أنقرة تناوش الأسد في عفرين... وتتناغم مع موسكو

● لافروف يحذر واشنطن مجدداً من شنّ ضربة
● النظام يتقدم في الغوطة... وخروج 300

نشر في 15-03-2018
آخر تحديث 15-03-2018 | 00:05
قوات النظام في بيت سوا أمس (أ ف ب)
قوات النظام في بيت سوا أمس (أ ف ب)
غداة إعلانه تطويق مدينة عفرين كاملة، شنّ الجيش التركي غارات جديدة على مواقع القوات الموالية لدمشق في المدينة الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، في وقت وجهّت موسكو تحذيراً لواشنطن هو الثاني من نوعه خلال 24 ساعة من مغبة مهاجمة سورية تحت أي ذريعة.
وسط مساعي أنقرة لإحكام الطوق على معقل وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، قتل 10 مقاتلين موالين للرئيس السوري بشار الأسد إثر غارات تركية استهدفت حاجزاً لهم على الطريق الوحيد المؤدي من المدينة باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام في بلدة نبل ذات الأغلبية الشيعية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وعلى الفور، أكد قائد موال للأسد أن مقاتلين شيعة استخدموا المدفعية لاستهداف مواقع تركية في مدينة مارع شمالي حلب رداً على الضربة الجوية، التي أصابت نقطة تفتيش على طريق عفرين.

وفي إطار حملتها على الوحدات الكردية أطلقتها في 20 يناير باسم «غصن الزيتون»، تمكنت القوات التركية وفصائل المعارضة من السيطرة على نحو 60 في المئة من مساحة المنطقة، وباتت تطوق حالياً مدينة عفرين وتسعين قرية في ريفها بشكل شبه كامل.

اقرأ أيضا

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن هذه القوات ترصد المنفذ الوحيد المؤدي من عفرين باتجاه بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام، مشيراً إلى أن آلاف النازحين وصلوا إلى البلدتين في الأيام الأخيرة سيراً عبر طرق تهريب عدة وطويلة خشية من اقتراب المعارك.

ومع تقدم القوات التركية، تشهد مدينة عفرين اكتظاظاً سكانياً جراء حركة النزوح الكبيرة إليها. ويقدر المرصد عدد المقيمين فيها حالياً بنحو 350 ألفاً بالإضافة إلى عشرات الآلاف في القرى المجاورة لها.

أحلام يقظة

وفي تصريح اعتبره حلفاء واشنطن «أحلام يقظة»، عبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أمله في أن يسيطر على مدينة عفرين كاملة بحلول مساء أمس، قبل أن يوضح مصدر في الرئاسة التركية أنه قصد «إنجاز تطويق كامل» للمدينة.

وشدد إردوغان أيضاً على أن «الطرقات التي يستخدمها الإرهابيون في الشرق للدخول للمنطقة والخروج منها، ستغلق اليوم أو غداً»، مكرراً قوله، إنه بعد عفرين ستقوم تركيا «بتطهير» المدن الأخرى الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، ومنها منبج، التي ينتشر فيها جنود أميركيون، وصولاً إلى شن عمليات عسكرية ضد «رؤوس الإرهابيين» في شمال العراق.

وأكد مسؤول مكتب العلاقات العامة في قوات سورية الديمقراطية (قسد) ريدور خليل، أن الرئيس التركي «يحلم أحلام اليقظة»، مشيراً إلى أنه «في المدينة مئات آلاف المدنيين، والمدافعون عنها على أسوارها ولن يسمحوا باقتراب الجيش التركي وفصائله منها بهذه السهولة»، محذراً من أن «النتائج ستكون عليهم كارثية ومكلفة جداً».

وتعهد المتحدث باسم وحدات عفرين بروسك حسكة بمواصلة القتال «مهما كان الثمن»، مشيراً إلى أن القوات الكردية القوات تتصدى لهجمات الجيش التركي منذ إطلاقه «غصن الزيتون» قبل 54 يوماً.

وفي ثاني رسالة من نوعها، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بشدة من مغبة توجيه أي ضربات لقوات الأسد، معرباً عن أمله بعدم تنفيذها لأي مخططات أو إجراءات غير مسؤولة.

وبعد ساعات من تهديده ورئيس أركان القوات الروسية فاليري يراسيموف بعواقب وخيمة جداً في حال نفذت واشنطن خططها، قال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو: «كالعادة، ستقوم الولايات المتحدة بلفت انتباه المجتمع الدولي إلى معاناة المدنيين والضحايا الأبرياء وخسائرهم، وتستخدم ذلك ذريعة لاستعمال القوة، بما في ذلك ضد العاصمة السورية».

وكرر لافروف كلام يراسيموف عن «إعداد أعمال استفزازية تحاكي استخدام الكيماوية خصوصاً في الغوطة، لتشكل مبرراً للجوء التحالف الدولي إلى القوة بما في ذلك ضد العاصمة السورية»، موضحاً أن «روسيا حذرتها يوم أمس بشدة من خلال جميع القنوات».

معركة الغوطة

في هذه الأثناء، بدأ أمس إجلاء الدفعة الثانية من الحالات الطبية من الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق المتوقع أن تشمل إخراج عشرات الأهالي.

وبدأت عمليات إجلاء بخروج 150 من المرضى والمصابين من دوما كبرى مدن الغوطة، أمس الأول، بموجب اتفاق مع الفصائل المسيطرة في المنطقة، وأكد مسؤول في الهلال الأحمر في دمشق، قام بتسهيل عمليات الاجلاء، إتمام العملية الجديدة أمس.

وفي حين عرض التلفزيون الحكومي صوراً لعربات إسعاف تابعة للهلال الأحمر وهي تغادر الغوطة وتدخل مناطق سيطرة النظام، أعلن المتحدث باسم القيادة الروسية في سورية اللواء فلاديمير زولوتوخين مغادرة 300 شخص منذ فتح الممر الإنساني في مخيم الوافدين.

ميدانياً، أكملت قوات النظام عملية شطر الغوطة بسيطرتها الكاملة على بلدة مديرا والالتقاء مع نظيرتها الموجودة في إدارة المركبات بحرستا.

وتقدمت وحدات الجيش إلى مشارف بلدة حمورية، وسيطرت على عدد من الأبنية داخل جسرين في الغوطة الشرقية. كما فرضت السيطرة على منطقة المسلخ شمال غرب الشيفونية وجنوب حديقة الجلاء.

تحقيقات موسكو

في غضون ذلك، قام رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين بزيارة إلى دمشق وعقد عدداً من اللقاءات مع المسؤولين السوريين أبرزهم رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك، تناولت «المسائل المتعلقة بالتحقيق في الجرائم ذات الطابع الإرهابي، التي ارتكبت ضد العسكريين الروس على الأراضي السورية».

والتقى باستريكين كذلك بوزير العدل هشام الشعار ومعاونه تيسير الصمدي، وبحث معهما آليات التعاون بين الأجهزة الروسية والسورية ذات الشأن. وفي ختام اللقاء تم توقيع بروتوكول التعاون بين لجنة التحقيق الروسية ووزارة العدل السورية.

وينص البروتوكول على التعاون في التحقيق في الجرائم وتبادل المعلومات عن الأشخاص المتورطين في جرائم الإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، عقد باستريكين في قاعدة حميميم اجتماعاً مع لجنة التحقيق الروسية.

back to top