منحة البطراوي: الفن لا يحتمل الجوائز ولا أعترف بها

نشر في 30-03-2018
آخر تحديث 30-03-2018 | 00:00
فنانة مصرية قديرة، قدمت أدواراً قليلة لكن مميزة. عملت ممثلة وناقدة مسرحية نحو 40 عاماً، ودرست في فرنسا وشاركت في فرق مسرحية، وفي عدد من لجان التحكيم في المهرجانات والمسابقات المختلفة. قدّمت منحة البطراوي دور بطولة في فيلم «زهرة الصبار» الذي عرض في مهرجاني دبي وأسوان لأفلام المرأة، فحصدت جائزة أحسن ممثلة في الأول عن دور «سميحة» السيدة البرجوازية التي تواجه مشكلات كبيرة. كان لنا معها هذا الحوار.
لماذا وافقت على دور سميحة في «زهرة الصبار»؟

عندما شاهدت الفيلم في مهرجان دبي لم يكن مختلفاً عن السيناريو. ولكن انتابني شعور بأنه يحمل قدراً من البهجة الشديدة. لكل شخصية ظروفها ومشكلتها، فالبطلة تريد التمثيل رغم دراستها الطب فتترك هذا المجال وتحلم بالارتباط بشاب لا يريدها. والمرأة العجوز مطرودة، والشاب يبحث عن عمل... إلأ أن الثلاثة قرروا مجتمعين ومن دون أن يقول أحد للآخر أن في الحياة ما يستحق أن نعيش من أجله، وألا يتباكوا على الظروف. عموماً، في الفيلم طبقتان، في الطبقة السفلية تعاسة وإحباط، وفي الطبقة العليا عزيمة بأننا نريد استكمال حياتنا، خصوصاً شخصيتي، التي وجدت نفسها مكسورة القدم وموجود في المياه ولا حول لها ولا قوة، لكنها قررت أن تعيش الحياة وألا تتباكى.

كيف كانت كواليس الفيلم؟

كانت ممتازة، وظهر ذلك من خلال الفيلم والتجانس بين ممثلي العمل والمجهود الذي بذله طاقم العمل لعدة أشهر حتى انتهينا من الفيلم وعرض في عدد من المهرجانات. كنت أقول للفنانة عارفة عبد الرسول إنني أشعر بأنني لا أجيد التمثيل، فتردّ عليّ «ستحصلين على جائزة إن عرض الفيلم في مهرجان سينمائي» وهو ما حدث.

جائزة

أخبرينا عن حصولك على جائزة في مهرجان دبي.

لا أعترف بالجوائز إطلاقاً، وأنا ضدها في الفن. لأنني شخصياً أعجز عن أن أقول إن هذا أفضل من ذلك، فالأذواق مختلفة وثمة نسبية في التحكيم. لذا كنت أرفض الدعوات التي أتلقاها للتحكيم في المسابقات واللجان في المهرجانات، ثم عندما أقبل ويطلبون مني أن أحدد نسبة تقديري للعمل بين صفر و10 درجات، أعود وأرفض، ثم يلجؤون إلى تقديرات جيد وجيد جداً وممتاز كما في الجامعات والمدارس. كنت أحيانا أعطي الدرجات بالسلب، لأن الفن لا يحتمل الجوائز، بل ثمة عمل جيد وآخر غير جيد.

لكن ألم تدخل جائزة مهرجان دبي إليكِ السرور؟

كنت سعيدة بحصولي على الجائزة، ولكن لسبب واحد مختلف: حين جاءت إليّ سيدة وقالت لي «أنا سعيدة بأدائك»، فشكرتها، ثم علمت أنها عضو في لجنة تحكيم جائزة فيلمي، وعرفت أنها أيضاً ممثلة إيرانية. كانت سعادتي بكلماتها أكبر من فرحتي بجائزة المهرجان التي لا أعترف بها ولا بغيرها. فرحت بأن أعضاء لجنة التحكيم وجدوا أني أستحق أفضل ممثلة، رغم أن لا معرفة سابقة بيني وبينهم، في ظل المنافسة بين عدد كبير من الأفلام. تقديرهم عملي يحمسني لخطواتي المقبلة، خصوصاً أنني أتعامل مع التمثيل على أنه هواية وعشق كبير، وليس مهنة أقدمها من أجل المال.

كيف قدمتم مشهد كسر قدمك؟

اتصلت المخرجة هالة القوصي بأطباء أقارب لها وسألتهم حول الأمور التي تمرّ بها سيدة بعمري لو أصيبت بكسر وكيف تتحرك، فضلاً عن طبيعة الكسر الذي يستمر 6 أسابيع وكيفية الخروج من المستشفى. عموماً، كان هذا المشهد صعباً وأنجزناه بجودة عالية وبعيداً عن النمطية.

تعاون ومسرح

هل سنرى تجربة ثانية لك مع طاقم العمل نفسه؟

نعمل على تجربة سينمائية أخرى مع المخرجة هالة القوصي، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد وما زالت قيد الكتابة. أتمنى التعاون مرة أخرى مع هذا الفريق المميز ونقدم تجربة بالجودة الفنية نفسها.

قدّمت أعمالاً عدة في المسرح والسينما، ما الفرق بينهما؟

قديماً، كان فنانون كثيرون لا يشاركون إلا في أعمال مسرحية وهؤلاء عرفوا بأنهم ممثلو مسرح. راهناً، يجمع الممثل بين الاثنين. نور الشريف سابقاً قدّم مسرحاً فحسب إلى أن ظهر في التلفزيون، وكانت فاتن حمامة فنانة سينما في البداية. التلفزيون غيّر خريطة التمثيل. أما في ما يتعلق بالأصعب والأسهل، فأنا عملت ناقدة مسرحية نحو 40 عاماً، وكنت أعجب بحضور تمرينات كانت تصل إلى 45 يوماً قبل العرض، ولفتتني طريقة الإخراج العميقة لا السطحية كما نرى في السينما أو المسرح اليوم، حيث لا تتعدى مهمة المخرج أن يعطي الإذن ببدء المشهد ونهايته.

مسرحية «ماما»

حول جديدها للفترة المقبلة تقول منحة البطراوي: «أعمل مع أحمد العطار وفرقته «المعبد» ونقوم بتمرينات على مسرحية «ماما». أجسد دور ماما في المسرحية، وكان لدي حلم أن أقدم مسرحية للأطفال ولكن لم ننجزها بعد حتى الآن».

back to top