آمال : آه يا شرق ويا غرب

نشر في 10-04-2018
آخر تحديث 10-04-2018 | 00:25
 محمد الوشيحي آه، ليت اختراعات الشرق والغرب لم تصل إلينا، نحن العربان. ليت المخترعين حجبوها عنا وعن قياداتنا.

آه، ليته لم يصلنا من حضارات الغرب والشرق إلا ما يتصل بالطب والتعليم ووسائل الراحة، كالتكييف على سبيل المثال وواهج الصحراء. وما عدا ذلك محجوب عنا يا ولدي.

آه، ليتهم لم يخترعوا (يكتشفوا) النفط، أساس البلاء ومنبع الوباء، فيلعب به العربان لعباً مبيناً، ويبتزهم سفلة الشرق والغرب به. ويقول بندر بن سرور، رحمه الله، في قصيدته الشهيرة: "سلّط على النصراني اللي لقى الزيت، لعل نبع الزيت يعمي عيونه"، آمين.

آه، ليت اختراع السيارات لم يصل إلينا، فيستخدمها إرهابيونا في تفجير العزل الأبرياء وتحويلهم إلى أشلاء، ويستخدمها صيّاعنا في التشفيط والتقحيص والتطعيس، ويستخدمها قياديونا العربان في المواكب والاستعراضات والتهويلات والفشخرات والرشاوى والهبات.

آه، ليت اختراع الكمبيوتر لم يصل إلينا، ليتهم حجبوه عنا، فنعود إلى عصر الورقة والقلم، والملفات المكدسة. ليت وسائل التواصل لم تصل إلينا، ولم تتولّنا الجيوش الحكومية الإلكترونية، فتلعب بنا كما تلعب الثعالب في أعشاش الحمام، وتصرخ في وجوهنا بأن حياتنا ومماتنا بيد المسؤولين لا بيد الله، وأن الخبز ومرق البطاطس والنسكافيه فضلٌ من المسؤولين، غير أن الشعوب تجحد فضلهم، وأن المسؤولين هم الذين لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم، لا الله، وأننا محسودون، حتى من جراد الأرض، على مسؤولينا، وأن كل جرادة تهمس في أذن صويحبتها وهي تميل برأسها يميناً ويساراً، من شدة الحسرة، وتضرب كفاً بكف: "يا حظ العربان بقياداتهم، لكنهم لا يشكرون".

وللموضوع تتمة، وللبكاء بقية…

back to top