مقابلة العمل... كيف تزيد ثقتك بنفسك؟

نشر في 12-03-2018
آخر تحديث 12-03-2018 | 00:00
No Image Caption
هل يزيد توترك لمجرد التفكير في أنك ستقابل رب عمل محتملاً؟ ماذا لو كانت مشكلتك الحقيقية تتعلق بالثقة بالنفس؟ يرتفع عدد الأشخاص الذين يبحثون عن عمل ويخافون من الفشل خلال المقابلات أو من عجزهم عن الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليهم، أو من تراجع قدراتهم في الظروف العصيبة. لكن يمكن حلّ مشكلة الثقة بسهولة لحسن الحظ من خلال الاستعداد مسبقاً لمقابلة العمل التي يخشاها كثيرون!
يعني استجماع الثقة في النفس التفكير بأن النجاح سيكون حليفنا. هذه العقلية الإيجابية بالغة الأهمية خلال فترة البحث عن عمل. يمكن تطوير تلك الثقة عبر خطوات بسيطة...

استعلِمْ عن الشركة

تتعلّق الخطوة الأولى من المرحلة التحضيرية باختيار الطريقة المناسبة للتعريف عن الذات. خلال معظم مقابلات العمل، يُطلَب من الشخص عموماً أن يتكلم عن نفسه. لذا يجب أن تنقّح هذه المعلومات مسبقاً مع الحرص على تقديم تفاصيل أساسية عن مسيرتك (تجارب لافتة، ودوافعك لنيل الوظيفة...).

كلما قدّمت تفاصيل وافية، ستتراجع الأسئلة المطروحة عليك. استعد أيضاً للأسئلة المتعلقة بمزاياك وحضّر بعض الأجوبة مسبقاً. في الوقت نفسه يجب أن تفكر ببعض العيوب البسيطة وبطريقة معالجتها. يتطلب هذا التمرين أعلى درجات الصدق والشفافية مع الذات لكن احرص أيضاً على عدم اختلاق مزايا غير موجودة أو إخفاء عيوب بارزة. إذا لم تكن صادقاً في طرحك، سيشعر المسؤول عن التوظيف بذلك.

على صعيد آخر، يعني الاستعداد لمقابلة العمل الاستعلام عن الشركة المقصودة. لن تكون زيارة موقعها الإلكتروني كافية لأن المعلومات التي تُذكَر على هذه المواقع تكون مثالية وبعيدة عن الواقع غالباً. لذا من الأفضل أن تتكلم مثلاً مع عدد من الشركاء أو العاملين في تلك المؤسسة أو تقرأ مقالات صحافية عنها.

وإذا كانت المؤسسة تملك أيضاً متاجر أو مطاعم تابعة لها، يمكنك أن تقصدها وتدوّن أهم الملاحظات عنها. بهذه الطريقة ستتمكن من فهم طبيعة المنصب الذي تطمح إليه وستتعرف إلى أجواء الشركة مسبقاً. ستستفيد أيضاً من ادعاء فوزك بالمنصب: تخيّل مختلف المهام التي تنتظرك طوال 24 أو 48 ساعة كي لا تفاجأ بأية حوادث طارئة. تثبت الدراسات منافع تخيّل الحوادث مسبقاً، تحديداً على مستوى زيادة التركيز. يجب أن تهتم بأدق التفاصيل، بدءاً من ارتداء الملابس المناسبة لأداء الدور وصولاً إلى الاستعداد عقلياً لتولي المنصب.

تنبّه إلى عواطفك

يسمح التحضير العقلي المسبق بالشعور بعواطف سلبية وإيجابية في آن. يوصي الخبراء بالتنبه إلى تلك العواطف للتأكد من أن المنصب المنشود يزيد الاندفاع والتفاؤل أو يعزِّز التوتر والعدائية. تساهم هذه العملية في تحرير مختلف العواطف كي لا تشكِّل معوقاً في يوم المقابلة. إذا كانت العواطف التي تنتابك سلبية جداً، ستستفيد حتماً من تقنية السوفرولوجيا أو التأمل.

بعد العمل على هذه النقاط المختلفة، يجب أن تحدِّد المسائل التي لا تزال عالقة. يمكنك أن تقف أمام المرآة وتسجل ما تقوله أو تصوّر المشهد كله. أو اطلب من بعض المقربين منك أن يعلّقوا على ما يشاهدونه بكل صراحة. يقضي خيار مفيد أيضاً باللجوء إلى جمعية ترافق الأشخاص الذين يبحثون عن عمل.

تجربة البحث عن عمل مهمة شاقة ومليئة بالتقلبات بالنسبة إلى جميع الناس، لذا يمكن أن يساعدهم بعض الجهات المتخصصة على مقاربة الوضع بموضوعية والاحتفاظ بحسّ واقعي. كذلك تساعدهم على التمسك بمعنويات مرتفعة من خلال استعمال حجج وأفكار قيّمة في نظرهم. في معظم الأوقات، تركز ملاحظات الخبراء على نقاط القوة وتحدِّد الجوانب التي تحتاج إلى التطوير أو التصحيح. على صعيد آخر، توضح هذه الجهات قواعد الشركات التي يسيء كثيرون فهمها أحياناً بعد الابتعاد عن سوق العمل فترة طويلة.

لكن يمكن تلقي هذه الملاحظات من المسؤول عن التوظيف أيضاً. في نهاية مقابلة العمل، يجب أن تتجرأ على طرح بعض الأسئلة عن نقاط قوة الشركة والمسائل التي تركز عليها. لا تتردّد أيضاً في الاتصال بالمسؤول بعد مرور بضعة أيام على حصول المقابلة كي تعرف قراره وتستفسر عن المشاكل في حال لم يقبلوك للوظيفة. في النهاية، يجب أن تتقبَّل ملاحظات رب العمل بغض النظر عن طبيعتها وتستعملها كي تحسّن أداءك وتنطلق في تجارب جديدة.

انفتح على نفسك وعلى الآخرين

في الفترة الأخيرة، أصبح المسرح أداة بارزة للتطوير الذاتي. عملياً، يمكن استعمال تقنيات المسرح وتعديلها بطريقة تسمح للناس بمواجهة نفسهم ومواجهة الآخرين بكل سلاسة وحذر. يتألف هذا النوع من الحصص من تمارين مسرحية بسيطة مثل لفظ الاسم بنبرة قوية وبارزة، أو النظر إلى عينَي شخص آخر مباشرةً طوال دقيقة، أو السير تزامناً مع إغماض العينين والسماح للمرشد بتوجيه الحاضرين، أو سرد أكثر اللحظات تأثيراً في الحياة الشخصية...

لكن يبقى التحرّك أهم عامل على الإطلاق في هذا المجال. يسمح عيش الموقف الذي نخشاه بتجاوز المخاوف الكامنة وتحديد المواقف التي تزعجنا والعمل على تخطيها بأفضل طريقة ممكنة. خلال ساعتين يمكن أن يتحسّن وضع الأشخاص الخجولين، فيصبحوا قادرين على التعبير عن نفسهم أمام مجموعة أخرى من الناس من دون تردد.

ترتكز هذه الحصص بشكل أساسي على المتعة والضحك والاسترخاء التام. سينسى المشاركون خلال هذه الساعات توترهم بشأن مقابلة العمل. لا يصدّق جميع الناس فاعلية هذه الطريقة ويترددون في تجربتها لكن يجب أن يقتنع هؤلاء بأن الخروج والتواصل مع الآخرين عاملان ضروريان لاسترجاع تقدير الذات المفقود. باختصار يجب ألا تتحوّل فترة البطالة إلى معوق يمنعك من خوض تجارب جديدة ورصد فرص مثمرة. يكفي أن تكون الخطوة الأولى مناسبة!

يمكنك الوفوف أمام المرآة وتسجيل ما تقوله أو تصوير المشهد كله
back to top