«كامكو»: تراجع متوسط أسعار النفط للمرة الأولى منذ 8 أشهر

تواصل الضغوط الشهر الماضي على خلفية المخاوف المتعلقة بتزايد إمدادات «الصخري»

نشر في 19-03-2018
آخر تحديث 19-03-2018 | 00:00
No Image Caption
تسببت عوامل في تزايد الضغوط على أسعار النفط من بينها فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، مما أدى إلى إثارة توقعات باندلاع حرب تجارية وردود أفعال مماثلة من دول أخرى بتطبيق إجراءات مضادة، قد تتسبب في التأثير سلباً على الطلب على النفط.
تواصلت الضغوط على أسعار النفط على مدار الشهر الماضي على خلفية المخاوف المتعلقة بتزايد إمدادات النفط الصخري التي بلغت مستويات قياسية بمعدل 10.38 ملايين برميل يومياً، إذ واصل مستخرجو النفط الصخري إنتاج المزيد من الخام مستغلين فرصة ارتفاع أسعار النفط مقارنة بمستويات العام السابق.

وحسب تقرير صادر عن شركة كامكو للاستثمار، ارتفع الإنتاج الأميركي بنحو 10 في المئة منذ يناير 2018 بزيادة إضافية قدرها مليون برميل يومياً لمستويات الإنتاج، وارتفعت مستويات المخزونات النفطية التجارية في الولايات المتحدة للأسبوع الثالث على التوالي وصولاً إلى 430.93 مليون برميل، وهو مستوى لم نشهده منذ ديسمبر 2017. لكنه على الرغم من ذلك، أدى تراجع غير متوقع في مخزون المنتجات المكررة إلى موازنة تأثير ارتفاع المخزون جزئياً.

وتسببت عوامل أخرى في تزايد الضغوط على أسعار النفط من ضمنها قيام الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وأدى ذلك إلى إثارة توقعات باندلاع حرب تجارية وردود أفعال مماثلة من دول أخرى بتطبيق إجراءات مضادة قد تتسبب في التأثير سلباً على الطلب على النفط، وخاصة ضمن قطاع النقل البحري وقطاع الشاحنات. إضافة إلى ذلك، أدى ارتفاع الدولار الأميركي منذ منتصف فبراير إلى تقويض حركة صعود أسعار النفط الخام.

وعلى صعيد الطلب، تزايد الطلب على البنزين في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته على مدى سبعة أشهر وفقا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وذلك على الرغم من تزايد عمل المصافي خلال فترة تتسم في العادة بانخفاض الإنتاج نظراً لأعمال الصيانة. وقد ترتب على ذلك تراجع إجمالي مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بواقع 6.3 ملايين برميل، فيما يعد انخفاضاً أعلى بكثير مقارنة بتراجع مخزونات المشتقات الأخرى التي بلغت 4.4 ملايين برميل، كما انخفض إجمالي مخزون المنتجات المكررة بواقع 3.4 ملايين برميل فيما يعد أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2014.

من جهة أخرى، توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري ارتفاع الطلب على النفط خلال العام الحالي، لكنها ذكرت ايضاً أن نمو الإنتاج سيكون أسرع. ورفعت الوكالة توقعات الطلب على النفط للعام 2018 إلى 99.3 مليون برميل يومياً مقابل 97.8 مليون برميل يومياً في توقعاتها السابقة، أي رفعه بواقع 1.5 مليون برميل يومياً. بالإضافة إلى ذلك، أدى انتعاش النمو الاقتصادي في الصين والتي تعد أحد المحركات الرئيسية للطلب العالمي على النفط إلى تقديم دعم متقطع لأسعار النفط الخام. حيث سجلت الصين أعلى معدل تشغيل لمصافي التكرير خلال أول شهرين من العام، في حين تراجع إنتاج النفط الخام بنسبة 2 في المئة تقريبا على أساس سنوي.

وواصلت «أوبك» كبح جماح الإنتاج خلال فبراير 2018 وبلغ معدل الانتاج 32.28 مليون برميل يومياً، وهو أدنى مستوى خلال الأشهر العشرة الماضية، وفقا لبيانات وكالة بلومبرج. وسجلت السعودية أكبر معدل لخفض الإنتاج، في حين أدت القضايا السياسية الجارية في فنزويلا إلى إحداث مزيد من التراجع. وأقرت منظمة «أوبك» في تقريرها الشهري بزيادة المعروض من الدول غير الأعضاء بالمنظمة.

كما توقع التقرير تسارع وتيرة نمو العرض مقابل نمو الطلب على النفط، مما يشير إلى استمرار تتبع النهج المنظم في إنتاج النفط بعد انتهاء الموعد النهائي المقرر حالياً. ويعزز ذلك وجهة نظرنا بأن أسعار النفط ستواصل تحركها ضمن نطاق محدود على المدى القريب، حيث إن التأثير الإيجابي لنمو الطلب سيقابله ارتفاع في إنتاج النفط الصخري، والذي سيدعمه النمو المتوقع في النفقات الرأسمالية لمستخرجي النفط في الولايات المتحدة، إضافة إلى خطط زيادة الإنتاج ضمن اعضاء «أوبك».

وبدأ التعافي التدريجي الذي شهدته أسعار النفط خلال العام الماضي في الانحسار في فبراير 2018 بتراجع متوسط الأسعار للمرة الأولى منذ يونيو 2017، إذ انخفض متوسط سعر نفط «أوبك» بنسبة 5.0 في المئة في فبراير 2018 ليصل إلى 63.5 دولارا للبرميل مقابل 66.9 دولارا للبرميل في الشهر السابق. كما انخفض سعر خام النفط الكويتي بنسبة 5.5 في المئة إلى 62.1 دولارا للبرميل، في حين شهدت أسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت أكبر معدل تراجع بنسبة 5.7 في المئة مع بلوغ متوسط السعر إلى 65.2 دولارا للبرميل خلال الشهر. واستمرت الاتجاهات المبدئية للأسعار في مارس 2018 في التراجع، حيث انخفض سعر مزيج خام برنت إلى مستوى متدن بلغ 63.9 دولارا للبرميل على خلفية المخاوف المتعلقة بزيادة المعروض.

وكالة الطاقة الدولية توقعت في تقريرها الشهري ارتفاع الطلب على النفط خلال العام الحالي
back to top