كلنا مستاؤون (1)

نشر في 03-04-2018
آخر تحديث 03-04-2018 | 00:14
لماذا تراجعنا؟ ولماذا أصبحنا نعاني فساداً في أغلب أجهزة الدولة إن لم يكن في كلها، حتى استعنا «ببعارين» العالم للمساعدة في حمله فعجزت عن ذلك؟ ولماذا الاستخفاف بصرخات المواطن الذي يئن من الازدحام المروري والذي أدى بالضرورة إلى إصابته بالعديد من الأمراض مثل السكر والضغط وغيرهما؟
 يوسف عبدالله العنيزي يعيش الإنسان في هذه الحياة متنقلا بين محطات ومراحل مختلفة تترسخ في ذهنه لتكون زادا له في قاموس ذكرياته، سواء كانت أماكن يصعب نسيانها أو شخصيات يكون لبعضها تأثيرٌ في حياته، سواء كان سلبا أو إيجابا، وكم أسعد بمشاركة الإخوة الكرام لتلك اللقاءات من خلال هذه المساحة التي أتاحتها هذه الجريدة الغراء للتواصل معهم، أعرف بعضهم، وأسعد بتلقي ملاحظاتهم، ويكون لها صدى طيب في نفسي.

وقد يتبادر إلى أذهان بعض القراء الكرام تساؤلات من مثل: لماذا تتجاوز الحديث عما يعانيه الوطن والمواطن من أزمات وأحداث أدت بالضرورة الإحباط وخصوصا في هذه الأوقات، ووصول تراجع الوطن إلى مراحل قاسية

تبعث الألم في نفس كل مخلص، لهذا الوطن وأهله؟

ولماذا تراجع التعليم إلى ذيل القائمة في ترتيب دول العالم بعد أن كنا في أعلى السلم، وما زلنا نتذكر أساتذة كراما كان لهم دور مميز في المشاركة في تأليف مناهج التعليم من أمثال، مصطفى أبو حاكمة والأستاذ زهير الكرمي والأستاذ مصطفى صافي، ورجال من الوطن من أمثال الأستاذ عبدالرحمن الخضري والدكتور رشيد الحمد، وسعادة السفير فيصل الصالح، والأستاذ سليمان المطوع، رحمه الله وغيرهم من قائمة تطول؟

لماذا تراجعنا؟ ولماذا أصبحنا نعاني فساداً في أغلب أجهزة الدولة إن لم يكن في كلها، حتى استعنا "ببعارين" العالم للمساعدة في حمله فعجزت عن ذلك؟ ولماذا الاستخفاف بصرخات المواطن الذي يئن من الازدحام المروري والذي أدى بالضرورة إلى إصابته بالعديد من الأمراض مثل السكر والضغط وغيرهما، وتلاشى ذلك الشعار الرائع الذي تبنته وزارة الداخلية "القيادة فن وذوق وأخلاق"، واستبدل بشعار"حط حيلهم بينهم" فسالت الدماء في الشوارع، وأزهقت الأرواح، وعمّت الفوضى والاستهتار الذي وصل حدا غير معقول، فتلاشت الأخلاق واختفى الذوق، وهجر الفن أرضنا وسماءنا، ويدأنا نخوض حروب استنزاف قاسية؟

ثم أين دور مجلس الأمة وأعضائه مما يدور في الوطن؟ وهل الإخوة الكرام عامل إصلاح أم شركاء فيما يدور مع احترامي وتقديري؟ ترى ما نتائج هذا الكم من الاستجوابات التي أدت بالضرورة إلى تنشيط سوق تجارة الورق، فما يكاد ينتهي استجواب حتى يبدأ آخر واستهلاك كم هائل من الورق لكتابة محاور تلك الاستجوابات والنتيجة معروفة؟

أما جانب الصحة فالأوضاع تتحدث عن نفسها، ومنها الفشل في إنجاز المشاريع، وهناك الكثير من الأسباب لعل من بينها ما ينطبق عليه المثل الكويتي الشعبي "من تراخص اللحم خانت فيه المرقه"، وأعني البحث عن أرخص الأسعار والنتائج معروفة.

وللحديث بقية.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top