هل هناك حرب عالمية ثالثة قادمة؟

نشر في 16-04-2018
آخر تحديث 16-04-2018 | 00:20
 أ.د. غانم النجار يردد البعض أن حرباً عالمية ثالثة قادمة في الأفق، وأن نارها تستعر في سورية، وأن المواجهة الأميركية الروسية ستكون هي شرارتها، لتشتعل ناراً لا تبقي ولا تذر.

في التاريخ الحديث وقعت حربان عالميتان (يطلق عليهما هذا المصطلح)، بدأت الأولى في أوروبا، واستغرقت ٤ سنوات، من 1914 حتى 1918 ، على اثر اغتيال ولي عهد النمسا وهنغاريا في سراييفو على يد أحد القوميين اليوغوسلاف في 1914 ، وانتهت بمعاهدة فرساي، أما الثانية التي يقال إنها كانت نتيجة للأولى، على طريقة حرب تلد أخرى، فأيضاً بدأت في أوروبا، ودخلتها أميركا لاحقاً، واستغرقت 6 سنوات من 1936 حتى 1945 ، وكان أن التقى المنتصرون في "دومبارتون أوكس" بكاليفورنيا لينشئوا منظمة الأمم المتحدة.

المتنبئون غير الجويين، وضاربو الودع، وضعوا عدة تواريخ لحرب عالمية ثالثة، بل وأسهبوا في القول والتفاصيل، كأين ستحدث؟ وما الأضرار الناجمة؟ وكم عدد الضحايا؟ بل حتى الاستراتيجيون يضعون بين الفينة والأخرى توقعاتهم لحرب عالمية ثالثة، متكئين على الأحداث والسوابق التاريخية. إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.

خلال هذه الحقبة اقترب العالم، أو هكذا كان الظن بأن حرباً عالمية ثالثة على الأبواب، حوالي 11 مرة، ربما كان أبرزها الحرب الكورية (مايو ويونيو 1953)، وربما كانت اللحظات التي حبس العالم أنفاسه ما يعرف بأدبيات العلاقات الدولية بأزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر 1962 ، والتي يطلق عليها أحياناً "حافة الهاوية"، ومع ذلك لم تحدث الحرب العالمية الثالثة، بل اتضح أنه كان وراءها وخلالها صفقات استراتيجية بين القطبين الكبيرين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

نحن الآن ضمن المشهد السوري والإقليمي نعيش حالة رثة، ففي سورية توجد جيوش نظامية لسبع دول أجنبية، وربما أكثر، وتوجد ميليشيات من كل مكان تتخيله أو لا تتخيله.

الوضع الإنساني في سورية هو الأسوأ من حيث اللاجئين والنازحين والمدنيين، وهم يأتون في آخر حسابات الدول الكبرى والإقليمية، بما في ذلك النظام السوري ذاته.

سألتني أكثر من وسيلة إعلامية: هل تعتقد أن تزامن توقيت الضربة التي قامت بها أميركا وبريطانيا وفرنسا في سورية مع موعد انعقاد الجامعة العربية له معنى استراتيجي أو تكتيكي؟

أظن أن الضربة جاءت ضمن تفاهمات أميركية بريطانية فرنسية روسية إيرانية تركية وغيرها، وبالتالي فهي ضربة تكتيكية، أما أنها أخذت بالحسبان انعقاد القمة العربية، فذلك غير وارد، بل أتصور أن الضاربين ربما نسوا أن هناك جامعة عربية بالأساس.

ليست هناك بوادر حرب عالمية ثالثة من سورية، فمن يدير العالم اليوم حفنة تجار لا قلوب لهم، ولا إحساس بمعاناة البشر.

back to top