حمية «الديتوكس»... استغني عنها

نشر في 18-03-2018
آخر تحديث 18-03-2018 | 00:00
No Image Caption
هل تريدين أن تخسري الدهون سريعاً؟ تعرّفي إلى الأسباب التي تجعل الحميات السريعة أسوأ الخيارات المتاحة!
1- اختلال توازن السوائل في الجسم

يبدو بعض الحميات فاعلاً في المرحلة الأولى، إذ من الطبيعي أن تخسري الوزن حين تمتنعين عن استهلاك بعض المغذيات لتخفيض نسبة السعرات المستهلكة يومياً. لكنك لن تخسري بهذه الطريقة الدهون بل الماء! لهذا السبب تحديداً، تُعتبر حميات الديتوكس بالغة الخطورة. تنعكس هذه الحميات سلباً على التوازن بين السوائل وبين الأملاح داخل الجسم، ما يعني أنك قد تخسرين كمية كبيرة من السوائل والأملاح بسرعة. يؤدي هذا الخلل إلى جفاف الجسم، ما يؤثر في الشكل والشعور والأداء.

عند المبالغة في تطبيق هذه الحميات، تبرز مخاطر جدّية أخرى كاضطراب إيقاع ضربات القلب واختلال وظائف أساسية في الجسم.

إذا فكرتِ إذاً بتجربة إحدى حميات الديتوكس الرائجة اليوم، تذكّري أنك قد تخسرين الوزن على الميزان بعد بضعة أيام لكنك ستفقدين في الوقت نفسه عناصر أساسية يحتاج إليها الجسم طوال الوقت. نتيجة خسارة الماء، ستشعرين بالتعب والإحباط وسيجفّ جسمك ولن تحصلي بذلك على الحياة الصحية والسعيدة التي كنت تتوقعينها!

يجب أن يفهم الناس أولاً السبب الذي يجعلنا نخسر الوزن أو نكسبه. نظرياً، يكون فقدان الوزن بسيطاً ويرتكز على «معادلة توازن الطاقة» التي تدعو إلى استهلاك سعرات حرارية من الأغذية بنسبة أقل من السعرات التي نحرقها.

بكل بساطة، نصرف الطاقة من خلال العيش: يحرق الجسم السعرات في أوقات الراحة كي نبقى على قيد الحياة، لكنه يحرقها أيضاً خلال النشاطات اليومية وحصص الرياضة والتغوط. إذا بدأنا نستهلك سعرات أقل من تلك التي نحرقها مع مرور الوقت، نخسر الوزن. وإذا حصل العكس، نكسب الوزن.

تعطي الحميات كافة مفعولها بناءً على هذا المفهوم. لكن لا يعني ذلك أنها كلها تكون فاعلة بالمستوى نفسه، أو تسمح بتحسين الصحة وزيادة السعادة! في ما يتعلق بحميات الديتوكس الشائعة فهي ليست غير نافعة فحسب، بل تضرّ بالدماغ والجسم أيضاً! إليك نظرة إلى مضار هذه الحمية:

2- حرمان الجسم من المغذيات

يرتكز معظم الحميات السريعة على حذف أنواع محددة من الأغذية أو التخلي عن فئات غذائية كاملة، ما يعني أنّ هذه المقاربة تحرم الجسم من المغذيات التي تضمن سلامة وظائفه. تتكوّن تلك المغذيات من دهون وبروتينات وفيتامينات ومعادن. لذا لا مفر من أن يتأثر مظهرك ووضعك العام.

ستواجهين أعراضاً جسدية متعددة، من بينها الشعور بألم في المفاصل والعضلات، والتكاسل، والضعف، وبشرة جافة أو باهتة، واضطراب النوم، فضلاً عن مجموعة واسعة من الأعراض العقلية كالجوع الدائم، وتراجع الطاقة، والإرهاق، وتعكر المزاج، وفقدان التركيز والحماسة.

كذلك ستفكرين بالطعام طوال الوقت، ولن تُرضي جسمك بمحتوى وجبتك المقبلة! نتيجةً لذلك، ستشعرين بالضيق بعد فترة قصيرة وتتساءلين إذا كانت هذه الآثار الجانبية كلها تستحق العناء.

على صعيد آخر، تنعكس حميات الديتوكس بشدة على وضعك الصحي على المدى الطويل ومستوى رشاقتك وراحتك عموماً.

3- تباطؤ الأيض

يركّز الجسم دوماً على المأكولات التي تصل إليه حفاظاً على سلامته. حين تقلّصين الكمية المستهلكة فجأةً، يقوم بالتعديلات اللازمة كي لا يجوع. نتيجةً لذلك، سيتباطأ الأيض حفاظاً على الطاقة وسينقل الجهاز الهضمي الطعام بوتيرة أبطأ من العادة كي يستخلص منه أكبر قدر من السعرات الحرارية والمغذيات، ما يسبب مشاكل هضمية كالنفخة أو الإمساك.

كذلك، ستتباطأ مسارات التعافي وسيتراجع إنتاج بعض الهرمونات الضرورية، من بينها الهرمونات الجنسية الأولية، أي التستوستيرون والأستروجين والبروجستيرون. لكن يسبّب تباطؤ الأيض أكبر المشاكل: حين يتباطأ الأيض، يفهم الجسم أنه يحتاج إلى سعرات أقل كي يعيش، ما يعني ضرورة أن تُخفّضي السعرات المستهلكة من الطعام لفقدان الوزن. سرعان ما يدخل الجسم في دوامة تجعله يحتاج إلى سعرات أقل كي يعمل، ما يُصعّب خسارة الوزن رغم تخفيف الأكل.

4- فقدان الشهية

تتوقف الشهية على سلسلة من الحلقات الموجودة في الجهاز الهضمي والدماغ. ثمة أجهزة استشعار أيضاً في الخلايا الدهنية لإبلاغ الدماغ بحجم المخزون الدهني. عند حصول أي نقص في الأغذية المستهلكة، يعوّض الجسم عبر إطلاق الشعور بجوع شديد. مهما كانت إرادتك قوية، سيكون تأهب الدماغ الذي يسعى إلى تجنب الجوع أقوى بكثير.

في النهاية، ستتخلين عن الحمية وتعاودين الأكل بشكل طبيعي. لكنك ستحتاجين في هذه المرحلة إلى سعرات أقل من السابق بسبب تباطؤ الأيض وتسترجعين الكيلوغرامات المفقودة لأن الدماغ يرسل فائض الطاقة كله لملء المخزون الدهني والتأكد من تجنب الجوع مجدداً. هكذا ستفكرين بالطعام دوماً وتأكلين كميات إضافية. لهذا السبب، يتنقل معظم الناس بين حميات مختلفة ويكسبون الدهون بدل خسارتها.

ستواجهين أعراضاً عدة كالجوع الدائم وتراجع الطاقة وتعكر المزاج
back to top