بالعربي المشرمح: ناصر بين رابح وخاسر!

نشر في 10-03-2018
آخر تحديث 10-03-2018 | 00:10
 محمد الرويحل أجرت معي الزميلة جريدة "النهار" لقاء صحافياً نشر الخميس قبل الماضي جاء في أحد مانشيتاته: "الشارع الكويتي تنفس الصعداء بتوزير ناصر صباح الأحمد"، كما سبق أن ذكرت في مقال لي في بداية تشكيل الحكومة الحالية أن المواطنين تفاءلوا بتوزير الشيخ ناصر، وهو واقع شاهدته ولمسته من خلال الدواوين، إلا أن هناك من هو متشائم وفاقد الأمل، وهناك من اعتبر مقالاتي وتصريحاتي محاباة وتزلفا للشيخ ناصر، وهو أمر لم أعتده ولن أعتاده، معتبرين رهاني، والمتفائلين، عليه خاسرا.

وحتى أزيل اللبس وسوء الفهم فلا تربطني بالشيخ ناصر أي علاقة، بل لم ألتقه في حياتي إلا مرة واحدة منذ أكثر من عشرين عاماً، وتحديداً عند صدور مجلة "الزمن"، ولكني أود أن أذكّر هؤلاء بأن ناصر المحمد عند تقلده منصب رئيس الوزراء أثنى عليه الكثير كأحمد السعدون ومسلم البراك، ووصفوه بالإصلاحي، وهو واقع لمسناه، ثم بعد ذلك استجوبوه وطالبوا برحيله، وناصر صباح الأحمد عرفنا عنه النفس الإصلاحي من خلال رسالته المشهورة "سرحهم وتوكل"، وإيمانه المطلق بالدستور، كما أننا لم نسمع بتورطه في قضايا فساد، وكان بعيداً عن الصراع السياسي العبثي الذي مررنا به، بل أبلغني بعض من قابلوه أنه غير راضٍ عما حدث، وأنه يحمل رؤية إصلاحية، وأنه جاد في إبعاد عناصر الفساد عن مواقع المسؤولية، وأن لديه فريقاً من خيرة الشباب الوطنيين، وهو أمر محمود ومطلوب، ويؤكد أن معلوماتنا عنه تبعث الأمل في التغيير، ولكن علينا أيضاً ألا نتسرع في الحكم عليه سواء بالمديح أو النقد وعدم التفاؤل، ومنحه الفرصة، فمؤسسة الفساد ستتربص به وستخلق له المطبات والعداوات، وستعرقل أي مشروع وطني إصلاحي كان وراءه الشيخ ناصر أو أي شخصية أخرى.

كما يجب علينا كمراقبين ومتابعين ومواطنين أن نراقب أعماله وتطلعاته، ومن ثم نحكم عليه من خلالها، فإن أصاب أعنّاه وشجعناه، وإن أخطأ قومناه وانتقدناه، فلا شك أن المواطنين محبطون من معظم الحكومات المتعاقبة، وفاقدون الأمل في الإصلاح والتطور والتنمية، ولكن ذلك لم يكن ليحدث لولا مخرجاتنا لمجلس الأمة، وهو جزء من مشكلتنا المعتقة.

يعني بالعربي المشرمح:

توزير ناصر صباح الأحمد أرسل إلينا بارقة أمل من خلال ما نعرفه عنه، وما ذكرته عنه ليس مدحاً له ولا محاباة، لكني كبقية المواطنين تفاءلت بتوزيره لسيرته الذاتية، لعله يكون الأمل بإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي، فالوطن يعاني من ثلة فاسدة استحوذت على مفاصله، وبحاجة ملحة لفك أسره منها؛ لينطلق من جديد، وطن النهار الذي عرفه القاصي قبل الداني، فهل يفعلها، ويجعل من توقعات المتشائمين وفاقدي الأمل رهاناً خاسراً؟ هذا ما سنراه في القادم من الأيام!

back to top