مسجد أم مقر انتخابي؟

نشر في 01-04-2018
آخر تحديث 01-04-2018 | 00:14
طرح مسألتي «الإلحاد» و«التفسخ» في المساجد وبخطبة رسمية يعني أن هناك أرقاماً مرصودة ودراسات اجتماعية حول الظاهرتين، وهو ما نظن أنه غير متوافر لدى وزارة الأوقاف.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

هل هو اتفاق مسبق بين الحكومة ومجلس الأمة لإصدار قوانين يتم نقضها في المحكمة الدستورية بعد نشرها في الجريدة الرسمية؟ كيف استدلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تفشي الإلحاد والتفسخ في بلد ينام ويستيقظ على خمس صلوات، وفيه من أعمال الخير التي غطت بقاع الدنيا؟!

***

قرأت كتاب "وثيقة المسجد" الصادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهو دليل سياسات عمل وأسس الدعوة والإرشاد لكل من الخطيب والإمام، فقد قرأت الوثيقة من الموقع الإلكتروني للوزارة واسترجعت نص خطبة الجمعة قبل الفائتة والتي أثارت اللغط بسبب ما أظنه انحرافا عن دور المسجد كدار للعبادة أولا، ومكاناً للمّ الشمل ونبذ الفُرقة.

كان خطيب المسجد الذي صليت فيه يشن هجوماً على من أسماهم "الملحدين" في الكويت! وأثار خطباء في مساجد أخرى كما انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي موضوع سفور المرأة وربطه بالانحلال!

ملاحظاتي على ما حدث ألخصه بالآتي:

أولا، وفي مثل مسألتي "الإلحاد" و"التفسخ" وطرحهما في المساجد وبخطبة رسمية يعني أن هناك أرقاماً مرصودة ودراسات اجتماعية حول الظاهرتين، وهو ما نظن أنه غير متوافر لدى الوزارة.

ثانيا، الخطاب الذي تم توجيهه عبر ألسنة الخطباء خطاب حزبي لا وعظي، وهناك فرق شاسع بين الاثنين، والثابت أن الحزبية هي المسيطرة على مقاليد الوزارة كما كشفت لنا حقبة تولي الشيخ محمد الخالد ويعقوب الصانع لفترات سدة الوزارة.

ثالثا، كيف استدلت الوزارة على تفشي الإلحاد في بلد ينام ويستيقظ على خمس صلوات، وفيه من أعمال الخير التي غطت بقاع الدنيا، ثم ما مفهوم الإلحاد في نظر القياديين في الوزارة؟ هل هم المعارضون للفساد؟ الرافضون للفوضى التي تدار بها ملفات كثيرة في البلد؟ أم من له رأي غير تقليدي في بعض قضايا الدين؟ ولماذا لا تتم محاورة كل هؤلاء بدلا من مهاجمتهم في منابر مساجد الدولة؟

رابعا، نصت وثيقة المسجد على عدم الخوض في مسائل التكفير والتفسيق والحذر من الحماس الزائد والتعامل مع الناس بالظواهر لا السرائر، فأين كل هذا مما حدث في الخطبة الخطأ؟! ما حدث مخالفة صريحة لوثيقة أعدتها الوزارة بذاتها.

خامسا، وهي ظاهرة حميدة أن نرى كثيراً من الشبان والمراهقين يحظرون صلاة الجمعة، ومن المؤكد أن بعض أمهات وأخوات هؤلاء غير محجبات، وهناك من لديه أخ أو أخت من المتخصصين في الفلسفة والدارسين لها، فهل ساهمت الخطبة المذكورة في لفت نظر هؤلاء الشباب إلى أمر حملوه إلى بيوتهم بعد انتهاء الصلاة حول السفور والفلسفة أو أي علم يدعو إلى التفكير خارج صندوق عقول قياديي الوزارة؟

سادسا، وهذا هو الأهم، كيف تم اعتماد موضوع الخطبة؟ ومن هم مقدمو الفكرة؟ وهل جاءت من داخل الوزارة أم أن مجموعة من خارج الوزارة اقترحتها بناء على استثارة بعض النشطاء لمسألة نزع الحجاب عند عدد من الفتيات والنساء– وهو حق شخصي- والتي يريد البعض تحويلها إلى قضية اجتماعية بشكل قسري ومفضوح؟!

أتمنى من أحد أعضاء مجلس الأمة أن يتبنى البند السادس ويحوله إلى سؤال برلماني.

back to top