ترامب يقيل تيلرسون بسبب «الكيمياء» والخلاف حول إيران

• عيّن بومبيو بدلاً منه وسمى أول امرأة مديرة لـ CIA
• روسيا تعلّق ساخرة: هل نتحمل المسؤولية؟

نشر في 14-03-2018
آخر تحديث 14-03-2018 | 00:03
تيلرسون خلال وصوله إلى نيروبي في كينيا قبل أيام (رويترز)
تيلرسون خلال وصوله إلى نيروبي في كينيا قبل أيام (رويترز)
حسم الرئيس دونالد ترامب الجدل المتواصل منذ أشهر، وأعلن إقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون، مؤكدا وجود خلافات بينهما، منها ملف إيران النووي، إضافة إلى "الكيمياء الشخصية" المفقودة.
أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أمس، في تغريدة صباحية، إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون وتعيين المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مايك بومبيو مكانه.

وفي مؤتمر صحافي ارتجالي في حديقة البيت الأبيض، أوضح ترامب أن هناك مشكلة "خاصة بالكيمياء" بين شخصيته وتلك الخاصة بتيلرسون.

وقال: "لقد كانت عقلية مختلفة. كان تفكيرا مختلفا"، وأضاف: "أعتقد أن ريكس سيكون أكثر سعادة الآن".

كما عين ترامب جينا هاسبل على رأس وكالة الاستخبارات المركزية CIA، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب.

وكتب ترامب في تغريدته "مايك بومبيو مدير CIA سيصبح وزير خارجيتنا الجديد، وسيقوم بعمل رائع! نشكر تيلرسون على خدماته! جينا هاسبل ستصبح المديرة الجديدة لـ CIA، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب... مبروك للجميع!".

وتابع ترامب "استحق بومبيو عندما كان مدير CIA ثناء الحزبين على تعزيزه جمع المعلومات الاستخباراتية، وتطويره قدراتنا الهجومية والدفاعية، وإقامته علاقات وثيقة مع حلفائنا في أوساط الاستخبارات".

وقال إن "خبرته في الجيش والكونغرس ورئاسته للمخابرات المركزية أعدته بشكل جيد لدوره الجديد، وأنا أحث على التصديق على تعيينه سريعا".

من جهته، أعرب بومبيو - وهو عضو سابق بالكونغرس عن ولاية كنساس - في بيان أصدره البيت الأبيض عن "امتنانه العميق" لشغل منصب وزير الخارجية.

وقال بومبيو إن قيادة ترامب "جعلت أميركا أكثر أمنا، وإنني أتطلع إلى تمثيله والشعب الأميركي أمام بقية العالم من أجل تعزيز ازدهار أميركا".

وكان بومبيو قد أيد عن كثب أسلوب الرئيس الأميركي خلال فترة عمله في وكالة المخابرات المركزية.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترامب طلب من تيلرسون التنحي يوم الجمعة، لكنه لم يرد إعلان الأمر بينما كان تيلرسون في جولة بإفريقيا. وجاء إعلان ترامب بعد ساعات قليلة فحسب من وصول تيلرسون إلى واشنطن، بعد أن قطع جولته لإفريقيا.

وعن تيلرسون، قال ترامب: "لقد تم إنجاز الكثير في الأشهر الـ 14 الماضية، وأنا أتمنى له ولعائلته التوفيق". وأوضح: "كنا متفقين بشكل جيد، لكن اختلفنا حول بعض الأمور"، مضيفاً: "بالنسبة الى الاتفاق (النووي) الإيراني أعتقد أنه رهيب، بينما اعتبره (تيلرسون) مقبولا، وأردت إما الغاءه أو القيام بأمر ما، بينما كان موقفه مختلفا بعض الشيء، ولذلك لم نتفق في مواقفنا".

كوريا وفريق جديد

ويأتي التغيير الحكومي بعد أيام على الإعلان المفاجئ عن قمة بين الرئيس ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، التي لم يحدد موعدها ولا مكان انعقادها. وكانت خلافات قد اندلعت بين الرجلين حول كوريا.

وبرر مسؤول بالبيت الأبيض إقالة تيلرسون من منصبه بالقول إن الرئيس ترامب يريد فريقا جديدا قبل المفاوضات المرتقبة مع كوريا الشمالية. وأضاف المسؤول في تصريحات صحافية: "أراد الرئيس التأكد من أن يكون فريقه الجديد في موقعه قبل المحادثات القادمة مع كوريا الشمالية وفي مختلف المفاوضات التجارية الجارية".

ومن ناحية أخرى، نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية عن مسؤول بـ "الخارجية" الأميركية القول إن تيلرسون لا يعلم سبب إقالته، وأضاف أن "تيلرسون لم يتحدث مع الرئيس ولا يعلم بالضبط سبب الإقالة"، لافتا إلى أن تيلرسون "ممتن للفرصة التي أتيحت له لخدمة بلاده، ويتمنى التوفيق لخلفه بومبيو".

وكانت شائعات سرت سابقا عن خلافات بين تيلرسون وترامب. وخلال توليه مهامه على رأس "الخارجية" الأميركية واجه تيلرسون انتقادات من معارضي ترامب ودبلوماسيين سابقين ومن نخبة واشنطن السياسية.

وخلال توليه مهامه، واجه تحديات كبرى في مجال السياسة الخارجية من كوريا الشمالية، وصولا الى أزمة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهجمات على دبلوماسيين أميركيين في كوبا.

قائمة طويلة

وانضم تيلرسون إلى قائمة طويلة من كبار المسؤولين الذين إما استقالوا أو أقيلوا منذ تولى ترامب منصبه في يناير 2017. ومن بين هؤلاء الخبير الاستراتيجي ستيف بانون، ومستشار الأمن القومي مايكل فلين، ومدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي، وكبير موظفي البيت الأبيض رينس بيربوس، ووزير الصحة توم برايس، ومديرا الاتصالات هوب هيكس وأنتوني سكاراموتشي، والمستشار الاقتصادي جاري كوهن، والمتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر.

وعلقت روسيا ساخرة على إقالة تيلرسون، وتساءلت ما اذا كانت ستلقى على عاتقها مسؤولية هذا القرار، في إشارة الى اتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وتساءلت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تعليق لوكالة فرانس برس: "ألم يتهم أحد بعد روسيا بالمسؤولية عن تبدل المناصب في واشنطن؟".

وتؤكد أجهزة الاستخبارات الأميركية ان السلطات الروسية شنت عملية مدروسة للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الاخيرة لمصلحة الرئيس ترامب، خصوصا عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ونشر "أخبار كاذبة"، الأمر الذي نفته موسكو على الدوام.

وكان تيلرسون قد عمل قبل تسلمه "الخارجية" الأميركية لنحو 20 عاما رئيسا لشركة اكسون موبيل النفطية الأميركية العملاقة، وكان على اتصال دائم بمسؤولين روس، وعلى رأسهم فلاديمير بوتين الذي التقاه مرارا.

ورغم تسلّم تيلرسون وزارة الخارجية، والكلام الكثير عن احتمال تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن، فإن العكس هو الذي حصل، وتسارع التدهور بعد اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية.

ويواصل المسؤولون الروس نفي أي تدخل في هذه الانتخابات. وقال بوتين، أمس، لشبكة التلفزيون الاميركية "ان بي سي"، "لماذا قررتم أن السلطات الروسية وأنا من ضمنها أعطينا الإذن بالقيام بذلك؟".

وردا على سؤال حول توجيه التهمة الى 13 مواطنا روسيا وثلاث شركات روسية بالتدخل في العملية الانتخابية الأميركية قال بوتين: "إنهم روس، حسنا، لكنهم ليسوا موظفين رسميين. هناك 146 مليون روسي".

وأضاف بوتين: "نحن لا نريد التدخل، ولا نرى أي هدف كان يمكن أن نحققه عبر هذا التدخل. لا يوجد أي هدف".

وزير الخارجية السابق لا يعلم بالضبط سبب الإقالة ويتمنى التوفيق لخلفه
back to top