد لتلك الدول قدرتها على حفظ سيادتها وأمنها واستقلالها.

back to top