بثينة العيسى: نحن نعيش زمن البحث عن المعنى

• حضرت انطلاق ملتقى الحكايا والحكائين في الجامعة الأميركية

نشر في 20-03-2018
آخر تحديث 20-03-2018 | 00:03
ذكرت بثينة العيسى، خلال افتتاح ملتقى الحكايا والحكائين أن هذا ليس زمن الرواية، بل هو على ما يبدو زمن البحث عن المعنى، شيء يستطيع تحويل الوجود من جرح إلى جمال.
انطلق ملتقى الحكايا والحكائين، الذي تنظمه مكتبة تكوين بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والجامعة الأميركية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ومنصة الفن المعاصر، بحضور رئيس الجامعة الأميركية بالكويت د. تيم سوليفان، والروائية ومؤسسة مكتبة تكوين بثينة العيسى، وعدد كبير من المثقفين والمهتمين، في مبنى الجامعة الأميركية، ويتضمن الملتقى محاضرات، وندوات، وورش عمل، ومعرضا للكتب، ويستمر من 18 حتى 24 الجاري.

واستهلت العيسى كلمتها، التي جاءت بعنوان "كان يا ما كان"، قائلة: "منذ سنتين، ونحن نبحث في هذا الحقل، وننتهي دائما في المكان الذي نبتدئ منه، المخيلة. أذكر مرة أنني فكرت، هل يمكن أن يكون غياب المخيلة هو الجذر لكل شرور العالم؟".

وتابعت: "عندما نجد إنسانا قادرا على قتل انسان لأنه ببساطة عاجز عن تخيل نفسه في مكانه، كيف يمكننا أن نفهم القمع والتعصب والكراهية بوجود المخيلة، ذلك الجسر الذي يصل ضفتي الأنا بالآخر، هل سيبقى العالم على ما هو عليه إذا التزمنا كلنا بواجبنا الأخلاقي، بأن نتخيل؟".

حكاية خاصة

واستذكرت العيسى قول غسان كنفاني (إنهم يحكمون عليك لأنهم لا يعرفونك)، "لكن كيف لهم أن يعرفوك من دون مخيلة، من دون تلك القدرة على ان يمشوا خطواتك ذاتها، ان يجعلوا من أنفسهم ابطالا في حكايتك الخاصة، هو ما تفعله الحكاية، انها تمنحنا القدرة على فهم الآخر، عوضا عن الحكم عليه".

وأضافت انه إذا أردنا ان نفهم شخصا فنحن نسأل عادة، ما هي حكايته؟ كل أحاديثنا الجانبية، كل النمائم الصغيرة، أحلامنا، كوابيسنا، وجل ما نبحث عنه في الفن والادب هو الشيء ذاته تقريبا، الحكاية، نحن نريد الحكاية دائما، لأننا نريد ان نفهم، ليس الآخر فحسب بل أنفسنا ايضا، لان القصص والحكايا لم تكف قط عن كونها تلك المرايا، صقيلة، بليغة وأبدية".

واشارت الى ان الحقيقة يصعب القبض عليها، وكل ما يمكننا فعله هو ان نتحسس اجزاء منها، نضع القطع الى جانب بعضها، نبحث عن سياق سردي، منظومة نفهم من خلالها ما حدث، ولماذا حدث ما حدث؟".

المصادفة العشوائية

وبينت العيسى أن "لدينا جميعا ذلك الرجوع القديم الى المعنى، وفي كل يوم يذهب العالم أبعد نحو المصادفة العشوائية وانعدام النظام، نصبح أكثر خوفا، ماذا لو انتهينا كلنا للعيش في عالم بلا معنى؟ عالم متعذر عن الفهم تماما، أي مستقبل ينتظر الانسان إذا سرقنا منه الافق؟".

واردفت: "كثيرا ما سمعنا ان هذا هو زمن الرواية، لكن هذا غير صحيح، الرواية والقصة والفيلم والكتاب المصور والحكايات الشعبية والخرافات والملاحم الشعرية والاساطير هي مجرد أدوات للفهم، لأن هذا الزمن على ما يبدو هو زمن البحث عن المعنى، شيء يستطيع تحويل الوجود من جرح الى جمال".

وأوضحت انه تم تصميم برنامج لكي نسمح للفكرة بأن تنمو بشكل عضوي منذ السؤال الفلسفي عن المعنى وحتى السؤال الفني عن الأدوات التي نحتاج اليها لكي نصبح حكائين على نحو أفضل، في الرواية والقصة والسينما.

وتمنت للجميع رحلة مدهشة في هذا المكان الذي يشهد ولادة حكاية فريدة من نوعها، وان ينجح الجميع في الانصات لأكبر قدر ممكن من الأصوات، مضيفة: "إذا أصبحنا قادرين على فهم الحكايا صرنا أكثر قدرة على فهم الانسان".

غد أجمل

بدوره، ذكر الشاعر ومسؤول منشورات مكتبة تكوين محمد العتابي: "سنتان تلاشت فيهما الحدود بيننا وبين المكتبة التي باتت الدافع الأساسي لنا للعمل والإنتاج، المكتبة الشجرة وسط صحراء العالم وأساه، المكان الذي نقاوم فيه الجهل بصوره المختلفة وإصداراته الجديدة".

وأشار العتابي الى أن "المكتبة هي الفكرة، المشروع، التحدي، والتي لا يقنعها أن تبيع الكتب فحسب، المكتبة التي تخطف الأنفاس وتحلق بنا في فضاءات التساؤل طائرا يهب جناحيه للريح والأفكار".

ولفت الى ان "تكوين المشروع، المكتبة، البرنامج الثقافي والورش، المنشورات، كلها أدوات لنعيد تشكيل الصور النمطية عن الثقافة، لنزرع بذرة، لنشعل شمعة، لنكون بعضا من أمل، وفي تكوين نمد يدنا للجميع، لمن يقاسمنا الأحلام ويشاركنا الرؤى، نمد اليد من أجل غد أجمل".

عالم آخر

وتضمن الافتتاح تكريم الرعاة، وتحدث المؤلف الإيطالي جوزبه كاتوتسيلا في محاضرة أدبية بعنوان "القصص ونحن"، وأيضا تحدثت الروائية والناقدة زهور كرام عن بداية الحكاية، وجاء تقديمها بعنوان "نحن الحكاية".

أما الكاتب حمور زيادة فتحدث عن الإنسانية، وجاءت كلمته بعنوان "عالم آخر جميل وراء الجبال"، إضافة إلى عرض فيديو مرئي تحدثت فيه الروائية ومؤسسة مكتبة تكوين بثينة العيسى.

وتحدث خلال الفيديو المرئي كل من الإعلامي عبدالله بوفتين، والكاتبة مناير الكندري، والكاتبة أروى الوقيان، مشيدين بمكتبة تكوين ودورها في خدمة المجتمع.

الملتقى يتضمن محاضرات وندوات وورش عمل ومعرضاً للكتب

حمور زيادة تحدث عن الإنسانية... وزهور كرام تناولت بداية الحكاية

جوزيه كاتوتسيلا قدم محاضرة بعنوان «القصص ونحن»
back to top