التكنولوجيا... تداعيات خطيرة على الجيل الشاب

نشر في 12-03-2018
آخر تحديث 12-03-2018 | 00:00
No Image Caption
يخشى الخبراء أن ينعكس الاستعمال المكثّف لوسائل التكنولوجيا على نمو الأولاد. ما هي المضار المحتملة وكيف يمكن تجنّبها قبل فوات الأوان؟
يظن الخبراء أن زيادة حالات نقص الانتباه وفرط النشاط ترتبط بالمدة التي يمضيها الأولاد إزاء الشاشات. اليوم تواجه أعداد إضافية من الأولاد مشاكل كثيرة يمكن نَسبها بدرجة معيّنة إلى مصادر الإلهاء الرقمية التي أصبحت رائجة راهناً.

يكشف بعض الأولاد سلوكيات غير اجتماعية كصعوبة التواصل بالنظر أو صعوبة إقامة الصداقات وضعف المهارات التكيّفية. على مستوى الجزيئات، تحصل عملية طبيعية لدى المراهقين اسمها الاقتطاع العصبي، ما يعني أنّ الدماغ يلغي المسارات التي لا تُستعمل في معظم الأوقات. إذا أمضى الأولاد معظم وقتهم وهم يتواصلون عن طريق الأجهزة بدل إقامة علاقات مباشرة مع الناس، سيتخلص الدماغ من المسارات العصبية الضرورية لإقامة تواصل مباشر.

على صعيد آخر، قد تؤثر هذه الأجهزة في القشرة الجبهية لدى المراهقين، ومن المعروف أن هذه المنطقة لا تكتمل قبل منتصف أو أواخر عمر العشرينات. تؤدي القشرة الجبهية دوراً أساسياً في تقوية الإرادة واتخاذ القرارات وتحسين القدرة على التحليل.

تتعلّق مشكلة أخرى بميل المستخدمين إلى الإدمان على الأجهزة التي يستعملونها. حين يتلقى المستخدم رسالة نصية أو تنبيهاً، سينشط لديه رد فعل بيوكيماوي، ما يؤدي إلى تنشيط مركز المكافأة في الدماغ بسبب وجود مواد كيماوية مثل الدوبامين والسيروتونين. نتيجةً لذلك، ستزيد صعوبة التركيز على المهام بسبب الحاجة إلى تفقّد الهاتف باستمرار.

للابتعاد عن الوسائل الرقمية

• أخذ استراحات متكررة: يجب أن يراقب الأهل نزعة أولادهم إلى استخدام وسائل التكنولوجيا. تتوقف المدة التي يمضيها الأولاد إزاء الشاشات على عمرهم. بالنسبة إلى الأولاد قبل عمر العاشرة، يجب أن تتراوح تلك المدة بين 30 و60 دقيقة كحد أقصى. لكن يجب أن يمضوا مدة موازية على الأقل بعيداً عن وسائل التكنولوجيا. بين عمر العاشرة والثانية عشرة، يمكن أن تتراوح المدة الموصى بها بين 60 و90 دقيقة بشرط أن يمضي الأولاد مدة موازية بعيداً عن الشاشات أيضاً لأن التواصل مع الآخرين وتطوير مهارات إقامة العلاقات عاملان أساسيان في هذا العمر. بعد مرور 90 دقيقة، سيصبح الدماغ مثقلاً بالمعلومات وسيحتاج إلى استراحة.

• تخصيص مدة محددة بعيداً عن الهاتف: يجب أن يمتنع جميع الأولاد (والراشدين أيضاً) عن استعمال أي نوع من الأجهزة بين ساعة وساعتين يومياً. إنها خطوة أساسية لتخفيف النزعة إلى تفقّد الهاتف باستمرار.

• تخصيص الوقت لإقامة حوار مباشر: يجب أن يجلس الأهل مع أولادهم ليتبادلوا الكلام مباشرةً كل يوم، حتى لو اقتصرت هذه المدة على 15 دقيقة. يمكن أن يتحدث الطرفان عن أي موضوع، كالرياضة والمدرسة والطقس. يتعلّق العامل الأساسي بحصول تفاعل مباشر بينهما.

• منع استعمال وسائل التكنولوجيا على مائدة الطعام: من الأفضل أن تخلو مائدة الطعام وغرفة الأولاد من الأجهزة. يجب أن يخصص الأهل هذه الفترة للتكلّم والاطلاع على آخر المستجدات في حياة أولادهم. تُطبَّق هذه القاعدة أيضاً في المطاعم. عند الحاجة، يمكن تفقّد الهواتف من وقت إلى آخر بشرط الاستغناء عنها لاحقاً واستئناف المحادثة.

تقديم قدوة صالحة: يجب أن يمضي الأهل وقتاً إضافياً مع أولادهم مقابل تقليص المدة المخصصة لاستعمال الأجهزة. يتعلّم الأولاد من أهاليهم ولا يمكن أن يصغوا إلى توجيهاتهم ما لم يتصرفوا بالطريقة التي يفرضونها عليهم.

مؤشرات إدمان وسائل التكنولوجيا

• ينسى الولد الوقت أثناء استعمال الأجهزة الإلكترونية.

• ينفعل حين يقاطعه الآخرون.

• يفضّل استخدام الأجهزة على مقابلة الأصدقاء أو أفراد العائلة.

• لا يلتزم بالمدة المخصصة لاستعمال الأجهزة.

• يقيم علاقات مع الناس عبر شبكة الإنترنت.

• يفقد اهتمامه بأي نشاطات أخرى.

• يبدو متوتراً حين لا يستخدم هاتفه ويفعل المستحيل لمعاودة استعماله.

• يتجنب الفروض والأعمال المنزلية ويمضي فترة طويلة إزاء الشاشات.

• يستعمل جهازه خلسةً في ظل غياب عائلته ويكذب بشأن مدة استخدامه.

back to top