علاج أمراض الحساسية... بالمغناطيس

نشر في 25-03-2018
آخر تحديث 25-03-2018 | 00:00
No Image Caption
في قاعة ضخمة مشيَّدة من الأخشاب، كما لو كانت حظيرة، بجنوب ألمانيا، وعلى مبعدة من أي طرق أو شوارع مجاورة، يوجد مغناطيس خارق يزن قرابة ثمانية أطنان، وهو جزء من جهاز للقياس الطيفي، اعتماداً على الرنين المغناطيسي النووي، والذي يُعد واحداً من أدق أجهزة القياس على مستوى العالم.

ويعكف بول رويش، أستاذ علوم البوليمارات الحيوية بجامعة بايرويت الألمانية، وزملاؤه على دراسة البروتينات بواسطة هذا الجهاز، الذي تبلغ تكلفته 25 مليون يورو (31 مليون دولار).

ومن بين مجالات البحث الفائقة الأهمية بالنسبة لقسم البوليمارات الحيوية بجامعة بايرويت؛ دراسة التركيب الكيميائي للعناصر المسببة للحساسية، ومن بينها، على سبيل المثال، البروتينات التي توجد داخل حبوب اللقاح التي تتساقط من أشجار البتولا وتصيب الكثيرين بالعطس.

ويبدو التركيب الثلاثي الأبعاد الذي يصنعه الكمبيوتر لحبوب اللقاح على شكل شريط مجعد به أجزاء مستقيمة وأخرى متغضنة.

ويعكف رويش وزملاؤه على دراسة حبوب اللقاح منذ أكثر من عشرين عاماً.

وعن طريق تضافر الجهود مع معهد بول إيرليش، المتخصص في مجال الطب الحيوي، مثل اللقاحات، نجح الباحثون في تفسير أسباب "التفاعلية المتصالبة"، أي السبب في أن الأشخاص الذين يعانون الحساسية تجاه عنصر ما، ربما يكونون مصابين بالحساسية ضد عناصر أخرى كذلك.

وعلى سبيل المثال، فإن الأشخاص المصابين بالحساسية ضد حبوب لقاح أشجار البتولا كثيراً ما يكونون مصابين بالحساسية تجاه التفاح والكيوي والجزر والكريز والبندق.

ويضيف أحد المشاركين في الدراسة: "إذا عرفنا أن التركيبات الموجودة على سطح البروتينات هي المسؤولة عن حدوث الحساسية، فسوف يكون بمقدورنا تطوير الوسائل المناسبة للعلاج عن طريق التطعيم".

وعن طريق استخدام ما يُعرف باسم هندسة البروتينات، يستطيع العلماء تغيير سطح البروتين داخل الأدوية، لإحداث تأثير المادة المسببة للحساسية، وفي الوقت نفسه تقليل الأعراض الجانبية.

back to top