ما قــل ودل: الصقر رجل دولة وسياسة وحالم بمستقبل عربي واعد

نشر في 18-03-2018
آخر تحديث 18-03-2018 | 00:14
هو من رجال السياسة القلائل الذين يحترمون الواقع ويقدرونه بل يلتزمون به، وليس فيه مكر رجال السياسة،
ولا يستطيع أن يداري أو يناور، لكنه يستطيع أن يستخرج من الواقع أفضل ما فيه، ومن الزمن أقصى ما يجود به، ومن المكان أعظم ما ينطوي عليه.
 المستشار شفيق إمام ليس بعد تهئنة صاحب السمو الأمير، لمحمد جاسم الصقر، تهنئة باختياره رمزا إعلاميا من اللجنة العليا لمسابقة الشيخ مبارك الحمد الصباح للتميز الصحفي، ورجل هذا العام لدوره الرائد في خدمة وطنه ومهنة الصحافة وترسيخ قواعدها المهنية والالتزام بأخلاقياتها، وإنجازاته في خدمة وطنه وأمته، وحمد خصاله، بما يجعله رمزاً مشرفاً لهما، وهي بمثابة النقاط التي توضع على الحروف، والتي لم تتسع لغيرها كلمة عريف هذه الدورة للمسابقة وأحد أعضاء لجنتها العليا، التي قالها وهو يعلن اختيار اللجنة له.

وقد تابعت مشواره الصحافي الطويل في جريدة "القبس" ورئيسا لتحريرها لمدة ربع قرن، قبل أن يصدر صحيفة "الجريدة" لتصبح بمقياس الزمن منذ صدورها قبل عشر سنوات وشهور ثاني أكبر الصحف اليومية انتشاراً في الكويت، وأول الصحف المقروءة فيها، على مستوى من يقرؤون الصحف اليومية، أمام زحف الإعلام الإلكتروني من النواحي كافة، والحرية المتاحة لأصحاب الرأي من الكتّاب الصحافيين وغيرهم وفي التقارير والتحقيقات، لما اكتسبته من مصداقية، جعلها محل احترام الجميع.

وأذكر في مشواره الصحافي لقاءاته بعشرات من رؤساء الدول وزعماء العالم، باحثا عن الحقيقة، ملماً إلماماً كاملا بجوانب الموضوعات المطروحة عليهم، دبلوماسيا من الدرجة الأولى.

ولم يشغله عمله الصحافي عن أن يكون رجلا عاما ورجل دولة، لا تختلط عليه الأمور فيها، ولا يلتوي عليه القصد، ولا يفلت منه سر النجاح، ففاز برئاسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة طوال الفصول التشريعية التي ترشح لشغل مقعد فيها، وترأس أول برلمان عربي في أولى دورتين له، ليكون للكويت القِدْح المعلّى في الثقة التي منحها له الأغلب الأعم من البرلمانات العربية في الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات التي جرت في هذه البرلمانات، فتصدرت الكويت قيادة العمل العربي المشترك بفوزه برئاسة البرلمان العربي.

وهو من رجال السياسة القلائل الذين يحترمون الواقع ويقدرونه بل يلتزمون به، وليس فيه مكر رجال السياسة، ولا يستطيع أن يداري أو يناور، لكنه يستطيع أن يستخرج من الواقع أفضل ما فيه، ومن الزمن أقصى ما يجود به، ومن المكان أعظم ما ينطوي عليه.

وقد عبرت صفاته وخصائصه عن نفسها عندما كان عضوا في مجلس الأمة في مواقفه الداعية إلى أن يكون كل فرد في المجتمع عاملا منتجاً رافضاً أن يعتمد كل فرد على الدولة في كل شيء من المهد إلى اللحد، لا يخشى في الحق لومة لائم، وهو في هذه الدعوة يجازف بخسارة أصوات انتخابية يسعى بعض النواب إلى الحصول عليها في الانتخابات البرلمانية التالية.

وفي رئاسته للبرلمان العربي ورئاسته لمجلس العلاقات العربية والدولية يبني في الخيال العربي عالما يسوده الإخاء والتسامح والتصالح والمصلحة العليا للأمة العربية، لا يصيبه اليأس أو يحيق به القنوط، مواصلا مشواره العربي في أناة وهدوء وتروٍّ، حالما كأحلام الشعراء، في أن يعود هذا الجهد العربي الذي يبذله ولا يزال يبذله في تحقيق أقصى ما نستطيع من آمال في واقع مرير ومؤلم.

back to top