فيفا يوجه تحذيرا شديد اللهجة الى اليونان ويلوح بتعليق عضويتها

هيوبل: بعد حادثة «مسدس سافيديس».. اليونان على «شفير الهاوية»

نشر في 14-03-2018 | 21:17
آخر تحديث 14-03-2018 | 21:17
No Image Caption
وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأربعاء تحذيرا شديد اللهجة الى اليونان على خلفية أزمة العنف والشغب في الملاعب، بلغ حد التلويح بتعليق عضويتها في الهيئة الدولية في غياب إجراءات جذرية لوضع حد لمشكلة مزمنة.

ودخلت كرة القدم اليونانية في أزمة حادة منذ مساء الأحد، والذي شهد دخول رئيس نادي باوك سالونيكي رجل الاعمال الروسي-اليوناني إيفان سافيديس الى أرض ملعب مباراة ضد ضيفه أيك أثينا، ومسدسه ظاهر على خصره، احتجاجا على قرار للحكم، في خطوة تلاها الاثنين قرار عاجل من الحكومة اليونانية بتعليق مباريات الدوري المحلي الى أجل غير مسمى.

ودفعت الأزمة الاتحاد الدولي الى إرسال وفد منه الى أثينا على وجه السرعة ولقاء مسؤولين حكوميين، في زيارة تخللها توجيه مسؤول من الفيفا تحذيرا صارما الى اليونان بأن الوضع بات "على شفير الهاوية".

وقال هربرت هيوبل، رئيس لجنة الرقابة في الفيفا المكلفة متابعة مسألة اليونان، ان "هذا التصرف دفعنا للمجيء الى هنا لتقديم التوصيات".

أضاف في مؤتمر صحافي بعد لقائه وزير الدولة للشؤون الرياضية يورغوس فاسيلياديس ورئيس الاتحاد اليوناني ايفانجلوس غرامينوس، ان "كرة القدم في اليونان على شفير الهاوية"، وملمحا الى ان خروج اليونان من الاتحاد الدولي لكرة القدم "والذي كان يبدو بعيدا، لم يعد كذلك".

وأشار هيوبل الى ان الفيفا، وبعدما يرفع اليه تقرير اللجنة المكلفة مسألة اليونان، سيتخذ قراره في غضون عشرة أيام "أو أقل".

وكانت الحكومة اليونانية قد سارعت الاثنين الى اتخاذ قرار بتعليق مباريات الدوري، ولم يخف مسؤولون يونانيون حينها تخوفهم من عقوبات صارمة من الفيفا في حال استمرت أعمال الشغب بالهيمنة على منافسات كرة القدم.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ديميتريس تزاناكوبولوس ان ما قام فيه سافيديس كان "القشة التي قصمت ظهر البعير"، معتبرا ان دخوله المسلح الى أرض الملعب "كان فصلا يضاف الى لائحة طويلة من العنف والتصرفات العدائية التي للأسف تطبع كرة القدم منذ عقود".

ورأى هيوبل في مؤتمره الأربعاء ان "الهدف في أي مباراة هو الفوز، لكن ليس بالقوة ولا بالسلاح. لا بالتهديد ولا بالابتزاز".

أما غرامينونس، فأشار الى ان تعليق مباريات الدوري سيبقى نافذا لأسبوع إضافي على الأقل، في انتظار اقتراحات من الأندية حول سبل خفض مستويات العنف والشغب في الملاعب.

وقال "بحلول 23 مارس، ستكون ثمة تعهدات مكتوبة من كل الأطراف المعنية لانهاء العنف في الملاعب وخارجها وضمان السلامة".

وشهد الدوري اليوناني هذا الموسم سلسلة من أعمال العنف والشغب التي جعلت من المباريات أقرب الى مبارزات تحسم نتائجها في قاعات المحاكم ولجان الاستئناف، بدلا من أرض الملعب.

وفي وقت سابق من مارس، قام نحو 40 مشجعا لباوك بالدخول عنوة الى مقر قناة التلفزيون الرسمية وأرغموا مقدم برنامج رياضي على قراءة رسالة أعدوها احتجاجا على سحب ثلاث نقاط من فريقهم على خلفية توقف مباراته ضد أولمبياكوس بعد تعرض مدرب الأخير لمقذوفات من المشجعين. وألغت لجنة الاستئناف في الاتحاد اليوناني هذه العقوبة الأحد، قبل ساعات من المباراة بين باوك وأيك.

ولم تقتصر المشاكل على باوك، بل شملت أيضا الأندية الأربعة الكبرى في اليونان وهي، اضافة الى النادي المذكور، أيك أثينا وأولمبياكوس وباناثينايكوس، على رغم الاجراءات المتعددة التي حاولت السلطات وضعها موضع التنفيذ، لتفادي أعمال الشغب والعنف في الملاعب.

ففي منتصف فبراير الماضي، عوقب أولمبياكوس بسحب ثلاث نقاط من رصيده وتغريمه 90 ألف يورو بعد اجتياح مشجعيه لأرض الملعب اثر خسارة أمام أيك. وفي نهاية الشهر نفسه، صدرت أحكام تراوح بين السجن 30 شهرا وعشرة أعوام (بعضها مع وقف التنفيذ)، بحق 58 شخصا على خلفية فضيحة كبرى حول التلاعب بنتائج مباريات، تعود الى عام 2011.

واعتذر سافيديس، رجل الأعمال الثري الذي يعد من المؤيدين لرئيس الحكومة ألكيسيس تسيبراس، في بيان الثلاثاء عما أقدم عليه.

وصدرت مذكرة توقيف بحق سافيديس لمدة 24 ساعة، الا ان رئيس النادي بقي حرا طليقا ولم يتم توقيفه من قبل الشرطة لكنه يواجه احتمال معاقبته بالحرمان من دخول الملاعب لفترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، وغرامة مالية تصل الى 50 الف يورو.

ودافع لاعبو باوك عن رئيسهم الأربعاء، قائلين في بيان انه كان "رب عمل مذهل وبمثابة والد ثان بالنسبة إلينا جميعا".

ووقعت الحادثة الأحد خلال مباراة باوك وأيك المتنافسين على صدارة دوري الدرجة الأولى. وساد التعادل السلبي في المباراة حتى الدقيقة 90، عندما باوك هدفا ألغاه الحكم بداعي التسلل، ما دفع لاعبيه ومسؤوليه، الى الاحتجاج ودخول أرض الملعب، ومنهم سافيديس الذي بدا مسدسه ظاهرا.

وتوقفت المباراة لفترة، قبل ان يعود الحكم عن قراره ويحتسب الهدف، ليواجه بعد ذلك برفض لاعبي أيك مواصلة اللعب، وتوقفت المباراة نهائيا.

وشهد المؤتمر الصحافي لهيوبل بعض الفوضى أيضا، لاسيما من قبل الصحافيين، ما دفع موفد الفيفا الى مطالبتهم بـ "الهدوء"، معتبرا ان طريقة التصرف "هي المثال الأفضل على ان ثمة أمرا لا يسير على ما يرام".

back to top