ألو دكتور

نشر في 20-03-2018
آخر تحديث 20-03-2018 | 00:00
No Image Caption
ما زال ابني البالغ من العمر 15 شهراً يتعلّم المشي. خلال هذه الفترة، صدم رأسه بضع مرات وراح يبكي ساعات طويلة. ثم بدا متردداً في استئناف المشي. هل يجب أن أقلق من أي مضار طويلة الأمد بسبب ارتطام رأسه؟

تُعتبر الضربات والكدمات جزءاً من مرحلة النمو. الأولاد الصغار فضوليون بطبيعتهم، ما يجعلهم أشقياء عند استكشاف العالم من حولهم. ولما كانت الأغراض جاذبة لهم فستثير اهتمامهم ويحاولون الوصول إليها، من ثم سيطوّرون مهارات حركية مختلفة. تتعدد الأمثلة في هذا المجال، من بينها الزحف والمشي والركض.

في مرحلة تطوير تلك المهارات الحركية، من الطبيعي أن يتعثر الأولاد ويصدموا رؤوسهم أو يرتطموا بالمفروشات، ولا مفر من أن يبكوا بضع دقائق. لا داعي للقلق لأنهم سينسون الحادثة بعد لحظات وينتقلون إلى النشاط المقبل الذي يجذب انتباههم.

لكن تختلف ردود فعل الأولاد تجاه هذا النوع من الإصابات. يميل بعضهم إلى التعافي بسرعة بينما يحتاج آخرون إلى وقت أطول وإلى شكل من الدلال. إذا كان ابنك ينتمي إلى الفئة الأخيرة، يمكنك أن تجرّبي الحِيَل التالية: حوّلي انتباهه عن الحادثة في أسرع وقت ممكن. أسمعيه أغنية للأطفال، أو اقرئي له كتاباً، أو اجلبي له لعبته المفضلة. أو يمكنك أن تأخذيه في نزهة.

بهذه الطريقة تتمكنين من فحص الإصابة طبياً لاستبعاد أية حالة خطيرة. بعد حادثة السقوط، اجعليه يشرب كمية من الحليب أو قد تكون وجبته المفضلة طريقة ممتازة كي يحافظ على هدوئه. لا داعي للقلق من ظهور الكدمات. يكفي أن تضعي الثلج عليها لتخفيف الأثر. لكن عند وجود جرح أو حصول نزف بسيط، احرصي على الضغط على مكان الإصابة لوقف النزف ونظفي الجرح بالشكل المناسب وأعطي طفلك الباراسيتامول لتسكين الألم.

لكن لا داعي للركض وراءه لمنعه من السقوط. يجب أن تعطيه فسحة من الحرية كي يتابع استكشاف محيطه. احرصي بكل بساطة على اتخاذ تدابير السلامة اللازمة في منزلك عبر تبطين الزوايا الحادة التي تكون بمستوى طوله والتأكد من أنه لا يستطيع أن يحبس نفسه في أية غرفة.

لا تؤدي الإصابات البسيطة إلى عواقب على المدى الطويل. لكن احرصي على أن يتلقى ابنك الرعاية الطبية اللازمة إذا واجه أياً من الأعراض التالية: إذا أصبح قليل الحركة وبدا كأنه لا يتعرّف إليك أو إلى عائلته أو المحيطين به، أو إذا كان يتقيأ باستمرار وأصبح متعكر المزاج وراح يبكي طوال الوقت، أو إذا أظهر بعض الحركات المتشنّجة وغير الطبيعية في أطرافه، أو إذا بكى بشدة من الألم أو عجز عن تحريك جزء معيّن من جسمه.

إذا لم يظهر أي من هذه الأعراض، لا داعي للقلق. لكن إذا ساورك رغم ذلك بعض التساؤلات أو الشكوك، لا ضير من استشارة طبيب الأطفال كي يرتاح بالك.

back to top