خامنئي يحظر «شبكات التواصل»

اعتبرها منافذ للأعداء وأمهل الحكومة 3 أشهر لإنشاء بدائل ولوّح بقطع الإنترنت
• مئات آلاف الإيرانيين مهددون في تجارتهم وروحاني توقع خسارة 200 ألف شاب وظائفهم

نشر في 23-03-2018
آخر تحديث 23-03-2018 | 00:15
إيرانيون يستمعون إلى كلمة خامنئي في مرقد الإمام الرضا في مشهد (إرنا)
إيرانيون يستمعون إلى كلمة خامنئي في مرقد الإمام الرضا في مشهد (إرنا)
في خطوة ستنعكس سلباً على الأوضاع في إيران، أمر المرشد الأعلى علي خامنئي بحظر وسائل التواصل الاجتماعي وإيجاد بدائل لها، في وقت يهدد خروج واشنطن من الاتفاق النووي بإعادة طهران إلى عزلة قاتلة.
وسط تنامي الضغوط الخارجية على إيران، وتصاعد الصراعات الداخلية بين رموز نظامها، علمت «الجريدة»، من مصدر مطلع في اللجنة العليا للتقنية والاتصالات التي يرأسها رئيس الجمهورية حسن روحاني، أن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر بفرض حظر شامل على جميع مواقع وبرامج شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية.

وأكد المصدر أن خامنئي اجتمع بأعضاء اللجنة العليا قبل أسبوع وخاطبهم بلهجة حادة واتهمهم بـ«التقصير في أداء واجباتهم تجاه النظام»، وشدد على ضرورة منع اتصال الإيرانيين بشبكات التواصل الأجنبية، مع مطالبته بالعمل على «إيجاد شبكات اجتماعية محلية تحل مكان الأجنبية، وتكون تحت إشراف الحكومة».

وأضاف أن المرشد الأعلى وصف وسائل التواصل الأجنبية بـ«وسيلة الأعداء للنفاذ إلى داخل البلاد وإحداث حرب ثقافية ضد النظام» في طهران.

وأفاد بأن المرشد انتقد أعضاء اللجنة ووزير الاتصالات على إعادة تشغيل برنامج «تلغرام» بعد أن تم حظره إثر احتجاجات في نهاية 2017، لافتاً إلى أن خامنئي أوعز إلى الوزير بحظر اتصال الإيرانيين عبر هذا البرنامج، مع إغلاق جميع البرمجيات المستخدمة للتحايل على الحظر المفروض في البلاد، حتى لو اضطرت وزارته إلى قطع الإنترنت جزئياً أو كلياً.

وأشار المصدر (العضو في اللجنة) إلى تراجع روحاني، الذي حضر الاجتماع، مبيناً أنه اكتفى بتأييد المرشد رغم وعوده الانتخابية برفع الحظر المفروض على حرية الدخول إلى مواقع الإنترنت وشبكات التواصل التي تخضع لرقابة وقواعد مشددة تحجب موقعي التواصل الأشهر «فيسبوك» و«تويتر» عن عموم الإيرانيين.

وأوضح أن وزير الاتصالات دافع عن أسباب إعادة تشغيل «تلغرام» باعتباره «رئة تنفس» لمئات الآلاف من الإيرانيين الذين يروجون عبره لبضائعهم، كما حذر الوزير من أن إعادة إغلاق البرنامج ستمثل مساساً بمصدر كسبهم الرئيسي، مما قد يدفعهم إلى اللجوء لاستخدام برمجيات تَخَفٍّ للوصول إلى شبكات التواصل، الأمر الذي يسهل وقوعهم ضحية لبرامج تجسس وتخريب أجنبية لا يمكن السيطرة عليها.

ولفت إلى أن المرشد أصر، رغم ذلك، على ضرورة العمل على إغلاق جميع منصات التواصل، واستبدالها بأخرى محلية، مهما كلف الأمر، وأعطى وزارة الاتصالات مهلة 3 أشهر كي تقوم بإنشاء برامج إيرانية بديلة.

ويعتبر الإيرانيون من أكثر الشعوب التي تستخدم وسائل التواصل، خصوصاً «تلغرام»، وحسب الإحصاءات «فهناك ما يزيد على 40 مليون إيراني يستخدمون هذا البرنامج الذي تحوّل إلى أقوى وسيلة إعلامية لحشد المتظاهرين وتوثيق الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن في يناير الماضي ضد النظام والتردي الاقتصادي».

وفي وقت سابق، كان الرئيس روحاني، المحسوب على التيار المعتدل، دافع عن «تلغرام»، وقال إن عدداً كبيراً من الشباب، إضافة إلى الشركات الصغيرة، يعتمدون عليه في ترويج بضاعتهم لزبائنهم، معتبراً أن إقفاله يهدد 200 ألف شاب وشابة بشكل مباشر، و900 ألف بشكل غير مباشر، مثل سائقي الدراجات النارية الذين يوصلون البضائع.

back to top