د. هنري العويط مكرماً في «المهرجان اللبناني للكتاب»:

(مؤسسة الفكر العربي) تنسجم وتطلعاتي في الحوار والانفتاح

نشر في 18-03-2018
آخر تحديث 18-03-2018 | 00:00
No Image Caption
كرّم المهرجان اللبناني للكتاب (3-18 مارس 2018)، الدكتور هنري العويط، المدير العام لـ «مؤسسة الفكر العربي»، وشارك في الاحتفال الدكتوران ناصيف قزي الذي توقف عند محطات من مسيرة هنري العويط الفكرية والأكاديمية، وجرجورة حردان الذي ألقى الأضواء على هنري العويط الإنسان.
يشغل الأستاذ هنري العويط الآن، إلى موقعه الأكاديمي في الجامعة اليسوعيَّة ببيروت وتدريسه مادتي «الأدب العربي الحديث» و«الترجمة»، رئاسة «اللجنة الوطنية اللبنانيَّة لليونسكو»... والمدير العام

ﻟ«مؤسسة الفكر العربي»، كما أوضح د. ناصيف قزي، في كلمته خلال تكريم د. هنري العويط من «المهرجان اللبناني للكتاب».

وأضاف: «درَّس هنري العويط الفلسفة العربيَّة والفلسفة العامة وتاريخ العلوم عند العرب في عدد من المؤسسات التربويَّة الخاصة. كذلك تنقَّل في الجامعة اليسوعية بين وظائف إداريَّة وأكاديميَّة عدة: من أمين عام الجامعة إلى نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديميَّة. شغَل، إلى ذلك، عضويّة لجان وهيئات وطنيَّة وعربيَّة ودوليَّة، وله مساهمات في مؤتمرات وطنيَّة وعربيَّة ودوليَّة. فضلاً عن مؤلفات وأبحاث ومقالات عدة في اللغتين العربيَّة والفرنسيَّة. كما كانت له ترجمات مختلفة»...

وهنري العويط، الذي يهوى المطالعة والسباحة والسفر، هو بحسب د. قزي «عاشق الآفاق»... «إنه مثقف متمكن وأكاديمي عريق. صاحب رؤية في الإدارة التربوية والتعليم العالي. ناقد أدبي: شعراً ونثراً. ومترجم وكاتب باللغتين: العربيَّة والفرنسيَّة. وفوق ذلك وطني أصيل».

وختم كلمته د. قزي متوجهاً إلى هنري العويط بالقول: «جسَّدت في ما كتبت، ومن مواقعك كافة، إلى قيمة لبنان الحضارية في هذا المشرق، دورَه الريادي في إحياء الثقاقة العربيَّة، وهذا ما يَبْرُزُ في كتاباتك في مجلة «أفق» التي تصدرها مؤسستُكم اليوم، ولا سيما في ما يمكن أن أسميه زمنَ أفول النهضة وخيبات روادها... بل أكثر من ذلك، أقول، زمنَ موت الحداثة».

محاور متواضع

حول مؤلفات د. هنري العويط المتعددة المحاور تحدّث

د. جرجورة حردان، موضحاً أنها تغطّي الترجمة والدراسة الأدبيّة النقديّة وتحديث أساليب تعلم اللغة العربيّة وتعليمها وإشكاليّات التعليم العالي.

ومتوقفاً عند دور العويط على الصعد الوطنية والعربية والدولية، قال د. حردان: «على الصعيد الوطني، راح يتنقّل في وزارة التربية والتعليم العالي بين لجنة المعادلات التي بقي فيها 40 عاماً وبين اللجان التربويّة الأخرى كاللجنة الفنّيّة، ولجنة كتابَي التاريخ والتربية، ولجان المناهج، فكان من الطبيعي، من خلال خبرته المتينة والمتعددة الأبعاد أن يشارك في إعداد القوانين الخاصّة بالتعليم العالي وضمان الجُودة، وأن يرأَس اللجنة الوطنيّة للأونيسكو طوال سنوات».

أضاف: «على الصعيد العربي، لم يدخل محفلاً جامعيّاً أو علميّاً إلا وأصبح من أهله ومن المتأصلين فيه والمشاركين في تنفيذ مشاريعه، وراح يتنقّل عُضواً نشيطاً فاعلاً بين اتحاد الجامعات العربيّة، والمركز الإقليمي للجودة والتميّز، والمجلس الدولي للغة العربيّة، والمكتب الإقليمي للتربية في الدول العربيّة».

«أما على الصعيد الدولي، فعمِل د. العويط طوال سنوات في تجمّع أمناء السر في الجامعات الفرنكوفونيّة وفي لجنة الخبراء المكلّفة بإعداد الاتفاقيّة الدوليّة للاعتراف بمؤهلات التعليم العالي»، قال د. حردان.

وأشار إلى أن «وراء هذه التصرفات كلها إنساناً بكل ما للكلمة من معنى، يصغي إليك باهتمام، فيريحك ويشعرك بأنه سيخدُمك برموش عينيه، يتقن الحوار فيطرح عليك الأسئلة المناسبة في اللحظة المناسبة، يدخل إلى عالمك ليعيش معك همومك وشجونك وتساؤلاتك، بل يحِل محلّك مذكّراً بالمُهل التي تحددها الأنظمة والقوانين وبما عليك القيام به دون إبطاء أو تاجيل، وكأني به يسهر، مثلك بل أكثر منك، على مصالحك ومشاريعك».

انسجام تام

ألقى د. هنري العَويط كلمة ركز فيها على أن «توجّهاتُ مؤسّسةِ الفكرِ العربيّ، التي استضافتني في رحابها في المحطّةِ الأخيرةِ من مسيرتي المِهْنيّة منسجمة تمامَ الانسجام مع ما ألِفتهُ من توجّهات».

أضاف: «مع أنّ مقرّها في بيروت، يتوزّعُ نشاطُها من مؤتمراتٍ وندواتٍ ودراساتٍ وتقارير، على مجموعِ الدولِ العربيّة، في المشرقِ والمغرب. وفضلاً عن طابَعها العربيّ الشامل، تمتاز بانفتاحِها الواسعِ والمتنامي على أربعةِ أقطارِ المعمورة. وخيرُ ما يجسّدُ مداها العالميّ، برنامجُ الترجمة الذي أطلقه رئيسُها، المثقّفُ المتنوّر، الأمير خالد الفيصل، بعنوان «حضارة واحدة»، تدليلاً على أنّ لشعوبِ العالمِ لغاتٍ وثقافاتٍ مختلفة، ولكنّها مدعوّةٌ إلى أن تتلاقى وتتحاورَ وتتفاعلَ وتتلاقح، لأنّها تنتمي جميعُها إلى حضارةٍ واحدة، حضارةِ الإنسانيّة الجامعة. هذه هي، بإيجازٍ كلّي، المُناخاتُ الروحيّةُ والفكريّةُ والثقافيةُ التي عِشتُ وأعيش في فضاءاتها».

د. ناصيف قزي: العويط مثقف متمكّن وأكاديمي عريق صاحب رؤية في الإدارة التربوية والتعليم العالي
back to top