مؤلفة كتاب «حرّك دماغك» ويندي سوزوكي:

المشي للسعادة والهرولة لتحسين الذاكرة

نشر في 15-03-2018
آخر تحديث 15-03-2018 | 00:00
No Image Caption
تُعلّم ويندي سوزوكي العلوم العصبية في جامعة نيويورك وأصبحت معروفة عالمياً ببحوثها لكنها شعرت بوجود خطب ما في حياتها. لذا قررت أن تقصد النادي الرياضي حيث اكتشفت عالماً مجهولاً كان كفيلاً بتغييرها وتغيير دماغها.
تشرح سوزوكي تجربتها في كتاب Bouge ton Cerveau «حرّك دماغك».
ما الذي فهمتِه عن الرابط القائم بين النشاط الجسدي وبين الأداء الدماغي؟

كنت أملأ ملفات مملة للحصول على تمويل لبحوثي. كانت هذه المهمّة رتيبة: كنت أكتب بشكل تلقائي، وتمتعت بتركيز ممتاز وكنت أستطيع تذكّر التفاصيل المهمة كافة كي أدافع عن قضيتي. طرحتُ فرضية مفادها أن النشاط الجسدي المنتظم الذي أمارسه منذ سنة ربما ساهم في تغيير مستوى تركيزي وأداء الذاكرة طويلة الأمد في دماغي، أو ربما أثّر أيضاً في مزاجي العام ومستوى طاقتي وحياتي الاجتماعية.

تغيّر كل شيء فخسرتُ الوزن وكسبتُ صداقات جديدة. نعم، حصلت ثورة حقيقية في حياتي!

ما الذي دفعكِ إلى تطوير طريقة فهمك هذه الظاهرة؟

أردتُ أن أتأكد من هذه النظرية وأن أفهم فكرة أساسية: حين نقوّي الجسم، هل يستفيد الدماغ أيضاً؟ عندما تصفّحتُ المراجع العلمية، لاحظتُ إلى أي حد يؤثر النشاط الجسدي المنتظم في النوم والمزاج. كنتُ استكشفتُ الموضوع بنفسي طبعاً لأنني متخصصة في علم التشريح وفي وظيفة منطقة الحصين الدماغية المرتبطة بالذاكرة. ذكرت المراجع التي طالعتُها أن الجرذ في بيئة شاسعة ومليئة بالألعاب (ثمة احتمال بأن يقوم بنشاط جسدي في قفصه) يُصنّع خلايا عصبية جديدة في الحصين. أثبت باحثون آخرون زيادة حجم الغلاف الخارجي للقشرة الدماغية تحت تأثير بعض العوامل التدريبية، أي ما يُسمّى المرونة العصبية. كان الغوص في هذا الموضوع مثيراً للاهتمام.

ما الذي يحصل في الدماغ خلال النشاط الجسدي؟

يزيد النشاط الجسدي إنتاج عوامل النمو، من بينها عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ الذي يحفّز بدوره على إنشاء الخلايا العصبية. بعد الحصة الرياضية، يزيد مستوى عوامل النمو. ارتفع معدّل عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ بعشرة أضعاف لدى الجرذ بعد سنة على وجوده في تلك البيئة الخاصة. يسهل أن نتوقع وضعاً مماثلاً لدى البشر. لا تزال بحوثنا مستمرة في المختبر في هذا الشأن.

ماذا يحصل بعد ساعة من الرياضة؟

أجرينا تجارب على أشخاص يركبون الدراجة الهوائية، قبل الحصة الرياضية وبعدها. من خلال ركوب الدراجة الهوائية أو ممارسة أي تمارين بدنية تضمن تحريك الجسم، يمكن تحسين مستوى التركيز وتطوير الذاكرة قصيرة الأمد. كذلك ستنشط قدرتنا التكيفية وسيسهل علينا أن ننتقل من نشاط إلى آخر.

هل من نشاط جسدي أفضل أو أسرع من غيره؟

المشي أفضل تمرين جسدي لأنه يعزّز مشاعر الراحة والسعادة نتيجة لزيادة مستويات الوسائط العصبية الإيجابية مثل السيروتونين والنورادرينالين والدوبامين. لذا يوصي الخبراء بالرياضة لتجاوز بعض حالات الإدمان الأكثر خطورة. لكن لتحسين الذاكرة على المدى الطويل وتصنيع الخلايا العصبية اللازمة، تكون الهرولة والتمارين القلبية التنفسية (رقص، أعمال منزلية، الاعتناء بالحديقة...) أكثر فاعلية.

هل العمر معوق أم ميزة؟

من المعروف أن النشاطات الجسدية، مثل المشي أو التاي تشي، تعطي المسنين منافع دماغية كثيرة لأنها تنظّم المزاج والنوم وتحافظ على الأداء المعرفي وتحمي من داء الألزهايمر. تبقى الدراسات على الراشدين الشباب نادرة. لكن وفق دراسات جرت على الحيوانات، نستنتج أن أدمغة الراشدين الأصغر سناً تستفيد أيضاً من النشاط الجسدي.

إذا كنا نفيد دماغنا حين نتحرك، هل يمكن أن ننشّط الأداء الرياضي عبر تكوين عقلية إيجابية؟

إنه أمر ممكن طبعاً! أثبتت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين كانوا مقتنعين بأن وضعهم الصحي والعقلي ممتاز حرقوا سعرات إضافية وخسروا وزنهم الزائد وشعروا بالتحسن. استناداً إلى هذه النتيجة، يمكن أن نستنتج أن العقلية الإيجابية تؤثر بشدة في سلوكنا ومزاجنا. سنستفيد جميعاً من اعتبار النشاط الجسدي مفيداً وسرعان ما تعطي الرياضة ثمارها.

back to top