نجمات أبعدن أبناءهن عن أضواء الشهرة إلى الخارج

نشر في 21-03-2018
آخر تحديث 21-03-2018 | 00:04
دينا
دينا
تعلو التضحية الصفات النبيلة الكثيرة التي تتمتّع بها الأم. ولما كانت النجومية بما تحمله من مصاعب وملاحقة من عدسات المصورين قد تضرّ بأبناء الأمهات اللواتي يخضن مجال الفن أو الإعلام، فاختار بعضهن إبعاد أبنائهن عن شهرتهن التي تلاحقهن أينما ذهبن، فارتأين أن يدرس هؤلاء في الخارج مبكراً منذ الطفولة، أو في مرحلة الدراسة الجامعية.
اختارت الفنانة السورية أصالة نصري أن يسافر نجلها خالد لاستكمال دراسته الجامعية في أوروبا مع بداية العام الدراسي الجاري، علماً بأنه تلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية في مصر.

أما الفنانة الاستعراضية دينا، فأرسلت ابنها علي للتعلّم في الولايات المتحدة منذ طفولته، وهي تحرص على زيارته خمس مرات سنوياً على الأقل في المدرسة الداخلية حيث يقيم، وتفضِّل تمضية أجازتها معه في الخارج وليس داخل مصر، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة، بعيداً عن الأضواء.

دينا كانت تخفي نجلها علي عن الأضواء بشكل كامل خلال السنوات الماضية، ولا تنشر له سوى صور محدودة، قبل أن يظهر برفقتها أكثر من مرة في المناسبات خلال العام الماضي، إذ قدّمته لوسائل الإعلام للمرة الأولى، مؤكدة أنه يمضي في مصر إجازته من المدرسة.

تكرّر الأمر نفسه مع لوسي ونجلها الوحيد فتحي الذي يدرس في بريطانيا منذ طفولته، ويزورها في مصر خلال فترة الأجازة فحسب، أي نحو شهرين، فيما تحرص النجمة المصرية على مرافقته في بداية كل عام وتحصل على أجازة من ارتباطاتها الفنية كافة.

لوسي صرحت العام الماضي بأنها اعتذرت عن عدد من الأعمال الدرامية بسبب مرافقتها ابنها خلال التحاقه بالجامعة، معتبرة أن دورها كأم أهم من أي ارتباطات أخرى، وبقيت إلى جواره مدة شهرين.

تقول لوسي لـ«الجريدة» إنها لم تشعر بالتقصير في حق ابنها بسبب دراسته في الخارج، إذ كانت حريصة على البقاء معه باستمرار، كذلك خلال الفترة التي درس فيها بمصر، مشيرة إلى أن اختيار مكان الدراسة يرجع إلى ظروف كل شخص وليس بالضرورة أبناء الفنانين فحسب».

وأضافت أن تجربة ابتعاد ابنها عنها صعبة، لكن ما يخففها عنها سهولة التواصل اليومي بينهما، مشيرة إلى أنها تسعى إلى أن يتلقى فتحي أفضل مستوى تعليمي بغض النظر عن مكان وجوده.

أما هنا شيحة ففشلت بسبب خلافاتها مع طليقها مهندس الديكور فوزي العوامري في سفر ابنيها للدراسة في الخارج بعدما قدمت لهما طلبات في مدارس بريطانية، وهما ممنوعان من السفر بقرار من المحكمة بسبب خلافات الرؤية والحضانة بين الأب الأم. من ثم، تستشيرهما الفنانة المصرية في بعض مشاهد أعمالها الفنية الجريئة، خصوصاً بلباس البحر الذي ظهرت به في فيلم «قبل زحمة الصيف» مع المخرج الراحل محمد خان، فهي ارتدته بعد موافقتهما خوفاً من مضايقة زملائهما لهم في المدرسة.

وحاولت زينة البحث عن مدرسة لابنيها في الخارج لإلحاقهما بها، لكن التكلفة كانت معوقاً رئيساً أمامها، فيما تدرس ابنة مصممة الديكور هند الحناوي من الفنان أحمد الفيشاوي بلندن، وهو كان تبرأ منها سنوات طويلة قبل أن يعترف بها رسمياً.

ومن الإعلاميات، اختارت هالة سرحان الولايات المتحدة ليدرس فيها ابنها، فيما فضّلت الإعلامية المثيرة للجدل ريهام سعيد مدارس بريطانيا بعدما ارتأت ضرورة إبعاد أبنائها منذ طفولتهم عن مصر، وهي تسافر كل أسبوعين لزيارتهم.

كذلك الإعلامية منى عراقي اختارت لندن لدراسة ابنها، معتبرة أن مستوى التعليم الأفضل الذي توفره المدارس في عاصمة الضباب هو الأنسب له.

رأي علم الاجتماع

رأى أستــــــــاذ علـــم الاجتمـــــاع د. أحمـــــد أبو علي أن تفضيل الفنانات دراسة أبنائهن في الخارج مرتبط بعوامل عدة أبرزها رغبتهن في إبعادهم عن النجومية، خصوصاً في ظل مخاوف بعضهن من التأثير السلبي في مرحلة الطفولة لطبيعة عملهن التي ربما تكون سبباً في السخرية، وقد تسبب حرجاً للأم. أما البيئة في الخارج فتجعل عقل المرء أكثر تفتحاً وتقبلاً لما قد لا يتقبله إن نشأ في مصر.

وأضاف أبو علي أن العامل الثاني مرتبط برغبتهن في توفير حياة أفضل لابنائهن رغم معاناتهن الفراق فترات ليست قليلة، حتى إن كان السفر والاتصال متكررين، إذ يبقى جزء نفسي مرتبط بغريزة الأمومة التي تشعر بحاجتها إلى متابعة ابنها كل يوم، خصوصاً في طفولته.

ولفت إلى أن أبناء الراقصات هم الأكثر تعرضاً للانتقاد من زملائهم، لا سيما في الطفولة، مشيراً إلى أن منة شلبي قالت في تصريحات سابقة إن أكثر ما كان يضايقها وصفها بـ«بنت الراقصة» في المدرسة بين زميلاتها، ما يعكس مشكلة أثرت فيها.

وختم: «صحيح أن شلبي تغلّبت على هذه المشكلة ولكن فتاة غيرها لا تملك شخصيتها القوية نفسها كانت لتصبح ناقمة على والدتها بشكل كامل».

الفنانون أيضاً

لا تقتصر هذه الظاهرة على الفنانات، بل تمتد أيضاً إلى عدد من الفنانين من بينهم عمرو دياب الذي اختار لأبنائه بريطانيا مكاناً للدراسة، ويدرس أبناء محمد هنيدي في بريطانيا وألمانيا. كذلك يسعى هيثم شاكر إلى نقل أولاده (وزوجته) للإقامة في بريطانيا لاستكمال تعليمهم هناك.

back to top