الكويت تسطر صفحات جديدة في سياستها الإنسانية حول العالم

نشر في 31-03-2018 | 12:37
آخر تحديث 31-03-2018 | 12:37
No Image Caption
تسطر دولة الكويت صفحات جديدة في سياستها الإنسانية حيث تواصل دعمها المستمر للدفاع عن الإنسان إيماناً بحق جميع البشر في حياة كريمة ومساعدتهم على النهوض من العثرات التي قد يتعرضون لها.

وما يميز دولة الكويت في هذا الجانب هو تعاضد الجهات الرسمية والشعبية في بذل الجهود المضنية لإثراء العمل الخيري داخل الكويت وخارجها فلا غرابة أن تمتزج تلك الجهود سوية لتحقيق هدف واحد وهو ايصال المساعدات لمستحقيها في أي مكان حول العالم.

ويبرز دور دولة الكويت جلياً في محاربة الفقر عالمياً من خلال «الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية» بوصفه ذراعاً رئيسياً وجهازاً تنفيذياً للدولة منذ أكثر من نصف قرن في مواجهة الفقر والبطالة لدى مختلف الشعوب ومساعدة البشرية من أجل حياة أفضل.

وتؤكد بيانات الصندوق أن مساهماته في تمويل مشروعات انمائية في قطاعات الزراعة والصناعة والنقل والمواصلات والكهرباء والطاقة التعليم والصحة ساهمت مساهمة ايجابية فاعلة في دعم اقتصادات الدول النامية والفقيرة.

الصندوق الكويتي

وفي هذا الصدد قال مدير إدارة العمليات في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية مروان الغانم أن اجمالي منحة «الصندوق» لصالح صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا بلغت 7.7 مليون دينار كويتي (نحو 25.4 مليون دولار أمريكي).

وأضاف الغانم في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن نسبة مساهمة «الصندوق الكويتي» في إعادة الإعمار تم توفيرها على دفعتين الأولى في 2014 في حين كانت الدفعة الثانية في 2017، مبيناً أن عدد الدول المساهمة في «صندوق إعادة الإعمار» بلغ 11 دولة.

وأوضح أن موارد صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا بلغت منذ تأسيسه حتى 15 مارس الحالي نحو 74 مليون دينار (نحو 244 مليون دولار)، مبيناً أن مساهمة دولة الكويت فيه بلغت نحو 21 مليون يورو.

كما وقع الصندوق الكويتي اتفاقية قرض مع جمهورية جيبوتي بقيمة ثمانية ملايين دينار كويتي (نحو 27 مليون دولار أمريكي) لتمويل مشروع انشاء محطة توليد كهرباء بالطاقة الحرارة الأرضية بسعة 15 ميغاواط.

وأوضح الصندوق في بيان صحفي أن المشروع يلبي جزءاً من الطلب على الطاقة الكهربائية في جيبوتي للحد من انقطاع الخدمات الكهربائية وتقليص استيراد الوقود والكهرباء من الخارج عبر استخدام الثروات المحلية المتجددة.

وأضاف أن المشروع يتضمن حفر 10 آبار لإنتاج البخار ومياه الراجع وإنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالطاقة الحرارية الأرضية بسعة تقدر بنحو 15 ميغاواط في موقع «جللا كوما» التي تبعد حوالي 120 كيلو متراً غرب العاصمة جيبوتي بمنطقة بحيرة عسل.

وذكر الصندوق أن القرض المقدم لجمهورية جيبوتي هو القرض الـ 15 من نوعه من قبل الصندوق الكويتي إذ سبق أن تم تقديم 14 قرضاً بقيمة اجمالية بلغت 78 مليون دينار (نحو 260 مليون دولار) لتمويل مشاريع تنموية في قطاعات متنوعة.

وأعلن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية كذلك توقيعه اتفاقية قرض مع جمهورية بنغلاديش بقيمة 15 مليون دينار (نحو 51 مليون دولار أمريكي) للمساهمة في تمويل مشروع تطوير البنية التحتية الحضرية.

وقال الصندوق في بيان صحفي إن المشروع يهدف إلى المساهمة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بنغلاديش عن طريق تحسين مستوى ونوعية المرافق المدنية في مناطق المشروع وتحسين نوعية الحياة للسكان في 53 بلدية صغيرة ومتوسطة هناك.

وأضاف أن المشروع يتكون من أعمال التنفيذ اللازمة لتطوير البنية التحتية الحضرية التي تشمل تشييد طرق وقنوات طولية سطحية وعبارات عرضية وجسور لتصريف المياه ومظلات لركاب النقل العام على الطرق متوقعاً أن يكتمل المشروع في نهاية عام 2021 .

وذكر أن القرض المقدم هو الـ 24 من نوعه من الصندوق الكويتي لبنغلاديش حيث سبق أن قدم 23 قرضاً بقيمة 166 مليون دينار كويتي (نحو 556 مليون دولار أمريكي) لتمويل مشاريع في مختلف القطاعات.

وقد تأسس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية باعتباره صندوقاً مالياً كويتياً في 31 ديسمبر عام 1961 بهدف توفير وإدارة المساعدات المالية والتقنية للدول العربية والنامية دعما لسياسة الكويت الخارجية وتعزيزاً لمكانتها العالمية.

الشباب

ولا تتوقف مبادرات الكويت عند هذا الصندوق فقط حيث أنها سارعت في كثير من المناسبات إلى إطلاق العديد من المبادرات المهمة في تاريخها الحديث.

وقد سعت إلى دعم الشباب العربي من خلال ايجاد حلول لمشكلة البطالة التي تثقل كاهل ميزانيات الدول النامية عبر انشاء صندوق لدعم المشروعات الصغيرة في الدول العربية بقيمة ملياري دولار يبلغ نصيب الكويت منها نصف مليار دولار.

وتعتبر هذه المبادرة فريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي لتحسين اقتصادات الدول العربية وتخفيف معاناتها ومساعدتها على النهوض.

ولم تأل دولة الكويت جهداً في دفع الجهود الدولية الداعمة للتنمية من خلال دعم ميزانيات العديد من المنظمات الدولية والجهات الحكومية المهتمة بالتنمية ومكافحة الفقر والأوبئة والأمراض ومنها على سبيل المثال لا الحصر «برنامج الأغذية العالمي» التي تعد من الكويت من أكبر الجهات المانحة له.

وحققت تلك الجهود وغيرها بصمة عالمية جعلت الكويت في طليعة الدول التي تقدم العون والمساعدة للدول المحتاجة.

إغاثة

ولم تكن جهود دولة الكويت في محاربة الفقر ومساعدة الشعوب الأخرى مقتصرة على الجهات الرسمية في الدول فقط بل كان لجمعيات النفع العام ومنظمات المجتمع المدني دور بارز في دعم هذه الجهود.

ومن هذه الجهود الطيبة ما تقوم به «الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية» و«جمعية الهلال الأحمر الكويتي» بإطلاق العديد من الحملات الإنسانية لإغاثة النازحين السوريين وأهالي غزة بشكل مستمر كما مدت يد العون للنازحين في العراق.

وحرصت تلك المؤسسات على توزيع آلاف الأطنان من المساعدات للأسر السورية النازحة في لبنان والأردن.

وفي هذا السياق أهدت دولة الكويت ممثلة في جمعية الهلال الأحمر الكويتي الحكومة العراقية ثلاثة مستشفيات متنقلة في إطار حملة إنسانية تهدف إلى التخفيف عن كاهل النازحين ودعم جهود إعادة الاستقرار في المناطق المحررة حديثاً.

ومن جانبه، أكد سفير الكويت لدى العراق سالم الزمانان تطلع دولة الكويت «لمستقبل قريب يسجل استقرار العراق ونموه وازدهاره والتي توجتها بمبادرة سامية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح باحتضان مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق في فبراير الماضي».

وشدد على التزام دولة الكويت بمخرجات مؤتمر الكويت الدولي وإعادة إعمار العراق وفقاً لقرارات المؤتمر من خلال التنسيق المباشر مع العراق ممثلاً بصندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة والأمانة العامة لمجلس الوزراء والجهات الحكومية ذات العلاقة.

بدوره أعرب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عن شكره للجهود الكبيرة التي تقوم بها دولة الكويت ممثلة بسفارتها في بغداد بهدف دعم العراق في مرحلة محاربة «الإرهاب» وفي دعم النازحين والتخفيف من معاناتهم.

وقال «إنه ليس بغريب على الكويت هذا الموقف الأخوي فقد كانت تقف إلى جانب العراق في جميع التحديات في السنوات السابقة وكانت من أوائل الدول الداعمة للعملية السياسية في العراق».

ووصف حملة «الكويت بجانبكم» ومنحة المستشفيات الطبية المتنقلة بأنها «مبادرة طيبة تعكس نيات صادقة من الأشقاء الكويتيين لتعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها إلى أفضل حالاتها».

كما أكد أن «إدراك الكويت لضرورة استقرار العراق يعبر عن فهم عميق لفلسفة الأمن الإقليمي المشترك وأولوياته ومعرفة دقيقة لطرق حمايته وتعزيزه».

وكانت حملة «الكويت بجانبكم» قد قدمت للعراق العديد من المساعدات الإنسانية بما فيها سلال غذائية وبناء مدارس ومراكز صحية في المناطق المتضررة من الإرهاب.

مساعدات

إلى اربيل حيث واصلت دولة الكويت ايصال المساعدات الإنسانية المقدمة من المؤسسات الخيرية الكويتية إلى العائدين من النزوح والمحتاجين وذلك بإشراف القنصلية العامة لدولة الكويت في اربيل وبالتعاون مع مؤسسة البارزاني الخيرية.

وقال القنصل العام لدولة الكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن بلاده تواصل تقديم المساعدات الإنسانية للعوائل العائدة من النزوح إلى مناطق محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل إضافة إلى الفقراء والمحتاجين في الإقليم وباقي المناطق.

وأشار إلى أن تلك المساعدات تأتي بعد مسح ميداني مع الشركاء المحليين من المنظمات الإنسانية الخيرية في الإقليم لتحديد المشمولين بهذه المساعدات من أجل التخفيف عن معاناتهم.

وأشار إلى أن دولة الكويت لم تتوان في تقديم المساعدات لجميع مكونات الشعب العراقي، لافتاً إلى أن المساعدات المقدمة من قبل دولة الكويت وصلت إلى سهل نينوى ذا الأغلبية المسيحية حيث تم يوم الاثنين الماضي توزيع ألف سلة غذائية على العوائل المسيحية العائدة من النزوح في ناحية برطلة - قرية (باجبيتان) وناحية قرقوش - قرية (كرمليس).

ولفت إلى أنه تم يوم الثلاثاء أيضاً توزيع 600 سلة غذائية على العوائل المحتاجة والمتعففة في قضاء (ميركة سور) شمالي اربيل.

وأوضح أن المساعدات المقدمة من قبل دولة الكويت تأتي تنفيذاً للمبادرة الإنسانية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للتخفيف عن معناة الشعب العراقي في إطار حملة «الكويت بجانبكم».

من جانبه، قال مسؤول مكتب الموصل لمؤسسة البارزني الخيرية رزكار عبيد في تصريح مماثل لـ (كونا) أنه تم يوم الأربعاء الماضي توزيع 750 سلة غذائية على العوائل العائدة من النزوح في حيي اليرموك والنور داخل مدينة الموصل.

وأشار إلى أنه منذ بداية العام الحالي قامت دولة الكويت وبالتعاون مع مؤسسة البارزاني بايصال ثماني قافلات من المساعدات إلى داخل مدينة الموصل بجانبيه الأيسر والأيمن وشملت المساعدات أكثر من سبعة آلاف عائلة.

طبياً

ننتقل إلى رام الله حيث أشاد رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم بدور دولة الكويت في تمويل أعمال تنفيذ برنامج مشروع محطة لتحلية المياه في قطاع غزة.

وأعرب غنيم في مؤتمر صحفي عن الشكر للدول المانحة ومنها دولة الكويت لاستكمال التمويل اللازم لأضخم مشروع مائي في فلسطين.

وجدد غنيم الشكر للدول المانحة ومنها دولة الكويت التي تبرعت بمبلغ 60 مليون دولار لتمويل المحطة.

وفي عدن دشنت جمعية «الرحمة العالمية» الكويتية المخيم الجراحي الـ (47) الخاص بحملة مكافحة العمى وأمراض العيون وإزالة المياه البيضاء من خلال عمليات جراحية بمركز الكويت الصحي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن لعدد مئتي مريض من شريحة المعوزين وذوي الفاقة وكبار السن.

من جانبه، قال مدير مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية «الجهة المنفذة» رائد إبراهيم أن هذه الحملة تأتي ضمن سلسلة من الحملات الصحية التي تنفذها المؤسسة بدعم كريمة من «الرحمة العالمية» من دولة الكويت وتشمل هذه الحملة إجراء 200 عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء.

وتعمل دولة الكويت من خلال حملة «الكويت إلى جانبكم» و«الرحمة العالمية» و«الهلال الأحمر الكويتي» وعدد من الجمعيات والمؤسسات الكويتية على تقديم العون للشعب اليمني في جميع المحافظات اليمنية في قطاعات التعليم والصحة والإيواء والغذاء والمياه وذلك ضمن برنامجها الإغاثي العاجل في اليمن.

back to top